أبي الضيم الشيخ عبدالكريم بن حسين الفرج العوامي القطيفي الحائري
أبي الضيم
محرم وافى فالجوى يتوقد=فقم للشجى والحزن فيه نجدد
وذا شهر عاشورا أطل هلاله=فقم للعزى والنوح فيه نردد
تزايد كربى مذ نظرت هلاله=وصرت من اللاوا أقوم وأقعد
يطول علي الليل من عظم لوعتي=يشاطرني فيه اللسيع ويسعد
وذاك لما قد نال سبط محمد=بيوم له سمر الأسنة أقصد
بيوم دعاة الشرك راموه ذلة=أو الموت فاختار الذي هو أحمد
وكيف أبي الضيم ينصاع مذعناً=لأخبث رجس في البسيطة يوجد
متى خشي الضرغام نبح كلابها=وكيف دعاة الحق للشرك تعبد
فقام بأمر الله فيهم مجاهداً=عن الحق لا يلوى ولا يتردد
وقدم من أنصاره كل أشوس=قلوب أعاديه من الخوف ترعد
فداروا رحى الحرب الزؤم وأنهلوا=حدود المواضى من عداهم وأوردوا
وفلوا بنود البغى منهم ومزقوا=جموعهم والثمل بالسيف بددوا
فلله من أنصار حق توازروا=لنصر حسين والسهام تسدد
تلقت سهام البغي عنه صدورهم=إلى أن هووا صرعى وبالخلد خلدوا
وصار زعيم الحق إذ ذاك مفرداً=وليس له خل يعين ويعضد
فقام خطيباً في عداه موبخاً=فلم ينثنوا بل بالعناد تمردوا
فجال بهم جول الرحى بسنانه=وبتاره للروس يبرى ويحصد
فذكرهم في الحرب بدرا وماجرى=بأسلافهم ما ليس يخفى ويجحد
رأوا منه في الكرات سطوة حيدر=وما كان منه في الملاقات يعهد
ففروا كما فرت عن الذئب معزها=بغير انتظام للهزيمة أخلدوا
ولما أراد الله لقيا عزيزه=ليتحفه في الخلد ما كان يوعد
دعاه إليه فاستجاب ملبياً=بقلب سليم للمهيمين يحمد
فخر على وجه الصعيد معفراً=كما خر من أعلى الشناخيب أصيد
فزلزل وجه ألأرض وأسود أفقها=وأرجف أعداه وبالخسف هددوا