للحسن .. بكائيّة حرف ..
أمل الفرج
طوى زمانيَ من آلامكَ الفرَحا = وراحَ ينشرُ آلامي ما جُرحا
قلبي على الطين يستسقي شجاكَ وفي = ديارهِ يثرب ضمتهُ منفتحا
ومئذناتُ السواقي الخضرِ قد حملتْ = أنينَ تربةِ ذاكَ الغرقدِ القرِحا
نما البقيعُ بعينيّ فاطمٍ ومشتْ = حجارهُ فوقَ نهرِ بالمدى اقتدحا
ولازمتْ حرقةَ الماشينَ واغتربتْ = بين القبورِ تصلي التعزياتِ رحى
هو البقيعُ صدى الزوّارِ حرقتُهم = هو المُنى وعلى أسوارهِ ذُبحا
هو البقيعُ أمان النادبين وها = دموعهم رشّحتْ من تربهِ القدحا
على أعنّةِ هذا الوجدِ أغرقهم = حنينَ رملٍ بكفِ المجتبى اتشحا
فلا أماسيُّهُ الأخرى سوى ألمٍ = بغربتينِ أماتتْ ألسنَ الفصحا
فانهال يومُ مصاب الطهرِ واقتربت = مسارحِ الآهِ من قلبٍ إليهِ وحى
أن الفجيعة مرمى النبضِ غرقده = وما إلى شجنٍ إلا الزكيِّ نحا
لا غروَ فالمجتبى أذكى حشاشته = بالحزنِ بالوجعِ الساري إذا افتتحا
مضى بسمٍّ و سامَ الفقدَ فانهرقت = مدامعاً زينبُ الكبرى بما اجترحا
مضى فيا للمآسي في توقدها = نبضٌ سخينٌ إلى آهاتهِ صدحا
نعشٌ ودمعةُ سبطٍ وافتجاعُ مدى = تلاقفتها سهامٌ حقدها افتضحا
ما رمّم الفقدُ في أرواحهم سكناً = غالوه حُسناً على كلِّ الدنى نضحا
فلازمَ الحزنُ قلباً للرسول وذا = فؤادِ بضعتهِ من فقدهِ انجرحا
يا طيبةَ الحزنِ يا أشجى أ كان َ هنا = رزءُ على سلسلِ الأيامِ منفتحا
لا عسجدٌ لا قبابٌ لا مآذنُ في = صدرِ التلاواتِ يبكين الزكيَّ ضُحى
لا صوتُ إلا الصدى والرملُ ينهرهُ = ظليمةَ الدهرِ منها صوتنا انقرحا
يا ساعدَ اللهُ مهديّاً فغربتهُ = كعمهِ إذ لثارتِ الأولى نزحا