بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين ثم الصلاة وازکي السلام علي مولا الأنام وسيد الکائنات، حبيب الاه العالمين، مقتدانا وسيدنا ابي القاسم محمد وعلي
آله الطيبين الطاهرين المعصومين
في الشهور الأولي من عام 2011أي طليعة سنة 1432للهجرة
شهد العالم العربي تحرکات شعبية واسعة ابتدائاً من القرن الإفريقي
ووصولاً الي الجزيرة العربية ،خرجت الشعوب المضطهدة لطلب الإصلاح وتطبيق القوانين ونُظمت المسيرات الإحتجاجية المناهضة للأمظمة الحاکمة في العالم العربي.
هبت العاصفة الأولي من تونس الخضراء مُنددة بالأعمال اللاإنسانية
ووقفت الصفوف الشعبية جنباً الي جنب مناديةً شعار التغيير وسببت بالتنحي لزين العابدين بن علي .
وهاهي تونس برمتها علي ابواب الديمقراطية والتغيير لصالح شعبها الکريم.
والتحقت الصفوف الشبابية المستنکرة للظلم والإضطهاد بهذه المسيرة الشعبية وجعلت ملتقاها ميدان التحرير في قلب العاصمة المصرية القاهرة وايضاً انجزت ذالک الإنجاز العظيم وهتفت بشعار
((الشعب...يريد ...اسقاط النظام))
وبالفعل اُسقط النظام المصري الذي حکم علي رقاب ابناء کنانة اکثر من ثلاثة عقود.
وانتقلت سحابة الغضب الشعبي العارم الي ضفة الخليج وهطلت علي ميدان الؤلؤة بقلب المنامة حيث العاصمة البحرينية ورأينا وسمعنا عبر الإعلام عما يجري في هذا البلد الصغير بمساحته والکبير بشعبه وکبرياء ابنائه وصمود أهله
وهکذا استمرت هذه السحابة المغيّرة للأنظمة وانتقلت الي اليمن ونوت ان تصنع من الصنعاء ما يليق بصمود رجالها وشموخ جبالها ومواقف ابطالها .
وکأنما شئٌ ما بدأ بيقظة الشعوب منادياً هبوا يا أحرار العالم!!
فإلي متي النوم؟ علي الذل والهوان وهاهم احرار العالم صرخوا بصوت واحد نعم... نعم... للحرية
ولکن هناک نقطة مهمة جدا لابد أن يشار اليها وهي النظرة عن کثب
لتعامل هذه الشعوب مع الحدث ولابد أن يلقي نظرة دقيقة علي انواع التعامل مع الأحداث الأخيرة في هذا البلد ونظيره
علي سبيل المثال انجز الشعب المصري مهمته بمختلف طباقته وثبت للعالم أن:
(اذا الشعب يوماً اراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر)
ولکن معاملة القوي الأمنية ومکافحة الشغب (بما إنها وليدة هذا الشعب)
تعاملت معاملة مع الحدث يندي لها الجبين....
وماهي الا أيام قلائل بعد انتصار الشعب المصري تفجّر برکان الغضب في ارض عمر المختار وهب الليبيون علي بکرة ابيهم منددون بالنظام
الحاکم علي رقابهم اکثر من اربعة عقود
لنقف وقفة هنا... ونضع المجهر علي کيفية تعامل دکتاتور ليبيا مع شعبه المضطهد وبربرية جلاوزته مع الناس العزل ارتکابه تلک المجازر وفي الحقيقة بيّض وجه الطغاة والجبابرة عبر التاريخ بهذه الأعمال الشنيعة وحمامات الدم
يعلم الجميع ان المجتمع الليبي مجتمع بنيت ثقافاته علي القبلية.
و القذافي نفسه لأنه من ابناء احد القبائل المعروفة في ليبيا طبق الثقافة القبلية علي الحجر والبشر ومع انه کما قيل من حفاظ القرآن الکريم ويترنم دائماً بهذه الآية الکريمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
....وجعلناکم شعوباً وقبائلا لتعارفوا إن اکرمکم عن الله اتقيکم.
وهوبعيداً کل البعد عن ما تحتويه هذه الآية المبارکه من معاني قيمة
وعن التطبيق قلّب معنا(لتعارفوا) وجعلها لتعارکوا!!!!
وخرج امام انظار القريب والبعيد کذئب مفترس مهدداً الشعب الليبي الأعزل وطبّق ما قاله ودمّر الأرواح البشرية والممتلکات العامة
ومايري الا نفسه وقام بإبادة جماعية حتي سمعنا من کان حوله متبرئاً منه وندد عمله الشنيع القاصي والداني
أما يعلم ان فوق قوته قوة جبارة وان الله القوي العزيز له بالمرصاد
وسوف يلقي مالقوه الجبابرة والطواغيت علي مر العصور؟؟
************
تعالوا معاً لنمر بالشعب الطيب والمثقف والحضاري الذي خرج ايضاً لطلب الإصلاح وکما رأينا ماالتقطته بعض کاميرات الإعلام والهواتف النقالة الحضور الحاشد المتجه الي دوار الؤلؤة في قلب المنامة
مسيرة ٌ مناهضة للحکم ومطالبة بالإصلاح وفي نفس الوقت في منتهي السلمية ايادٍ مرفوعة وهتافات منددة في غاية من الأدب والقافة بعيدة عن اسائاة الأدب و حرق السيارات وتدمير الممتلکات العامة وايصال الضرر مع سقوط کوکبة من الشهداء بين الصفوف الشبابية واعتقال مجموعة من المتضاهرين.
وبرأيي: ان الشعب التونسي والشعب المصري والشعب البحريني ايضاً
لابد أن يشکروا القوات الأمنية والجيش والشرطة التابعة لأنظمة بلادهم علي معاملاتهم السيئة لئن موقف القوي الأمنية والجيش والشرطة في ليبيا اسوأ من السيئ!!!!!
وهنا يوضح للقارئ الکريم مدي تأثير الثقافات ونوعيتها علي مايجري في الشارع الإسلامي العربي والسؤال هو لماذا تختلف صورة الأحداث في القرن الإفريقي علي الخصوص ليبيا مع البحرين؟؟؟؟
والجواب هو (بعيداً عن الإنتمائات الدينية والطائفية)
الشعب البحريني شعبٌ مسالم،حضاري، مثقف و مُطبق لکل الأخلاق الإسلامية والحضارية لأنه متميز عن غيره بامتيازوهو انتمائه لمدرسة أهل البيت عليهم السلام وللأسف الشديد غيره لايمتلک هذه الصفة العالية وهذا الإنتماء المشرف
ويکفيه فخراً واعتزازاً هذا الإنتماء لهذه المدرسة الإنسانية
وفي الختام نسئل الله جل وعلا أن يمن علي کافة احرار العالم بالنصر المؤزر وأن يرينا الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة في القريب العاجل انشاءالله انه علي کل شئ قدير
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
ايها التأريخ
قم فقف وقفة إجلال ايها التأريخ
عليک أن تُقبّل تلک الأيادي
الشريفة....
تباً لک يا تأريخ...!! إن لم تکتب
هذه المواقف المُشرفة
لهذا الشعب العظيم
اکتب...وقل ايتها الأجيال
الآتية....صدقوني لقد صنعني..شعبٌ
اسمه البحرين
وقم... وقف وقفة اجلال واکرام ياتأريخ
وتوضي بتلک الدماء الطاهرة
علي ارصفة الوطن
الدماء التي سالت من اجل الحرية
من أجل الکرامة
من أجل الإنسان
ومن أجلک ياتأريخ
قم فأذن بالأجيال
وصلي صلاة الحرية
قم ايها التاريخ....
قم فنادي صنعني
شعبٌ اسمه البحرين....البحرين