شعراء أهل البيت عليهم السلام - دار الإمام الهادي (ع)

عــــدد الأبـيـات
0
عدد المشاهدات
2301
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
04/02/2012
وقـــت الإضــافــة
5:38 مساءً

دار الإمام الهادي (ع) قصة قصيرة – السيد جعفر الفرزدق الديري: حين عاد إلى الدار، جلس فوق سريره، ووضع ذقنه على كفيه، واستغرق في التفكير. فتحت زوجته باب الغرفة وحيته، لكنه لم يجب. تطلعت إليه بتساءل: ما بك أبا سليمان؟ نظر إليها وأجاب: لا أعلم يا سكينة، أشعر وكأنّي في بئر عميقة. بان الانزعاج على محياها، وقالت: ماذا فعلت البارحة؟ ألقى بنفسه على السرير، وأخذ بالتطلع إلى السقف... لقد كبسنا دار الإمام علي الهادي. ماذا؟... ندّت عنها قوية مستنكرة، إلى درجة شدّت انتباهه... ما بك يا امرأة؟! ما بي؟! وهل ما قمت به أمر عادي؟! نحن نكبس دورهم كل ليلة!. تكبس دور بني هاشم، وليس دار الإمام الهادي!.. ويلي... ماذا سيحدث لنا؟ تطلع إليها، ثمّ أدار بوجهه إلى الجهة المقابلة... أنا أقوم بعملي. لكنك لا تدرك عاقبة ما تقوم به؟ قفز من على سريره بحركة مباغتة. إستدار إليها وقد تبدّى الغضب والانزعاج على وجهه... كنت أعلم أني لن أجد السلوى لديك. أنت تعلم أني أكثر الناس عناية بشأنك... ألست زوجتك وأمّ عيالك؟!. وقف عند النافذة، وعينيه ترقبان حركة الشارع. فيما وضعت رأسها على الخزانة وراءها واستغرقت في التفكير. أيقظها من هواجسها قائلا: هل حضّرت طعام الإفطار؟ إنتبهت على صوته، فغادرت الغرفة. فيما أدار بطرفه فيها. لا شيء يدل على يسر الحال. فقير لو توقف معاشه لمات عياله جوعا. أتستحق هذه الدريهمات كلّ هذا العناء؟!. أطلت زوجته بمائدة الطعام. حاول أن يزدرد اللقيمات، لكن شهيته لم تكن حاضرة. إكتفى بكوب اللبن، ثم أبعد جسمه عن المائدة... أخبرني بما شاهدت في بيت الإمام الهادي؟ لماذا تقولين ذلك؟ لأنك لست على ما يرام.. أنا أعرفك.. لقد حدث لك أمرا ما. أشاح بوجهه عنها. لكن سكوتها والهدوء الذي يشمل الغرفة، ضاعف من إحساسه بالحاجة إلى الإفضاء بما في قلبه... لقد رأيت الإمام الهادي؟ شاهدته بأمّ عينيك؟ بلى. لكنه كان في وضع غريب؟ ماذا تعني؟ عندما كبسنا الدار، توقعت أن أجد الرياش الوثيرة، والأثاث الفاخر؟ فماذا وجدت؟ وجدته ملتفاً برداء صوف، وهو يقرأ القرآن. وقد نصب لنفسه قبرا... بالله عليك لا تكمل. أجابت وقد سبقتها عينيها إلى البكاء... متى سيتوب الله عليك من هذا العمل؟ وما حيلتي يا امرأة.. ما حيلتي؟!. أجهش في البكاء هو الآخر. حين دخل طفل لا يتجاوز الثالثة من عمره. فتح له ذراعيه، فألقى بنفسه بين أحضانه. رفع عينيه إلى زوجته، فأنزلت عينيها الى الأرض واكتفت بالبكاء في صمت. تمت السبت 4/2/2012
Testing