كربلاء .. تسبيحة الله ..
أمل الفرج
لِمَ أسالتْ دِما شطآنكَ الشفقا = فلوّنَ الموجَ بالصّحراءِ وانهرقا
وصَارعَ الماءَ , جرَّ البحرَ خلفٍ يدٍ = ما مسّتِ الرملَ إلا ذاب واحترقا
وجاءَ من وترِ هذا الحزنِ تصهرُه = دموعُ زينبَ والعبّاسِ فانطلقا
الضوءُ فيهِ وعاشوراءُ مُشرعةٌ = على مواويلِ من صلّى ومَن عشِقا
على خيامٍ ربيباتُ الحِجابِ بها = أخجلنَ غاسقة َ الدنيا عفافَ تُقى
ونجلةُ الدمعِ قلباً تستعيرُ بهِ = لظى السماواتِ قد صبتهُ فاندلقا
كألفِ يعقوب ما حنتْ ركائبهُ = ليوسفٍ سلسلَ الآلامَ واستبقا
وحنَّ كالريحِ والقُمْريُ يشغلهُ = بكأسِ دمعٍ يهزُّ الغيمَ والودقا
يا غيمةَ الدمعِ إنا والأراكُ على = عذوبة ِ الكأسِ تستجدي بكِ العبقا
يا خبّرينا أيا كأساً مذوّبةً = على الرحيقِ أ هلْ للسائرينَ لقا
تاهتْ خطانا ولا ملَّ المرامُ بها = فابسط يديكَ وبارحْ حبنا ال قلِقا
ها جاءَ أوّلُ ترتيلٍ ومصحفهُ = حزنُ نخيلٌ ورمحٌ بالشجى اعتلقا
قدْ مدَّ رَحْلَ الأسى في حُمرة ٍ سكنتْ = مجراهُ حتى أتى واديكَ فانفلقا
فيا حسينٌ لوى جيدَ البكاءِ فمٌ = نعى فأرسلَ مزناتِ الأسى الحدقا
فإن عشقنَ المطايا في السُرى نغماً = يحدو بهنّ فمسرانا البكا اعتنقا
هو البكاءُ شجونُ الله جنتهُ = قدْ قطّرَ النبضَ بالتحنان فائتلقا
هو البكاءُ رسولٌ في رسالتهِ = أيا حسينُ شعارٌ في الزمان بقى
آتونَ فينا ارتجاعٌ للدموعِ وفي = أنفاسنا شهقةُ أخرى تفيضُ شقا
عُشَّاقكَ اليومَ فاسكنَّا فساكنُنا = هواكَ فامنحْ رؤانا نهجكَ الألقا
عشّاقُ اسمكَ في رسمِ الهوى وبنا = من الملائكِ ما سربٌ إليك رقى
يسبِّحُ الحزنَ في أشجى تلاوتهِ = فالحزنُ إسراءةٌ والنزفُ منه سقِى
وكربلاءٌ يميسُ النهرُ معطفها = بالنائباتِ إذا فاضَ الأسى استرقا
كانت سواقيهِ طفلٌ مهدهُ عطشٌ = وشاطئيهِ طفولاتٌ لهنَ نقا
وكان عنواننا أنَّ الحروفَ دمٌ = ولونُها الأحمرُ المحمومُ قد نطقا
أيا حسينٌ وداعي القلبِ يغمرها = سبُحانَ نزفكَ في أهاتنا اندفقا
سُبحانَ "عاشور" سُبحانَ البكاء بهِ = سبحان مأتمكَ الساقي الهوى العلقا