فـــــــي مــــولـــد الــكــرامــة(1)
كــــاظــــم مــــكّــــي حــــســــن
أرأيـــت كـيـف سـمـا وحــاز
عــلاءا وشــــأى جـمـيـع الـعـالـمين
إبـــاءا
جــاء الـوجـود فـمـاس مـفـتخراً
بـه فــكـأنَّـه جــــاء الــوجــود شــفــاءا
عـقمت فـلم تـلد الـنساءُ نـظير
مَن أحــيــا رجــــالاً بــالـهـدى
ونــسـاءا
وبـمـثـله ضــنَّ الـزمـان ولــم
يـقـم فــيــه شــهـيـد كـالـحـسين
وفـــاءا
وكــفـاه مِـــن عـــزِّ الـشـهادة
إنَّــه لــلــه جــــاد بــروحــه
اسـتـرضـاءا
أجــرى دمــاه مـجـاهداً فـبـنى
بـهـا مــجــداً وشــيَّــد عــــزَّة
قـعـسـاءا
شـرفـت بـه دنـيا الـجهاد
وأشـرقت دنـــيــا الــفـضـائـل بــهـجـةً
ورواءا
وزهـــت بــه الـغـبراء وهــي
تـقـلُّه وتــكـاد فــيـه تــطـاول
الـخـضـراءا
أعــلـى مـكـارمـها وأحــيـا
خـيـرهـا وأذلَّ فــيــهـا الــشــرَّ
والأســــواءا
مــن عـلَّـم الـدنيا سـواه مـكارم
ال أخــــلاق حــيــن تـحـمَّـل
الأعــبـاءا
مـن خـطَّ بـالدم غـيرُه خـطط
الـعُلا وأقــــام لـلـشـرف الـرفـيـع
بــنـاءا
وأطـــاح بـنـيـان الــضـلال
بـنـهـضةٍ مـــلأت أديـــم الـظـالـمين
شــقـاءا
ورمــى بـهـا عـمد الـفسوق
فـهدَّها ودهــى الـشـنار بـهـا فــذلَّ
وســاءا
وبــنـى مـكـارمَ لــم يُـشـدها
قـبـله بــشـرٌ وأبــلـغ سـمـكـها
الــجـوزاءا
تالله لـــــم تــــكُ لــلأنــام حــيـاتـه إلاّ صـــلاحـــاً دائـــمـــاً
وضـــيـــاءا
وقــضـى شـهـيـداً فـانـبعثن
دمــاؤه تـدعـو إلــى الـعـليا صـبـاح
مـسـاءا
وكـأنـهـا فـــي ركــب كــلِّ
مـجـاهدٍ فــي الـحـقِّ أمـست دعـوة
وحـداءا
أذكــى بـنـي الـدنـيا وأشــرف
غـاية وأشــــد عــزمــاً مـنـهـمُ
ومــضـاءا
وأعـزّهـم شـيـماً وأوسـعـهم
هــدىً وأجــــلُّ حــزمــاً مــنـهـمُ
ووفـــاءا
جـمـع الـعُـلا فـيـه فـلم يـجد الـورى لـلـفـضل إلاّ فـــي الـحـسين
ثــواءا
ولـــدتْ بـمـيـلادِ الـحـسـين
كـرامـةٌ مــــلأت قــلــوب الـصـالـحين
ولاءا
ولـــدتْ بـمـيـلاد الـحـسين
شـهـامةٌ أمـــســـت لأدواء الــنــفـوس
دواءا
ولـــدتْ بـمـيـلاد الـحـسـين
حـمـيَّـةٌ ثــغـر الـزمـان بـهـا اسـتـحال
ثـنـاءا
يـــوم أطـــلَّ عـلـى الـحـياة
بـنـورِه وبــهـائـه فــزهــت ســنـاً
وســنـاءا
يـــوم إذا افـتـخـر الــزمـان
رأيــتـه لــفــخـاره والــمـكـرمـات
لـــــواءا
تــاهـت بـــه الـدنـيـا ولــولا
أمـسُـه فـيـهـا لــمـا بـلـغـت هــدىً
وعــلاءا
ومــن الـمـفاخر والـعظائم أن
تـرى بــبــقـاء يـــــوم لــلـزمـان
بــقــاءا
عــــزَّ الــهــدى وتــعـزَّزت
أركــانـه فــــيـــه وزاد مــنــاعــة
ونـــمـــاءا
والـعـدل يـزهـو والـفـضيلة
تـزدهـي والأرض تــزخــر بـالـهـدى بــشـراءا
والــحــقُّ مـبـتـهجٌ بـمـقـدم
عــونـه ونــصــيـره يــرنــو إلــيــه
رجــــاءا
ومـواكـب الإيـمان ضـاق بـها
الـفضا فـــرأت قـلـوب الـمـؤمنين
فـضـاءا
ولــد الـحـسين فـيا نـفوس
تـحرَّري وردِي الـمـنـايـا وادركـــي
الـعـلـياءا
ولــد الـحسين فـقل لأحـرار
الـورى هـاكـم خــذوا الـحـرية
الـحمراءا(2)
بُــعـثـت بـمـبـعـثك الــنـبـوَّة
مـــرة اُخـــرى فــزدت مـقـامها
اسـتـعلاءا
بـعثت لـتبعث فـي الـقلوب
صفاءها وبــهـا تــزيـل الـظـلـم
والـظـلـماءا
فلقد طغى سيل الفساد على الورى مــن مـعـشرٍ لـبـسوا الـفساد
رداءا
هــامــوا بــكـلِّ رذيــلـة
وتـسـابـقوا لـلـمـنـكـرات وحــكَّـمـوا
الأهــــواءا
سـفـكوا دمــاء الـصـالحين
وأوغـلوا فـــي الـبـغـي لا يـتـورَّعـون
حـيـاءا
مــلـك الـفـساد نـفـوسهم
فـأحـالها لــلـنـاس شــــرّاً شــامــلاً
ووبـــاءا
زعــمــوا اتِّــبــاع مــحـمّـد
وكـتـابِـهِ وعــــدوا عـلـيـه وحــاربـوه
عـــداءا
ورمَــوا بـمـا أوصــى ولــم
يـتورَّعوا عـــــن أن يُــذيــقـوا آلــــه
الأرزاءا
الــغـدر والـتـدلـيس مــن
عـاداتـهمْ وحـيـاتـهـم أن يُــفـسـدوا
الأحــيـاءا
عــاشــوا ذئــابـاً بـــل أشـــدُّ
بـلـيَّـة مــنــهـا وأكــثــر لــلــورى
إيــــذاءا
قـــوم إذا انـتـسب الـفـجور
فـإنـهم أمـــســوا لــــه الآبــــاء
والأبــنــاءا
فـنـهضت نـهـضتك الـعـظيمة
داعـياً لـلـحـقِّ لا تـخـشـى بـــه
الـبـأسـاءا
أعـلـيت فـيـها الـمـكرمات
وصـنـتها ورعــيـت فـيـهـا الـصـيد والـكـرماءا
وسـلـكت فـيـها كــلَّ صـعـب
قـاذفاً فــي الـمـهلكات حـيـاتك
الـعـصماءا
وبـذلـت نـفسك فـي سـبيل
كـرامة تــأبــى لـنـفـسك عـيـشـة
نــكـراءا
ورأى بــك الـديـن الـحـنيف فـداً
لـه فــرأيـت حــقّـك أن تـمـوت
فــداءا
وقـضيت نـحبك فـي جـهاد لـم
يـزل لـلـصـبر فـــي دنـيـا الـعُـلا
سـيـماءا
يــا سـيِّـد الـشـهداء حـسـبك
رفـعةً شـيـم مــلأت بـهـا الــورى
شـهداءا
حــزت الـمـفاخر مـن جـمع
جـهاتها فـجـمـعـت فــيــك الــديــن
والآلاءا
ذكــرى مـخـلَّدة غــدت لـجـلائل
ال أعــمــال حـــرزاً حـافـظـاً
ووقـــاءا
ذكـرى نـضال فـي الـهدى
ومـصارع أمــسـت لأقــمـار الـرشـاد
سـمـاءا
سـتـظـل مـــا كــرَّ الـزمـان
مـلـيئةً بــالـمـكـرمـات نــقــيَّــة
بــيــضـاءا
قــرت بـهـا عـين الـرسول
وأثـلجت صــدر الـوصـيِّ وأرضــت
الـزهـراءا
* * *
الــبـصـرة كــاظـم مــكّـي حــسـن