شعراء أهل البيت عليهم السلام - و العود زينب

عــــدد الأبـيـات
0
عدد المشاهدات
2837
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
22/03/2013
وقـــت الإضــافــة
11:25 صباحاً

هَذَا الطَّرِيقُ مُذ جَفَوتُهُ لَم يَزَل
يَعلُوهُ بَعضُ تَحَوقُلٍ
و تَعَلُّلٍ
و أَنِينُ ثَاكِلَةٍ بِفَقدِ وَحِيدِهَا
و بُكَاءُ قَسِّ
هَذَا الطَّرِيقُ لَم أَزَل
إِيَّاهُ أَسلُكُ
حِينَ يَغشَى اللَّيلُ شَمسِي
أَنأَى إِلَيهِ مَا استَطَعتُ
كَبُومَةٍ
مِن فَرطِ حُزنِهِ لَيسَ يُحزِنُهُ قَدَرْ
أَنأَى لِوَحدِي
أَشعَثًا
مُتَلَبِّدَ الشَّعرِ
حَزِينًا نَادِمًا
فالبُومُ مَا عَادَتْ تَعُودُ
إِلَى مَوَاطِنِ جُرحِهَا
لَؤُمَتْ ...
تَنَكَّرَتْ البَيَاضَ
تَطَبَّعَتْ أَطبَاعَ إِنسِ
البُومُ مَا عَادَتْ تَعُودُ
مَرِيضَهَا
مِن أَمسِ أمسِ
طَالَ السُّرَى حَدَّ الشُّرُوقِ
و لَا مَلَاجِئَ أَو مَقَابِرَ
لِليَتَامَى اللَّائِذِينَ
و لَا مَنَاصْ
طَالَ السُّرَى
و خِيَامُنَا أَبدَى تَضَرُّمُهَا الرَّمَادَ
و سَترَهُ
و اللَّيلُ لَا يَنوِي الرُّقَادَ؛ و لَيتَهُ
فَالقَلبُ عَاصْ
يَا صَاحِبَ المَلَكُوتِ
عَبدَكَ !
إِنَّ إِربِدَ لَيسَ تُدرِكُ مَا الفَرَاقُ
فَلَيتَمَا طَيرًا يَعُودُ إِلى دَمِشقَ بِأُمِّ رَأسِي
أَشكُو لِزَينبَ
كُلَّ هَمِّي، لَوعَتِي
و تَقَلُّبِي بَينَ الرِّمَالِ بِأَسوَدٍ
و جُحُودَ نَفسِي
أَمشِي الهُوَينَى مِثلَمَا يَمشِي البُرَاقُ
إِذَا أَتَى قُربَ العَرِينِ
يَشُمُّ رَائِحَةَ الحُسَينِ (ع)
و أَستَرِيحُ
كَمَا استَرَاحَ
عَلَى ضِفَافِ النَّدبِ و الدَّمعِ السَّخِينِ
و إِن عَرَانِي الوَهنُ مِمَا قَد بَكَى
سَنَّدتُهُ حِجرَ الضَّرِيحِ
و رُحتُ
أُحصِي الرَّاقِدِينَ مِن المَلائِكَةِ الحَيَارى
و الأَرَامِلِ و اليَتَامَى و الأُسَارَى
رُحتُ أُحصِى
الوَاقِفِينَ
عَلَى رُخَامٍ بَارِدٍ
فالمُكتَسِينَ بِلَيلِ نَحسِ
أَي إِلَهِي
كَم أَوَدُّ لَو يَمَسُّ شَغَافُ قَلبِي
تُربَ حَضرَتِهَا البَهِيَّة
لَو تُحَنَّى ذِي الأَضَالِعُ مَلعَبًا لِلأَعوَجِيَّة
أَي إِلَهِي
مَا اقتَرَبتُ لِكَي تُبَعِّدَنِي يَدَاكْ
أَي إِلَهِي
خُذ بِنَاصِيَتِي لِزَينَبَ
كَي أَراكْ
فَالبُومُ مَا عَادَت تَعُودُ
إِلَى مَوَاطِنِ جُرحِهَا
البُومُ كُلُّ البُومِ
مَاتَتْ
مِن فِرَاقِ الحُزنِ
لَيسِي
إِنِّي لِأَحرُسَ تِلكُمُ الجَنَّاتِ
قَد
عُلِّيتُ فَوقَ الشَّامِ أَحتَضِنُ الرَّصَاصْ


إِربِد 21/3/2013

Testing