هـــــــــب الـــــديــــن حـــصـــنـــاً
عــــبــــد الـــكــريــم الـــنــدوانــي
يـحـقُّ لـنـا والـخـطب جـلّت مـصائبُهْ نـجـدد ذكــراً أكــرم الـنـاس
صـاحبُهْ
ولا غـــرو أن قـمـنـا بـتـأبـين
ســيّـدٍ تـسـنـمن أوج الـمـكـرمات
مـنـاقـبُهْ
زهــت بـربـوع الـديـن أزهــارُ
هـديـه نـجوماً وأزهى النجم في الاُفق
ثاقبُهْ
هَـبِ الـدين حـصناً فالحسين
أساسُه وأبــــنـــاؤه أبــــوابُـــه
وجــوانــبُــهْ
يـكلُّ لـسان الـمرء عـن سـرد
حادثٍ أتــاه الاُلــى عــادت عـليهم
عـواقبُهْ
دعــوا خـيـر خـلـق الله ذاتـاً
ومـحتداً أن اقــدم فـسـفح الـربع أيـنع
جـانبُهْ
وطـاب الهوى فالريح لا تمنع
السرى سـحيراً ومـاء الـنهر راقـت
مـشاربُهْ
إذن كــيـف يـخـتـار الـتـردّد
مـعـرضاً عـن الـسير والإسـلام لـلحكم
نـاخبُهْ
وما موقف الشهم الغيور على الهدى إذا لــلـهـدى أهــــل الــبـلاء
تـكـاتـبُهْ
رأى أن يـلـبّي دعــوة الـديـن
طـائعاً فــسـار وبـسـم الله تُـحـدى
ركـائـبُهْ
ولــم يـبـلغ الـوادي الَّـذي قـال
أهـلُهُ ألا اقــدم إذا بـالـجيش تـترى
كـتائبُهْ
وقــال لـهـم مــا بـالـكم قـال
كـلُّهم خـدعـناك كـيـما يــدرك الـثار
طـالبُهْ
ولـمّـا رأى أن لا مـناص مـن
الـوغى ونـهج الـهدى لـلرشد سـدَّت
مـذاهبُهْ
تـألَّق بـدراً فـي رحى الحرب
ساطعاً فـلـم تـبـدُ فـي لـيل الـكفاحِ
كـواكبُهْ
وصـاح بهم صيحاتِ حيدر في
الوغى هــزبـرٍ وصـيـحـات الـهـزبر
تـنـاسبُهْ
يـصـول فـيـثنيه الـعـويل مــن
الـنسا فـمـن ثـاكـل تـنـعى واُخــرى
تـعاتبُهْ
واُخـرى تُـسيل الدمعَ صوباً من
الحيا إذ انــهــلَّ هــتّـانـاً ودرَّت
سـحـائـبُـهْ
يـسيل فـيروي عـاطش الـبيد
فـيضه ويــزري بـمـنهلَّ الـسـحائب
سـاكـبُهْ
أخـي عـد بـنا من حيث جئنا فمَن
لنا سـواكم عـلى حـفظ الـذمار
نـطالبُهْ
فــقـال لــربّـاتِ الــخـدور
وطـفـلُـه رضـيـعُ الـمـنايا كـالح الـوجه
شـاحبُهْ
أيـقـوى عـلـى مــرّ الـحـياة
سـميدعٌ أبــــيٌّ قــضــى أصـحـابـه
وأقــاربُـهْ
وصـال فـكان الـموت رهـنَ
حـسامِه يُـجـانبُ مَـن سـيفُ الـحسين
يُـجانبُهْ
وما اختطفت أيدي الردى نفس
أروعٍ بـسوح الـوغى إلا ابـن حـيدر
ضـاربُهْ
ولــو كــان عـزرائـيل شـخصاً
مـبرَّزاً لـما كـان فـي قـبض الـنفوس
يغالبُهْ
تـفـيض يــداه بـالـعطاء وفــي
الـلقا تــعـدّ قـتـيـر الــدرع وشـيـاً
مـنـاكبُهْ
ســـلام عـلـيـه كـلّـمـا حـــنّ
ثــاكـلٌ ومــا آلـمـت قـلـب الأديــب
مـصائبُهْ
* * *
عــبـد الـكـريـم الـنـدوانـي الـعـمارة