في موكب الحسين (عليه السّلام)
كاظم محمود الصائب
في موكب الحسين (عليه السّلام)
كاظم محمود الصائب
تواكب آفاق الوجود المواكبُ=فتهوى لترصيع البنود الكواكبُ
حقائبُ أسرار الدهور تألُّقٍ=وترجيع أصداء الزمان مواكبُ
نداءُ المنى صورٌ ولامعة السرى=حداة فأي الضفّتين تصاقبُ
مثالية غرّاء قام بها التقى=واُخرى نحت حيث الهوى والرغائبُ
فإن كانت الاُولى فتلك رفارفٌ=وإن كانت الاُخرى فتلك المثالبُ
ضفافٌ هي الأعراف في عيلم الدنا=تنصُّ على أنّ الأماني كواعبُ
تؤلّف ما بين الدم الحر والمنى=فضائل قد قامت عليها المذاهبُ
فإن عرجت نحو الأماني سوافحاً=فقد قدَّست تلك الدماء المطالبُ
فداء المنى في شرعة الواقع الدَّما=ومجد الأمانيِّ الدماءُ السواكبُ
فإن داعبتها الماضيات قواضباً=فجلُّ المنى ما داعبتها القواضبُ
إذا عدم الحق الهضيم مطالباً=فقد نال من مجد الكيان المطالبُ
أبا حسن ما صال شبلك دارعاً=إذ استعرت إلاّ إضمحلت كتائبُ
نضال أبى السجّاد سنَّ لنا الإبا=فهل أدركت نهج النضال الأعاربُ
أتمحو سجلاً بالحضارات حافلاً=لترسخ أنباءُ الجناةِ الكواذبُ
إذا سنَّ منهاج الإباء أوائلٌ=فقد نسيت ذاك النضال العواقبُ
تطلُّ بأعقاب الدهور اُبوَّةٌ=وتصرخ في صلب الزمان الترائبُ
تشيد الصروح العاتيات أباعدٌ=فتدعمها كيلا تميل الأقاربُ
أصارخةُ الأجيال إمّا بعثتها=فدوَّي بها وليغلُ باللوم عاتبُ
أصارخة الأجيال إمّا بعثتها=فدوّي بها ولتسعدنك النوادبُ
رِدِي مورداً في موكب الدهر مفرداً=تقهقر فيه الدهر والدهر راعبُ
هو الثورة الكبرى على الظلم عاتياً=هو الحقُّ والحقُّ المناضل غالبُ
لقد ضربت في مكمن الجور باطلاً=فباد لأنّ الله بالحقَّ ضاربُ
نبيَّ الهدى أعظم بسبطك صائلاً=ينافح عن حقٍَّ تبنّاه غاصبُ
يرفّ على سبط النبي لواؤه=يواكبه فيه الكماة الأطايبُ
أبا العَرَب امنح اُمَّة العُرْب يقظةً=فقد ساورتها اللاسعات العقاربُ
شعوبيَّةٌ رقطاء لا زال شملها=شتيتاً وقد ضاقت عليها المذاهبُ
أوارث ساقي الموت في يوم خيبرٍ=وقاهر جيش الشرك والشرك واثبُ
هب (الضاد) من سر البطولة آية=تعود بها تلك العصور الذواهبُ
طوى حيدرٌ في مأزق الرعب (مرحباً)=فهبَّ إلى الثأر القديم المراحبُ
يعز على سبط النبوَّة أن يرى=كيان الحمى قد داهمته النوائبُ
أساطير أحداث الزمان عجائبٌ=وأغربها أن تُستطاب الغرائبُ
إذا ما توارى الحقُّ والحقُّ لاحبٌ=وصالت على الاُسد الاُباة الثعالبُ
(فيا موت زر إن الحياة ذميمةٌ)=فقد طاولت تلك الصدور الذنائبُ
إذا المجد لم تدعم حماه بواطش=غزته وعاثت فيه أيد نواهبُ
أباعثها في مسمع الدهر صرخةٌ=وعاها فوالاها الزمان المخاطبُ
أموقدها في مسمع الظلم ثورةٌ=سمعنا الصدى لكن ترامى التجاوبُ
مفيض سناها نهضةٌ هاشميَّةٌ=رأى القوم مغزاها فأين التجاربُ
إذا ما أهابت للكفاح تحفّزاً=رماها بطرفٍ شاخصٍ وهو غائبُ
أسبط الهدى أوقدت فيها مشاعلاً=قد اقتبست منها النجوم الثواقبُ
أفض قبساً من نورها ينجلِ الدجى=فترتدَّ عن اُفق الكيان الغياهبُ
مرتَّلة الألحان في سبط أحمدٍ=أعيدي نشيداً فالنشيد المناقبُ
فسبط الهدى في موكب الدهر آيةٌ=يشنَّف سمع الدهر فيها التعاقبُ
فإن رتَّلتها بالنشيد مشارقٌ=فقد أكبرتها للنضال المغاربُ
* * *
محمود الصائب البصرة