شباكك المبكى " افتتاح شباك مرقد الحسين ع" جاسم الصحيح
شباكك المبكى ونحن مآسي = أبداً يشد جراحنا ويواسي
أبداً نطل عليك من شرفاته= فنراك حلماً ساطع النبراس
ماذا سننقش في أضالعه سوى= وله النفوس وحرقة الأنفاس
هذي شجون العاشقين فرائدٌ= تغنيه عن ذهب وعن ألماس
إن جددوه فإنما لك جددوا = عهد الضمير وبيعة الإحساس
مانصبوه على ضريحك حارساً= يحميك من دنسٍ ومن أرجاس
فالله يعرف كيف يحرس نفسه = والحب لايحتاج للحراس
قسماً بحجاج الفداء توافدوا = وقلوبهم سفن بغير مراسي
كلٌّ يطش عليك كيس حنينه= حيث الحنين يفور في الأكياس
لن أعذل الشباك لو قضبانه = ذابت بلهفة هؤلاء الناس
قسماً بحجاج الفداء وإنه قسم = بحجم تأججي وحماسي
كلٌّ له في الحب غصن قداسة= وهواك سدرة منتهى الأقداس
شباكك المبكى حديد تائب لله = من طبع الحديد القاسي
ماذا سننقش في أضالعه سوى= وهج الصلاة ولهفة القداس
فهنا انسجام الكون ساعة يلتقي = صوت الأذان ورنة الأجراس
وهنا الحسين رسالة كونية= زنة الجبال شواهق ورواسي
وهنا العراق على مصابك لم يزل= في كل حزن ضارباً بأساس
يا أيها الوطن الذي لم يكتشف= رئتيه لولا ضيقة الأنفاس
رأس الحسين من الجنوب يحده = ومن الشمال سواعد العباس
رأس الحسين من الفداء يحده= ومن الوفاء سواعد العباس
وطن يقيم على صفيح ساخنٍ= مما يحس من الأسى والياس
وطنٌ بحجم الحب مدَّ حسينه= واحتل كلَّ خرائط الإحساس
فإذا انتميت إلى العراق فعاذري= أن الحسين حسين كلِّ الناس
و إذا انتميت إلى الحسين فعاذري= أن العراق عراق كلِّ الناس
شباكك المبكى وأنت وراءه = عرس الشهادة سيِّد الأعراس
في رحلة العنقود جئتك هائماً= أسري من البستان حتى الكاس
في رحلة العنقود جئت وداخلي= وجدٌ يمارسني ألذَّ مراس
أوسعتني حباً فلو قايستني بالكون = جاء الكون دون مقاسي
تزهو الحروف على رؤوس أصابعي= زهو الشموع على رموش أماسي
أوحت لي الأشواق عن بحر الهوى= ما أوحت الأعماق للغطاس
آتيك أحمل في القرارة من دمي= حزن البنفسج وابتهاج الآس
هَجَرُ الحبيبةُ قبَّلتك على فمي= وتحضَّنتك بنخلها المياس
منذ القصيد و أنت تأخذني إلى = قلمي إلى فكري إلى قرطاس
لم أفتح الكراس ذات قصيدة = إلا وجدتك داخل الكرَّاس