سورةٌ ملأى بأضواءِ الشموسْ
فيها للحق ربيعٌ دائمٌ
ونداءٌ صادحٌ
وجبينٌ واضحٌ
فيها للحقِّ جنودٌ
وصليلٌ
وصهيلٌ
ورماحٌ وسيوفْ
هي حربٌ ضدَّ طاغوتٍ له ألفُ قناعٍ
يتوارى خلف ثوبٍ قد تمزّقْ
خلف ميزانٍ له ألفُ عيارْ
هي حرب ٌ ضدّ أهواءَ النفوسْ
ضدّ أصنامٍ تصلّي في المساجدْ
تقرأ القرآنَ وتبكي !
وتُغالي في ممارسةِ الطقوسْ
إنّما اختطّتْ صراطاً
في موازاةِ الصراطْ
فمشتْ فيه ذيولٌ
ومشتْ فيه رؤوسْ
إنه الشيطانُ لم يسجدْ لآدمْ
بعد دهرٍ بل دهورٍ من فقاعاتِ السجودْ
فامتطى الليل حصاناً وتمادى في الجحودْ
هي حقّاً سورةٌ للكشفِ
والحسمِ المبينْ
سورةٌ للحائرينْ
إن أزالوا الريْنَ عن خفقِ القلوبْ
حينها تصحو مقاماتُ الضياءْ
إنّها مائدةٌ للحقِّ
والشهدِ الشفاءْ
إنها مائدةُ الشمسِ الولاية ْ
تصحبُ التكبيرَ والتهليلَ في ثغرِ الصباحْ
تدخلُ القلبَ الذي سرجُه التقوى
فلا تجتاحُه أعتى الرياحْ
فيكون الشرحُ والإذعانُ للشمس الولايةْ
ويكونَ القلبُ بستانَ هدايةْ
يا لها من سورةٍ عظمى
لها في بؤرة الإيمان رايةْ
إنها تُتلى صباحاً ومساءْ
بثغورٍ وثغورْ
فثغورٌ طالما لقيتْ يقيناً ودليلاً وسبيلاً
و حقائقَ من نُضارْ
تتجلّى
بين أنوارِ الحروفْ
تلبسُ الوعيَ رداءً أبيضَ اللونِ
وتأتي كعبةَ الحقِّ تطوفْ
وثغورٌ أخرياتٌ تقرأُ الآياتِ تتلو
ثمّ تتلو
غسقَ الليلِ وأطرافَ النهارْ
ليس تلقى أيَّ شيءٍ غيرَ أشكالِ الحروفْ !