هي جنة الفردوس أمّت أرضنا ( في ميلاد أم أبيها (ع) ) مرتضى الشراري العاملي
أرفع أسمى آيات التهنئة والتبريك إلى مقام سيدي صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف بمناسبة ذكرى مولد جدته الطاهرة أم الأئمة وأم أبيها سيدتنا الزهراء البتول صلوات الله وسلامه عليها وعلى أبيهاوبعلها وبنيها الطاهرين.
هي جنةُ الفردوسِ أمَّتْ أرضَنا
( في ميلاد أم أبيها (ع) )
سُحِر المدادُ، فلم يعدْ بمدادِ = إذْ قد أُريقَ بصفحةِ الميلادِ
إذْ قد أُريقَ لفاطم في عيدها = فانسابَ طيراً رائعَ الإنشادِ
وإذا الحروفُ على السطور كأنّها = لمعانُ تاجٍ، أو بهاءُ قِلادِ
في ذكرِ زهراءِ الرسولِ محمّدٍ = أمِّ الأئمةِ قمةِ الأمجادِ
لو كلُّ أقلامِ الحياةِ جرتْ لها = مدحاً، تظلُّ قليلةَ الأعدادِ
و تظل في سفح لها مهما اعتلت = للشعر أجنحةٌ و للإِعدادِ
فالبضعةُ الزهراءُ سرٌّ فضلُها = أنّى يحيطُ بها لسانُ الضادِ؟!
ليت الفصاحةَ كلَّها في أحرفي = لأقولَ في الزهراءِ كلَّ مرادي
لكنَّ قلبي مفعمٌ بسعادةٍ = فيعطّرُ الأشعارَ بالإسعادِ
ودمي تفيضُ به الولايةُ ثرّةً = ومحبةُ الزهراءِ خفقُ فؤادي
ويكادُ يكتبُني اليراعُ محبةً = فوقَ السطورِ عظيمةَ الأبعادِ
وأكادُ أُصهَرُ في الحنينِ أحرِّهِ = وأكونُ لحناً في ذرى الإنشادِ
وُلدتْ لأحمدَ كوثراً، من فيضِه = رُويتْ رياضُ الهدي والإرشادِ
وبها الرسولُ تكاثرتْ أولادُه = بل فاقَ كلَّ الناسِ بالأولادِ
حوريةٌ إنسيةٌ، لوجودِها = نفحُ الجِنانِ سرى بصُلبِ الهادي
فغدتْ مزيجاً من مكانةِ والدٍ = هو سيدُ الكونينِ والآبادِ
وأمومةٍ هي حضنُ دعوةِ أحمدٍ = بالمالِ والآمال والإرفادِ
ويُضافُ روْحٌ من جِنانِ المنتهى = لتتمَّ فيه قداسةُ الأحفادِ
سادتْ نساءَ العالمينَ، وليس من = عجبٍ تكونُ سحابةَ الأسيادِ
إنّي أهنئُ سادتي في عيدِهم = عيدٍ هو الينبوعُ في الأعيادِ
ميلادُها ميلادُهم، فهمُ الجنى = وهم الضياءُ لنجمِها الوقّادِ
لم يرعَ جلُّ الناسِ كنزَ وجودِها = مِن جاهلينَ بها ومِن حُسّادِ
فنأتْ سريعاً، لا يَليق بجوهرٍ = أن يستمرَّ بمخزنِ الحَدّادِ
لقيتْ مظالمَ أوشكتْ من جرمِها = أن تلتقي ذنباً مع الإلحادِ
يا مَن تنكرتم لبنتِ محمدٍ = وكأنّها بنتٌ بديرةِ عادِ!!
وأشحتمُ عنها بكلِّ وجوهِكم = لمّا كُسيتم جلدةَ الأحقادِ
لو كنتمُ أهلاً لفهمِ شموخِها = لوصلتمُ لهدايةٍ و سَدادِ
لكنْ على أضلاعِكم رانَ الغِوى = فاقتادَكم إبليسُ أيَّ قِيادِ؟
عذراً لسيدتي إذا في عيدِها = أرمي سهامَ الحزنِ في الأكبادِ
هي دمعةٌ وُلدتْ وغابتْ دمعةً = فترى الغيابَ يُطلُّ في الميلادِ
هي جمرةٌ في قلبِ عاشقِ فاطمٍ = وعصيةً تبقى على الإخمادِ
لكنْ قلوبُ المؤمنينَ عجيبةٌ = إذْ إنّ فيها تزاحمَ الأضدادِ
فهي التي صُدعتْ بوأدِ حقوقِهم = وتصعّدتْ بمودةٍ و وِدادِ
وُلدتْ ليبزغَ في الحياةِ مُكافئٌ = لسماءِ حيدر فاقدِ الأندادِ
لتكونَ مهداً للإمامةِ رافداً = أنعمْ به من رافدٍ ومهادِ
وكأنني بالمهدِ حيثُ تهلّلتْ = يزهو على سبعٍ علوْنَ شِدادِ
هي جنةُ الفردوسِ أمَّتْ أرضَنا = لتزيدَنا شوقاً إلى الميعادِ
كمُلتْ وجسّدتْ الكمالَ بسيرةٍ = لم تُلفَ في جمعٍ ولا إفرادِ
سرٌّ من السرِّ العظيمِ وجودُها = أنّى ينالُ بصفحةٍ ومِدادِ
في عمرِها هي زهرةٌ لكنها = بمكانةٍ هي سدرةُ الآبادِ
حبُّ البتولِ منارةٌ بصدورِنا = معها نجابهُ ليلَ كلِّ فسادِ
معها تكونُ كما البدورِ قلوبُنا = مغسولةً من خِسّةٍ وسوادِ
يا مَن يُثابُ الذاكرونَ بذكرِها = ومديحُها وِردٌ من الأورادِ
يا من بها تجني القلوبُ صفاءَها = ترقى سريعاً من حضيضِ الوادي
يا من محبتُها بعمقِ كيانِنا = زادُ السماءِ لنا وخيرُ الزادِ
نبقى نشعُّ بحبِّها وولائِها = وبدونِه نمسي رخيصَ رمادِ