عين الحياة
أبو ياسر الكعبي
تَجَلَّت بِكِ حِكمَةُ القادر =لِيَشْتَقَّ فاطِمَ مِن فاطِر
فَقَد شَقَّ مِن إسمهِ إسْمَكِ =فَجَلَّ جَلالُكِ للذاكِرِ
تَجَلّيتِ في سِدرةِ المُنْتَهى= نوراً إلى المَلأ الوافر
بِأَقربِ للروحِ مَن ذاتِها= خَفيَةُ عَن أعيُنِ الناظِر
بِنورٍمِنَ النورِ نورٌ لِنورٍ= تَنوَّرَ في فرعهِ الناضرِ
تَعالى أَيُدْرِكَ في أَعيُنٍ= عَمياءَ تَرشدُ بالحائرِ
وكيفَ أَيُمسكُ نورٌ وهَل= يَمحوْ الدُجى ضوئَهُ السافرِ
وهل تُفصِحُ الذاتُ عن كُنهِها= لِتُعرِبَ عَن أَزلٍ آخرِ
بِمُسْتَودَعِ السرِسرٌ لِسّرٍ= لِمُسْتَودعِ السِّر بالقادرِ
تَعالَيتِ عَن كُلِ وَصْفٍ وعَن =مَديحِ الخَطيبِ أَوالشاعرِ
وقُدِّسْتِ طُهِّرتِ مِن دَنَسٍ =ونُزِّهْتِ عَن قَتَرٍ غابِرِ
أَتى لِتفَنائِكِ كُلُ زمانٍ =وأَسْلَمَ في رَكبِهِ السائِرِ
وناخَ لِيُعْلِنَ إذعانَُه= طَوعاً وماكانَ بالناكِرِ
فَسَيَّرتِهِ رَغمَ كُلِ الصِعابِ =مُقِراً لَكِ إمْرةُ الآمِرِ
مُصَلّ ٍعلى راحَتَيكِ وقَد =طالتْ بِهِ سَجْدةُ الشاكرِ
أُمُ الأئمَّةِ قطبُ الوجودِ= بِكِ إقْتَرَنَتْ سَطوةُ القاهرِ
فَيضُ الإمامةِ عَينُ الحياةِ =ويَنْبوعُها الزاخرِ الماطرِ
بِكِ الشمسُ تَجريَ في مُسْتَقَرٍ= لها شَعَ بالفَلكِ الدائرِ
وفي سورةِ المُلكِ والمَلَكوتِ =تكوَّن َعالَمُكِ الزاخرِ
وفي كُلِّ روحٍ لَكِ آيَةٌ =تُشَعْشِعُ كالقَمرِ السافرِ
وفي كُل نَفسٍ لَكِ صِلَةٌ =تَدُلُ على نوركِ النائرِ
وباطنُكِ غِيبُ هذا الوجودِ= تَجلَّتْ صِفاتُكِ بالظاهرِ
ومَجمَعُ نورُ النبوَّةِ وال =وَلايةِ في نوركِ الزاهرِ
تَعَمَّدتُ تَركَ مَديحي لَكِ =فَلَستُ لِمَدحكِ بالصابرِ
ومن دونِ زادٍ قَصَدْتكِ أسعى =ولَستُ لِفَضلِكِ بالشاكرِ
كأَنَ هَواكِ بِهِ مَلَكانِ =رَقيبَينِ صارا على خاطري
فأَنّى أَحاولُ مِنكَ الهُروبَ =وقد قَيَّدا مُنتَهى ناظري
فَياعُدَتي دون كُلِّ العِدَد = ويا كهفِيَ الآمنِ العامرِ
كأَنيَ أَهْربُ مِنْكِ إليكِ= لِكَي تَشفَعيلي لَدا الغافرِ
وقَفتُ بِبابكِ أَرجو الدُخولَ= إلى قُدْسِكِ الأقدَسِ الطاهرِ
سَلامٌ على البَدَنِ الطاهرِ =تَضَوَّعَ في مِسكهِ العاطرِ
بأَقْدَس مِن مُكرَمات الِجنان =وأَعْطرَ مِن نَفْحَةِ الزائرِ
ولَهْفاً عَلَيكِ بِحَرِّ الصدورِ =وحَرقِ القلوبِ من الخاطرِ
ونَعياً لِسَقْطِ أَعزِّ جَنينٍ= أَذالَتْهُ كُرهاً يَدُ الغادرِ
أَيا صاحِبَ الامرِصَبرٌ على =حَقٍ بَكاهُ دمٌ مائرِ
أَصبرٌ على أَضلُعٍ رَضرَضَتْها =يَدُ المُبغِضِ الحاقدِ الجائرِ
أَصبرٌ عى أَنْ تَسيلَ الدِماءُ =مِن صَدرِها النازفِ الحاسرِ
شُلَّت يَداهُ أَيَصفَعُها =عَجِبتُ لصبركَ مِن صابرِ
أَيا صاحِب الأمرِ لِمْ.لاتَعود =وقد عادَ في عجلِهِ السامري