فــي الـغـاب أمـسـى خـائفاً
يـترقّبُ والـلـيلُ يُـخـفي ألــف نــابٍ
تـرعِـبُ
وهـو الـهزيلُ، وجسمُه مرمى
الأسى والــمــوتُ بــيـن رمــوشِـه
يـتـقـلّبُ
عِــلــلٌ جــيــاعٌ مــزّقــتْ
ضـحـكـاتِه وخـطـاه هـرّأهـا الـطـريقُ
الأصـعـبُ
حـتـى انـتـهى بـيـدِ الـكروبِ
فـريسةً فــإنِ ارتـخـتْ نــابٌ تـشـدّدَ
مِـخـلبُ
زحـفـت صـحـاراهم تــدكّ
قـصـائدي وعـلى طـبول الموت أمستْ
تضربُ
و تـكـبّـلُ الألــحـانَ فـــي
قـيـثـارتي وجــمـيـعَ ألــوانـي الـبـريـئةَ
تَـنـهَـبُ
الـرعـبُ يـصـحبُ نـبـضَ قـلـبي،
إنّـه كــلَّ الـجـرارِ لـشـهدِ روحــي
يـقلبُ
إنّــــي شـــراعٌ رامَ أن يــنـأى
فـــإذْ بـالـرمـلِ يـخـنقُه فـيـذوي
الـمـركبُ
أنّـى نـظرتُ فـليس في جفني
سوى سٍـجـنٍ يـزمـجرُ فــي دمــي
يـتـوثّبُ
حـولـي الـثـغورُ تــرشُّ نـاقـعَ
سُـمِّها نـحـوي، وثـغـري شـهدَ حُـبٍّ
يَـسكُبُ
وأنـا الـغريبُ، فمسجدي في
أضلعي ومـلامـحي مــن طـيـنِ داري
تـهربُ
فــي الـجُـبِّ أنـتـظرُ الـقـوافلَ
عـلَّها تـرمـي بـحـبلٍ فـيـه صُـبـحي
يُـجـلَبُ
فـي جـبَّ نـفسي قـبل جُبِّ
مصائبي نـاهـيك عـمّـن نـحوَ شـمسي
صـوّبوا
وأنــا، الـجـراحُ مـن الـجراحِ
تـزوّدتْ فــي رحـلـتي، مـا عـاد جـرحٌ
يَـنْضُبُ
ويـجـيءُ شـعـبانُ الـفـضائلِ
والـمُنى فـأقـول جــاء الـحـبلُ عـلّي
أُسـحَبُ
أنـــا فـطـرسٌ، هــذا جـنـاحي
واقــعٌ أجــثـو أمـــام الـمـهدِ أبـكـي
أنـحـبُ
وأقـــوم أمــسـحُ بـالـقـداسةِ
عِـلّـتي عـلّـي يـضـيءُ بـلـيلِ نـفسي
كـوكبُ
مـهدُ الـحسينِ. وإنْ يـقلْ مـن
قـائلٍ: بـحرُ الـفضائل هـاهنا. مَـن
يـعجَبُ؟!
هـــذا ذبــيـحُ الــديـنِ. أحـيـا نـحـرُهُ
نـحـرَ الـهـدى. لـمّـا الـرعـاع
تـنـكّبوا
لــو قـيـل: كــلُّ الــوردِ يـنمو
فـرحةً لـبـزوغِـهِ. والـطـيـرُ تـشـدو
تـطـربُ
والـعِـطـرُ يـعـبَـقُ، والـثـمـارُ بـهـيجةٌ
والـنـهرُ يـرقـصُ، والـحـدائقُ
تَـخصِبُ
سـأقـول مــا وفّــتْ لأصـغـرِ
جُـرحِهِ لــولاه هــذي الـنـفسُ قـفـرٌ
مُـجدِبُ
لـولاهُ عـرشُ الـطينِ سـادَ. ولم
يكن لـلـروحِ عــرشٌ فــي الـبـرايا
غـالـبُ
هـــذا الـحـسينُ. حـيـاتُنا مــن
حـائِـهِ والــنـونُ نـهـرُ الـحـقِّ مـنـهُ
نـشـربُ
كم من عمىً صفعَ الورى! فلقد بدتْ سـفنُ الـنَّجاة لـهم، وليست تُركَبُ
!
ويــحــيّـرُ الألـــبــابَ حــقّــاً أنــــه،
والـشـمسُ سـاطعةٌ، يُـنَصّبُ
غـيهبُ!
ويـــلــوّعُ الأضـــــلاعَ إذْ آلُ
الــهــدى يُـنفَى الـهدى عنهم ، ويُزعَمُ
مذهبُ!
أأبـــا الإبـــاءِ. ومـــا تـيـتّـمَ
ســيّـدي نــهــجُ الإبـــا أبـــداً وأنـــتَ لـــهُ
أبُ
أجـثـو أمــام الـمـهدِ. ظـهـري
مُـثقَلٌ والـقلبُ فـوقَ عـظيمِ حُـزني
يُـصلَبُ
وهــنــاك قــيــدٌ ظــالــمٌ
مــتـربّـصٌ لــكــنّ قــيـدَ الـشـامـتينَ
فـأصـعـبُ
هــي أحــرفٌ كُـتِبتْ وجـفَّ مـدادُها
ووراءَهـــا الــوجـعُ الــذي لا
يُـكـتَبُ
خــجِـلٌ أنـــا أنّــي أطــوفُ
بـكُـربتي والـذبـحُ فــي أهــل الـولايـةِ
يَـضرِبُ
كـلُّ الـوجوهِ الـساجداتِ عـلى
الثرى هـــي لـلـخـناجرِ والـقـنابلِ
مـطـلَبُ!
وجـمـيعُ مَــن سـكـنَ الـعـقيقُ
بـكفِّهِ فـعـقـيقُ أضـلـعِهِ بـفـتوى يُـسـكَبُ
!
والـقـلـبُ مـنـتـظِرٌ. يـجـولُ
بـطـرفِهِ بـيـن الـوجـوهِ. فـأين ذاكَ
الـكوكبُ؟
هـو بـين (كـافِ) الربِّ و(النونِ)
التي سـتـكـونُ حـتـمـاً. فـالأشـعّةُ
تَـقـرُبُ
وكـمـا الـصباحُ يـفيضُ، لـيس
لـضوئهِ ردٌّ، ولـيـس عــن الـبـسيطةِ
يُـحـجَبُ
سـيفيضُ ذاك الـوعدُ، يـمحقُ
ظُلمَهم وظـلامَـهم. وضـحـى الـعـدالةِ
يـغلِبُ