وساقية أخرى لعليّ عليه السّلام
أمل الفرج
الضوءُ أولى مفرداتِ الساقيه = والماءُ أحجية ٌ بقلبِ الآنيه
ما بين هذينِ الذَين استأنسا = روحي وقفتُ وأمنياتي القانيه
وجرحتُ منفايَ الذي آويتُهُ = أمي ليُغرقني الحنينُ كما هيه
نُعمى ترددُ والولاءُ يزفُها = لشريعتين ِ من الهوى بسمائيه
جاءتْ بأسماء (القطيفِ) لكي ترى = عبقَ الترابِ على جبينِ الداليه
والنخلة الشمّاءُ آخرُ ما رأتْ = وتبسّمتْ كالنهرِ عندَ الضاحيه
لتفيضَ بالمدفونِ في آمالِها = مما سقتنيهِ الهوى بطواعيه
فقرأتُها ومناهلي مسكونة ٌ = بالشوقِ والنجفُ الأغرُّ كتابيه
حتى رأيتُ اللهَ ساكنَ خطوتي = ومسائلي زلفى وروحي داعيه
يا أيها الأعلى وتلكَ زيارة ٌ = أخرى وكعبة ُبيت ربي حانيه
ضمتْ لحون الغيم من عليائها = في فاطماتِ الحبِّ أماً باكيه
والزمزمُ المهدورُ شاطأ روحها = فاهتزَّ عرشُ الماءِ في ذي الناحيه
وانشقّ ذياكَ الجدارُ وصافحتْ = كلُّ السماءِ ولادة ً متعاليه
وعلى تضاريسِ الرخامِ روايةٌ = كانت على مدِّ الحضارةِ راويه
زفرتْ جبينَ النورِ فاختطَّ السنا = في كلِّ متسع ٍ يهزُّ القافيه
حتى تجمهرتِ الملائكُ سجّداً = ترمي اختيال العاشقين علانيه
شطرَ المدارات البهيّةِ ترتمى = والغيبُ كاهنُها يطوفُ بساريه
فيها عليٌ باصطفاءِ علّوهِ = تسَّاقطُ النجماتُ روحاً زاهيه
وعلى محمد أشرفَ الأملُ الذي = فيه انتظارُ الفجرِ يدعو ناديه
اللهُ يا هذا ال عليّ تسامرتْ = آياتُ هذا الكون باسمكَ آتيه
اللهُ يا هذا ال عليّ أرقتَ من = كاساتِ قلبِ الله عيناً جاريه
اللهُ يا هذا ال عليّ وأزهرتْ = زهراؤكَ الأعلى بروح ٍ ثانيه
هذا ال عليّ الراحمُ الدنيا اعتلى = إيقاعةَ الفردوسِ نخبَ العافيه
هذا ال عليّ الواهبُ الروحَ العُلا = في روحهِ عددُ السماءِ ثمانيه
سبحانك ال تسري ودنيانا قُرى = والأمُّ في كفيكَ بنتاً تاليه
سبحانكَ الأنقى تراوحُ نهرنا = فنفيضُ عشقاً خمرة ً متتاليه
خذنا نصلّي الطينَ فيك لأنهُ = ابنٌ لروحكَ والقرابةُ عاليه
خذنا نصلّي الماءَ فيك فماؤنا = كانتْ حواشيهِ الرقيقةُ ظاميه
خذنا على خمِّ نمارسُ خطونا = ما بخبخَ الحبُّ العليُ شفافيه
خذنا وفتِّحْ من هوانا كعبةً = فالعاشقون على الصراطِ سواسيه
يطوّفونَ مواسماً عَلَويةً = كانت كسيماءِ القلوبِ مواليه