الشهيد الحي
أبو ياسر الكعبي
الشهيدُ الحَي
لَكَ المَجدُ في كُلّ المَيادين باسِمُ= فها أنت بَينَ الجُرحِ والنَزفِ قائمُ
وها أنتَ للأحرارِ تُهدي دروبُها = وبينَ يَدَيكَ مَناحِرٌ وصَوارِمُ
وها أنتَ حَيٌّ لَمْ تَزل تَسبقُ الخُطى= وصَوتُكَ بَحرٌ هائِجٌ مُتَلاطِمُ
وها أَنتَ مابَيني وبَينك خُطوَة ٌ= أراك سَماءً تَستَقيكَ الغَمائِمُ
وها أنت في كَبدِ السماءِ تَشدُّني= إليكَ فَتُفْتَحُ نَصبَ عَيني المَناجِمُ
مَناجِمُ نورٍ لَيس كالنورِ ضوءُهُ = تَكِلُّ لِتُدرِكُهُ وتَعيى التَراجِمُ
مَناجِمُ أَفلاكٍ تَطوفُكَ كُلّما = مَرَرتُ بِها أُلقَتْ عَليكَ الطَلاسِمُ
أَيا مَعدَنَ الأسرارِ والفَلكِ الّذي = خُزانَتُهُ لن تَرتَقيها المَعاجِمُ
عَوالِمُكَ النورُ الّذي مِن بَهائهِ= بِكُلِّ بَهاءٍ تَستَضِلُّ عَوالِمُ
أياسِبطَ خَيرِالرُسلِ طه مُحمَّدٍ= وياشِبلَ مَن رَكعَتْ إليهِ الضَياغِمُ
أيابنَ عليﱢ في عليﱢ شَمائِلٌ= تَجَمَّعْنَ فيكَ مَلاحِمٌ ومَكارِمُ
أيا نافخَ الأرواحَ في جسم ِ اُمَّةٍ= ماتَتْ ، فَأَحيا مَوتَها مِنْكَ قادِمُ
فَدَبَّتْ بِها مِن رَوحِكَ الروحُ فانْتَشَتْ = عروقٌ بهاإذ صافَحَتْها النَسائِمُ
لَكَ في القَوانينِ الّتي قَد سَنَنتَها= مَعاقِلُ عِزٍّ ثَغرُها بِكَ باسِمُ
تَسامَت بِكَ العَلياءُ ياهامَةَ الذُرى= فَذَلَّتْ لِهَيبَتِكَ المُلوكُ القَماقِمُ ◙
تُحارُ بِكَ الأبطالُ ، تَعتَرفُ الضُبا = بأنَّكَ فَذٌ تَتّقيهِ الغَوارِمُ
فَكَمْ باسِلٍ عِند النزالِ طَلَبْتَهُ = فَاَحْجَمَ عَنْكَ وقد تَلَتْهُ حَواجِمُ
فَذي كربلائُكُ ياحسينُ مَعاجِزٌ= تَفيضُ فَيَطفَحُ جودُها والمَكارِم
وذِي تُربَةُ الطفﱢ الّتي إنْ شَمَمتُها = أَشِمُّ خلوداً تَستَقيهِ البَراعِمُ
أَعاصمةَ الله التي دونَها الدُنا = بأسوارِها جاءَت تَلوذُ العَواصِمُ
تَكربَلَتِ الثُوّارُ بِسمِكَ فاعْتَلَتْ= بَيارِقُها فاستَقبَلتْها الضَراغِمُ
لَقَد أَودَعَتْ سُكْناكَ عَرشَ قلوبِها= وَحَقَّ لها أن تَفتَديكَ الجَماجِمُ ◙
فَأَربَطَ جأشٍ لَم تَرى العينُ مثلُكَ= ومِثلُكَ للشيطانِ لَم يُرى راجِمُ
فَفيكَ عروشُ الظُلمِ جَهْراً تَزلزَلتْ= وقَولُك ذو فَصلٍ وسَيفُكَ حاسِمُ
إلى الآنَ صَوتُكَ ثَورةٌ عِندَ رَحْمِها= بِما وَسِعَت صبراً تَضيقُ الرَحائِمُ
إلى الآنَ والصَوتُ المُدَّوِيُ خالِدٌ= وفي مَسمَعِ الأفلاكِ مِنهُ زَمازِمُ ◙
فَيومٌ بأوْرِدَةِ الفِداءِ بَنَيتَهُ = بهِ للهُدى والدينِ قامَت ْدَعائِمُ
ظَفَرتَ بهِ بالمَوتِ ظَفْراً ، فَلَمْ يَكُنْ= أَمامَهُ في الهَيجاءِ ألاّ التَصادِمُ
فِمِثْلُهُ ما لاقاكَ في قَلبِ مِحْنَةٍ = ومِثْلُك َما لاقاهُ فَذٌّ ضُبارِمُ◙
وَقَفْتَ كأَنَّك قابِضٌ روحَهُ وقَد= عَلَتْهُ صقورٌ تَعتَليها القَشاعِمُ ◙
فَأَسْلَمَ طَوعاً مُذْعِناً بِقِيادِهِ= أَخَذْتَ نَواصيهِ ،فَلا مِنْكَ عاصِمُ
مَلَكتْ المدى ,والموتُ ماتَ ولم تَمُت ْ= بنَحرِكَ فَوق َ فنائهِ أَنتَ قادِمُ
فَجِسمُكَ فوقَ الأرضِ كالطودِ واقِفٌ= تُجَلِّلُهُ مِن ذي الوَتينِ العَمائِمُ
ورَأسُكَ مَرفوعٌ بغَيرِ أَسِنَّةٍ = على الشُهْبِ صَلّى والدِماءُ العَلائِمُ
أَتَتكَ على إسْتِحياءِ تَمشي الشهادَةُ= كأَنَّكَ آمِرُها وبالغَيبِ عالِمُ
أَتَتكَ مُبَرْقَعَةَ الخلودِ فَانتُما= وليدانِ نورٍ للهُدى بَل تَوائِمُ
تُصلّي عَليكَ جِراحُ ثورَتِك الّتي= إلى الآن تَخشاها الطُغاةُ الصَلادِمُ ◙
أَتيناكَ شَوقاً والنَوابِضُ مِلْئُها= جُنونٌ ، عَليها مِن وِلاكَ دَعائِمُ
لَنا أَنتَ صرت أَبَاً ، وطفُّك أُمُّنا= بِقَبرِكَ لُذْنا كما تَلوذُ الحَمائِمُ
فَعَلَّمْتَنا للّهِ نَفدي نفوسَنا= إذا مَسَّ جِسمَ الدينِ مُرتَّدُ ظالِمُ
وعَلَّمْتَنا أَنَّ الشهادَةَ مَهرُها= نَفائِسُ أرواحٍ حَوَتْها الخَضارِمُ ◙
وعَلَّمْتَنا أَنَّ الجراحَ قَضيَة ٌ= ومن دونِ جُرحٍ لايكونُ التَلاحِمُ
وعَلَّمْتَنا أَنَّ البطولاتَ مَصنَعٌ = مَعادِنُهُ الأحرارُ ثُمَّ العَزائِمُ
وعَلَّمْتَنا أَنَّ القناعَةَ مِلْئُها= كنوزٌ تَمَلَّكها الرجالُ الأعاظِمُ
وعَلَّمْتَنا حُريَّةً كانَ دونَها = نكونُ عَبيداً تَزدَرينا الغَواشِمُ
وعَلَّمْتَنا أَن الضمائرَ دَولَةٌ=يَشدُّ أواصِرها الصَفا والتَراحِمُ
وعَلَّمْتَنا أَنَّ الحكوماتِ لَو طَغَتْ= نُحاكِمُها بالسيفِ والسيفُ حاكِمُ
وعَلَّمْتَنا أَنَّ الفِداءَ عقيدَة ٌ= وعَلَّمْتَنا التَوحيدَ للشِركِ هازِمُ
وعَلَّمْتَنا أَنَّ العَقيدةَ جِسرُها= دماءٌ زكيّاتٌ بَكتهاالخَواذِمُ ◙
وعَلَّمْتَنا أَن َّالمَنيَّةَ مَوقِفٌ= لِحُرٍ يُلاقي المَوتَ والثَغرُ باسِمُ
فَلولاكَ ماعِشنا حَياةً كريمَة ً= ولَولاك كُنّا للطُغاةِ نُسالِمُ
سلام ٌعَليكَ أَبا النَواميسِ كُلِّها= لِناموسِكَ الأعلى إنتِساب ُالمكارِمُ
سلامٌ على قَلبٍ تَقاسَمَهُ الضَما= يَرى الحَرَ بَرداً فَهْوَ باللهِ هائمُ
سلامٌ على جِسمٍ تَناثَرَ شِلوُهُ= فَنَفسيْ لَهُ حَرّى وقَلبِيَ واجمُ ◙
سلام ٌعلى أَصحابِكَ الغُر كُلِهم = فَمنهُمُ صِنديدٌ ومِنْهُمُ عالِمُ
سلامٌ على (مَن أسَّس الفضل َ والإبا)= أبي الفَضلِ مَن فيهِ تُخَطُّ المَلاحِمُ
نَبِيُ الفِداءِ ومَن بهِ رُفِعَ اللِوا= وبَدرُ الهَواشِمِ أنْجَبَتْهُ الهَواشِمُ