شعراء أهل البيت عليهم السلام - مديحك ليس تبلغه القوافي (في المولد النبوي الشريف)

عــــدد الأبـيـات
42
عدد المشاهدات
3219
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
18/01/2014
وقـــت الإضــافــة
2:12 صباحاً

مديحكَ ليس تبلغه القوافي في ذكرى المولد النبوي الشريف لعَمْرُ الله يحتارُ القصيدُ = بمولدِ مَن بهِ شعّ الوجودُ يحارُ بأيّ فضلٍ سوف يشدو = وإنْ هو قد شدا،أنّى يجيدُ؟! مكارمُ أحمدٍ بحرٌ محيطٌ = وما يعدو سواحلَه القصيدُ ولو جاوزتُ في شعري ألوفًا = مِن الأبياتِ يحدوها النشيدُ لظلّتْ في أبي الزهراءِ نَزْرًا = كقطْرٍ ضمّهُ البحرُ المديدُ بمولده الجنانُ بها ازدحامٌ = ونارُ جهنّمٍ فيها الخمودُ به الوعدُ الرحيمُ همى كغيثٍ = وقلَّ عن العبادِ به الوعيدُ به قد قلّ في الأخرى شقيٌّ = و زاد بهديهِ فيها السعيدُ وكم مِن جبهةٍ سجدتْ لإفكٍ! = بهِ للهِ طال بها السجودُ وكم هُتِكتْ عهودٌ قبلَ طه! = وقد رُعيتْ بشرعتِه العهودُ وكم قد جنّد الشيطانُ جندًا = بمولدِ أحمدٍ هُزِمَ الجنودُ وكم حشدَ الفساد عظيمَ حشدٍ = بأحمدَ فُرّقتْ تلكَ الحشودُ وكان الظلمُ والعدوانُ عُرْفًا = فصارَ العدلُ عُرْفًا لايَحيدُ وكم من أنفسٍ تركتْ خطايا = وكم زالتْ عن الأيدي القيودُ بأحمدَ صارتِ الصحراءُ روضًا = وفيضًا أصبحتْ فيها السدودُ بأحمدَ إنّما انبثقتْ حياةٌ = و دونَ هُداهُ فالموتُ الأكيدُ بهِ رُحِمَ الوجودُ فليسَ فضلٌ = على فضلِ الإلهِ بهِ يزيدُ وإنّ السعْدَ في منهاجِ طه = ويطغى دونَه العيشُ النكيدُ بمولِدِه المعطّرِ ليس يبقى = مكانٌ لا تغازلُهُ الورودُ و لا للمكرُماتِ يظلُّ جيدٌ = أسيلٌ لا تعانقُه العقودُ ألا للّه درّكِ بنتَ وهْبٍ = سحابًا منه قد نهلَ الخلودُ عجيبٌ مهدُه في حجمِ مهد ٍ = ومن أضوائِهِ شعّ الوجودُ! مديحُكَ ليسَ تبلُغُه القوافي = وإنْ دهرًا بهِ ظلّتْ تعيدُ و كيْفَ تميلُ عن ذكراكَ نفسٌ = لها ذكراكَ يا طهَ الوقودْ وليسَ يَمَلُّ ثغرٌ حينَ يشدو = هواكَ ومِن دوائِكَ يستزيدُ نشيدُ المدحَ بيتًا بعدَ بيتٍ = وإنّ الشهْدَ داخلَ ما نُشيدُ فيا لله دَرُّ بيوتِ شِعْرٍ = بذكرِكَ أزهرتْ وغدتْ تجودُ! زهيدٌ أيُّ شِعرٍ لستَ فيهِ = زهيدٌ –رغمَ رونقِهِ زهيدُ * * * * * * أرادَ الكفرُ بالمختارِ كيْدًا = و مازالتْ أبالسُه تكيدُ فمِن تُهمٍ عظامٍ وافتراءٍ = وطعْنٍ أصلُه الحقدُ الشديدُ ولا عَجَبٌ فإنّ الحقَّ دومًا = لهُ في الباطلِ الخصمُ اللدودُ وكم طَعَنَ الجَهولُ بذي لُبابٍ! = وكم لاقى من الهَمَجِ الفريدُ! وكم ذا سدّدَ البطلانُ سهمًا = إلى مَن نهجُهُ النهجُ السديدُ! كفاهُ الله في الأولى عدوّا = وفي الأخرى سيكفيهِ المجيدُ وذادَ عن الحبيبِ بكلّ وقتٍ = وحتّى بَعثِنا يبقى يذودُ فلا تأسوْا بني الإسلامٍ،ماذا = يُضيرُ الليثَ إنْ عبثتْ قرودُ؟! أمَنْ كانَ البُراقُ له رَكوبًا = يشوّهُ مجدَه الوغدُ الحَقودُ؟! ومَن بالسدرةِ العظمى تفيّا = أتؤذيهِ الأراذلُ والعبيدُ؟! ومّن جبريلُ خادمُه أيُلفى = وقد آذاهُ ملعونٌ جَحودُ؟! وليسَ العودُ يمنعُ ضوءَ شمسٍ = وليسَ البحرُ تمنعُه السدودُ وليسَ بغبْرةٍ يهتزّ طوْدٌ = وليسَ بحصوةٍ قصرٌ يبيدُ فداهُ وجودُنا ، وتطيبُ نفْسٌ = يُراقُ لإجلِهِ فيها الوريدُ
Testing