شعراء أهل البيت عليهم السلام - أبو الشهداء

عــــدد الأبـيـات
52
عدد المشاهدات
1959
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
20/08/2011
وقـــت الإضــافــة
5:53 مساءً

أبو الشهداء كاظم مكّي حسن علم الهدى ومعلَّم الأحرارِ=كم في جهادك من عُلا وفَخارِ تمضي الدهور وتنقضي أحداثها=وحديث ذكرك دائم التكرارِ أبقيت ما بقي الزمان مآثراً=للمكرمات روائع الآثارِ هي خير ما يبقى الحياة عزيزة=وأجلُّ ما فيها من الأسرارِ هي دعوة للحقَّ لم ينفكَّ في=ليل يرفُّ لواؤها ونهارِ أعظم بنهضتك الَّتي لم تلتئم=إلاّ على فيض الدماء الجاريِ سارت مسير الشمس تبعث في الورى=روحَ الكرامة والشعاع الساري ما حدت فيها عن ثباتك رهبةً=من خارجين على الهدى أشرارِ دنياك دنيا الخالدين ولم تكن=للخالدين سوى رفيع منارِ والدين فيك خليقة جبلت على=شيم الاُباة وعزة الأبرارِ فكأنما خلقت صفاتك للورى=شهباً تشعُّ بأسطع الأنوارِ هي في الحياة عجائب لم تستقم=إلاّ لدى شمم من الأحرارِ فخرَ الزمان بها وخلَّد ذكرها=وأقامها للمجد خير شعارِ وبنى بها حصن المحامد شامخاً=يزهو بكل خميلة معطارِ ما قام قبلك يابن بنت محمدٍ=داعٍ تحدّى أعنف الأقدارِ قهرت عزيمتك الخطوب ولم تكن=وغدت بلا حدًّ ولا مقدارِ وغدوت معجزة الجهاد ولم تدع=فيه لذي هممٍ مجال فخارِ يا باذل النفس الكريمة للعلا=ثمناً لقد أتعبت كلَّ مُجارِ عفت الحياة على الهوان ولم تضع=جنباً على ذلٍّ بها وصغارِ ومضيت في ركب الفضيلة للردى=حتّى التقيت به غريب الدارِ ولقد سلكت إليه كلَّ مفازةٍ=زخرت بألوانٍ من الأخطارِ في فتية مثل الليوث شجاعةً=ومن البهاء يُرون كالأقمارِ أنصار إيمان تجاوز صبرهم=يوم الجهاد مواقف الأنصارِ يتسابقون إلى المنون كأنها=هي خير ما التمسوا من الأوطارِ زهدوا بدنياهم وجادوا للعلا=والصالحات بأطيب الأعمارِ وقضوا وقد مُلئوا هدىً وحماسة=دون الحسين وشرعة المختارِ وجرت دماؤهمُ فكانت أنجماً=تسري بآفاق العُلا ودراري حمل الهوان خصومهم وتسربلوا=بالذلَّ وانغمسوا بكلَّ شنارِ راموا نعيماً لا يزول فما رأوا=لهمُ مصيراً غير حرِّ النارِ وتجرّعوا غصص الحياة بذلّة=وعليهمُ دارت رحى الأكدارِ زرعوا الرذيلة في أديم حياتهم=بغياً فلم يجنوا سوى الأوضارِ لا غرو إن قُتلوا بدائهمُ فما=عقبى الهوى والبغي غير دمارِ والجور لا يضفي على أتباعه=إلاّ ثياب مذلَّة وبوارِ والظالمون وإن تطاول عهدهم=فإلى الخراب مصيرهم والعارِ والحكم مجلبة المصائب والشقا=إن كان تحت مطامع الأغرارِ يا ثائراً للحقَّ ينشد عزَّةً=ما أنت إلا السيّد الثوارِ أحبطت ما عمل الطغاة بنهضةٍ=جبّارة قامت على جبّارِ وهدمت ما شادوا عمىً وضلالة=وهتكت ما ضربوا من الأستارِ قد كان عزمك في النضال أشدَّ من=جيشٍ على هاماتهم جرّارِ لم يثن صبرك أنَّ صحبك صُرَّعوا=وَبنيك طعم أسنة وشفارِ ورأيت طفلك سابحاً بدمائه=والسهم في أوداجه متوارِ وعلمت أنك لا محالة تارك=أهليك بعدك في أسىً وإسارِ أرْضاك ذلك في سبيل عقيدة=تأبى على الإذلال أيّ قرارِ وبذلت نفسك كي تصون كرامةً=من أن تذلَّ لمارقين شرارِ أنّى لمثلك أن يعيش وكفُّه=في كفَّ وغدٍ سافلٍ غدّارِ أنّى لمثلك أن يبايع فاسقاً=ألِف المجون وعاش خلف عقارِ فغدوت في هذي الحياة وحيدها=بالصبر والإقدام والإيثارِ بطلَ العقيدة والإباء وفارس ال=شرف الرفيع وصفوة الأطهارِ حزت الفضائل كلَّها من عزَّةٍ=وحميَّة وشجاعة ونجارِ ورعيت فيها الحقَّ غير مزحزحٍ=عنها لدنيا الشرِّ والأوغارِ يكفيك عزّاً أنّ يومك لم يزل=حرب الطغاة وقاهر الفجّارِ تمضي الدهور وتنقضي أحداثها=وحديث ذكرك دائم التكرارِ * * * كاظم مكّي حسن
Testing