أغـضـى الـوجودُ وأغـضتْ
الـعلياءُ والـمـجدُ خــرَّ وطـأطـأ
الـعـظماءُ
هذا الحسينُ أتى الحياةَ
فأشرقتْ وجــثـتْ أمـــام ضـيـائِه
الأضــواءُ
ولِــدَ الـفِـداءُ، وكــادَ قـبل
مـجيئِهِ ألّا يــكـونَ بـــذي الـحـيـاةِ
فِــداءُ
كــان الإبــاءُ ولـيـس تــاجٌ
فـوقـه و بــــه تــتــوّجَ واســتـنـارَ
إبـــاءُ
والـصـبرُ عـرشاً قـد عـلا
بـقدومِه وبـسـبـطِ طـــه زانـــت
الأشـيـاءُ
و زهــتْ مـديـنةُ أحـمـدٍ
بـقـدومِهِ كـزهـوّهـا إذ نــاخـت الـعـضـباءُ
*
شـعّتْ بـه وهـي الـتي في
أرضها ضـمّـتْ شـمـوساً مـا لـها
نُـظراءُ
والأرض لـمّـا حــلَّ فـيها
حـسينُها حــلَّ الـفخارُ بـها وحـلّت
الـسرّاءُ
وعـلتْ عـلى كـلِّ الـكواكب
رفعةً وأمـامـهـا كـــادتْ تــخـرُّ
ســمـاءُ
وإذا الـجـميلُ يـزيـدُ مـنـه
جـمالُهُ ويــشــعُّ فــيـمـا دون ذاكَ
بــهـاءُ
بـمجيئِهِ اكـتملتْ شـموسُ
مـحمّدٍ واشـتاق لـلخَمسِ الـعِظامِ
كِـساءُ
يـكفي الـسعادةَ أنّ أحـمدَ
عاشها لــمّـا ازدهــتْ بـحـسينِه
الأرجــاءُ
أوَ مـثـلُ فـاطـمةٍ تـقـلُّ
بـجسمها إلاّ الــذي قَــدَمٌ لــه الـجـوزاءُ
؟!
أوْ مــثـلُ حــيـدرةٍ يـكـونُ
ولـيـدُه فـي الـفضلِ إلّا القمةُ الشمّاءُ
؟!
نـهـرُ الـفـضائلِ أنـتـمُ يــا
سـيّدي من نهرِكم كم ذا ارتوى الفضلاءُ !
وسـقَتْ ولادتُكَ الحياةَ كما
سَقَتْ طــفـلاً رضـيـعـاً تـلـكـمُ
الأثـــداءُ
أنــتَ الـمـنارةَ لـلأباةِ بـها
اهـتدوا لـمّا طـغتْ فـوق الـورى
الظلماءُ
ورسـمتَ لـلشهداءِ أعـظمَ
قـدوةٍ بــكَ سـيّـداً فــذّاً زهــا
الـشـهداءُ
وزهـتْ جراحُهُمُ بجرحِكَ
وازدهتْ بـدماءِ عِـرقِكَ فـي الـعروقِ
دمـاءُ
قـد كان مهدُكَ في المدينةِ
روضةً عـبـقتْ بـطـيبِ أريـجـها
الأنـحـاءُ
والآن لـحدُكَ في الطفوفِ
محجّةٌ لــه فــي الـنـفوسِ مـحـبةٌ
وولاءُ
كــم قـادَ قـبرُكَ ضـدَّ ظـلمٍ
ثـورةً وبـنَـتْ نـفـوساً تـلـكمُ الأشــلاءُ
!
أضـعُ القريضَ أمام مجدِكَ
طامعاً أن يـعـتري هــذا الـقـريضَ
سـناءُ
مـدحـاً تُــراه لـغـيركم لـكن
بـكم فـلـقـائـلـيهِ وســامـعـيـهِ
ثـــنــاءُ
أدَنَـتْ لـفضلِكَ مِـدحةٌ ولـو
التقى طُــرّاً عـلى إنـشائها الـشعراءُ
؟!
إنّ الــذي فــاقَ الـفصاحةَ
فـضلُه أنّـــى يـحـيطُ بـفـضلِه
الـفـصحاءُ
يــا سـيّـدي أنـزلْ شـآبيبَ
الـندى والـلـطـفِ حـيـثُ الـقـبّةُ
الـعـلياءُ
وارأبْ صـدوعـاً قــد أُريـدَ
بـقاؤها فــبـقـاؤُهـا لـلـظـالـمـين
بـــقــاءُ
واشـفـعْ لـنـا عـنـد الإلــهِ
بـعاجلٍ لـضحى الظهورِ، إذ الظهورُ
شفاءُ
كـيـما يـقـومَ بـنـا ويـنـشرَ
عـدلَـه كـالأرض إذْ عطشتْ ففاض
شتاءُ
وعـليكَ مـنّي قـدرُ مـجدِكَ
سيّدي صــلـواتُ قـلـبٍ مــا لـهـنّ
فـنـاءُ
وعـلى الـهداةِ: مـحمّدٍ خيرِ
الورى والآلِ أســـيــادِ الــوجــودِ
ثــنــاءُ
وذرى الـسلامِ، وقـد حـداهُ
إلـيهمُ بـشـفـاعةٍ يـــومَ الــجـزاءِ
رجــاءُ