قافية على أعتاب الوصيّ (في مولد أمير المؤمنين عليه السلام) مرتضى الشراري العاملي
قالوا: الخلودُ، بل الخلودُ قليلُ = أمّا الخيالُ, فذا الخيالُ كليلُ
حسْبُ الذي لولاه ما اكتمل الهدى = فضلاً يخرّ أمامه التفضيلُ
هذا البيانُ وقد تسارعَ خفقُهُ = والشِّعرُ يُطرِقُ، والرويُّ عليلُ
والأسطرُ الهيفاءُ حنَّ سكوتُها = لضحى القصائدِ تنبري وتقولُ
هو سيّد الفصحاءِ ليس يفوقُه = إلاّ رسولُ اللهِ، فهو رسولُ
فترى الفصاحةَ في حِماهُ حييّةً = والحرفُ يأتي السطرَ وهو خجولُ
ويهابُ سيّالُ البلاغةِ بحرَهُ = ماذا تضيفُ إلى البحارِ سيولُ؟!
* * * * * *
في مولدِ الرجلِ الذي ركَلَ الدنى = وإذا به للزاهدين دليلُ
واحتزَّ رأسَ الكفرِ من حلقومِه = فنما الهلالُ هناك والتهليلُ
ومشى مَلاكاً لا جناحَ بظهرِه = بل قد تمنّى فضله جبريلُ
هو ذلك القرآنُ يمشي ناطقاً = لولاه ماتَ بمهدِه التأويلُ
كم آيةٍ تُتلى تنصُّ بفضلِه = عجباً يقودُ الفاضلَ المفضولُ !
قد ظلَّ والحقُّ الحقيقُ ظِلالُهُ = والعدلُ ظِلٌّ في حماهُ ظليلُ
يا مَن جعلتم فوقَه مَن دونَهُ = فسَلوا جدارَ البيتِ، سوف يقولُ !!
* * * * * *
بطحاءَ مكّةَ، هل خشعتِ لمولدٍ = جعلَ السماءَ إلى ثراكِ تميلُ!
جعلَ السحابَ على الترابِ مسيرَه = والحقَّ ما بين البطاحِ يجولُ
هذا الذي في أرض بدرٍ لن يُرى = إلاّ ظُباهُ به الظلامُ قتيلُ
وبوقعة الأحزاب حين قلوبُهم = عند الحناجر فالإِمامُ كفيلُ
وبحصنِ خيبرَ فابحثوا عن بابِه = ترْسٌ بكفِّ المرتضى! أثقيلُ؟!
ماذا أفصّلُ، إنّه لا منتهى = فالأصلُ دهرٌ ليس فيه أصيلُ
لا لن أطيلَ بذكرِه، إنّ الذي = يصفُ الضحى للناسِ كيف يُطيلُ!
لا بل يطولُ تعجّبٌ من وصفِه = وصفائِه وصراطِه، وذهولُ
* * * * *
لي سيّدي طلَبٌ إليكَ بأنْ تهبْ = قلمي الصليلَ ففي هواكَ يصولُ
وتكفَّ عنّي شوكَ مَن قدْ شاكَهُ = ضَغَنٌ، لعلّ الشوكَ منه يزولُ
وانثُرْ وِئاماً بين شيعتِكَ التي = اجتمعتْ عليها فتنةٌ وفُلولُ