أنـــتَ الـسـمـاءُ الـتـي غـيـماتُها
نَـحْـرُ وقــدْ أُريـقـتْ ،فـمن تـخضيبِها
الـقَطْرُ
كــأنَّ جُـرحَـكَ بـحـرٌ عَــبَّ مــن
دمِــه مــوجُ الـمـنايا الـتـي لــم يـحوها
بـحْرُ
تــنـداحُ مـــن نـزفـكَ الـجـبّارِ
مـلـحمةٌ حـمـراءُ ،يـنـداحُ مـنـها بِـاسْمِكَ
الـنَصْرُ
لا زلــتَ تـخـتصرُ الأزمــانَ فــي
زمـنٍ يـمـتـدُّ بــالـدّمِ مــا إنْ يـنـتهي
الـعـمرُ
أجّــجـتَ فـــي لُـغـةِ الأضــواءِ
قـافـيةً حـيـث الـنـهاياتُ لا يـأتـي بـهـا
الـشِعْرُ
هــذي وجــوهُ الأضـاحـي لا يــزالُ
بـها مـــن نـــورِ وجـهـكَ نــورٌ أيَّـهـا
الـبـدْرُ
إيــــهٍ رزايــــا حُـسـيـنٍ هـــل
لأمّـتِـنـا صَـبْـرٌ إذا كَــلَّ عــن تـهـوينكِ
الـصبرُ؟
أكـــادُ أقــتـلُ نـفـسـي كــي
أُخـلِّـصَها مــن ذا الأنـيـنِ الــذي قـد مَـلَّه
الـدهرُ
لَــوَ أنَّ مـن مـاتَ يـدنو مـن
مـسامعِه نـوحـي ، لأَخْـرَجَـه مــن قـبـرِه
الـذُعْرُ
دمـعـي يـتـيمُ عـيـوني بـعد أن
رحـلتْ عــن عَـالَـمِ الـنـورِ، فَـالظَلْمَا لـها
قـبْرُ
يـنـدسُّ لـيلُ الأسـى فـي صـبحِ
مُـقلتِه فـيُـمسكُ الـدمـعَ عــن إشـراقـهِ
سِـتْرُ
تــنـامُ فـــي صـــدره الـزهـراءُ
هـانـئةً و دفــؤهـا أضــلـعٌ أودى بــهـا
الـكـسرُ
و حــيــدرٌ وردةٌ فــــي روضِ مـنـحـره بـصارمِ الـحقدِ يـفري عـطرَها
الـشمرُ
و زيـنـبٌ غـيـمةٌ تُـلـقي ظــلالَ
أســىً عــلـى تـريـبٍ صَــلاه الـحـرُّ و
الـقـفرُ
كـالـموتِ فــي أخــذه أرواحَـنا
أخـذت أحــشـاءنـا حــرقـةٌ ، فـقـلـوبُنا
جــمـرُ
لـسـنـا إذا الـخـطـبُ أعـيـتـنا
فـداحـتُه عـن حـملِه ، لـم يُـطقْ أكـتافنَا
الإصـرُ
واحـرّا قـلباهُ .. رأسٌ لـيسَ فـي
جسدٍ و الــرمـحُ بـيـنـهما جـــارٍ بـــه
الأمـــرُ
يــا مــن تـزورونـه زوروه فــي
عـجلٍ ولا تُـطـيـلـوا ، فــــإنَّ مُــصـابَـه
مُـــرُّ
مُرّوا على الجسمِ ،جسمِ الدين مُعتفراً فــوق الـثرى ، فـالأسارى قـربه
مَـرّوا
عـلّيتُ رأسـي عـلى رمـحٍ كـما
صنعت بـــكَ الـقـنـا فـتـنـادى حـيـنها الـثـغرُ
:
الـجـسمُ فــي كـربـلا مُـلقىً بـلا
كـفنٍ و الـرأسُ فـي سـفرٍ تـحدو بـه
السمرُ
مــا بــالُ قــومٍ رســولُ اللهِ
خـصمُهمُ غـداً إذا قـامَ فـي كـلِّ الـورى
الـحشرُ
لا لــيـس يـوجـد قـلـبٌ يـسـتطيعُ
لــه صـبـراً ، و لـيـس لـمـكسورٍ بــهِ
جـبـرُ
أبـعـدَ أنْ نـشـبَ الـسهمُ الـمثلّثُ
فـي فــؤادِه ، كـيـفَ لا يـهـوي بـه الـمُهرُ
؟