مدح صاحب الأمر (عج) - مجاريا للشيخ محمد البهائي
الشيخ علي بن حسن الجشي
مطالع أقمار ومشرق أنوار= منازل أحبابي ومألف سماري
معاهد لا غب الحياء عراصها=بمنهمر يحيي ثراهن مدرار
فكم ثم فيها من علا لم تجد به=سوى ماجد ينميه بر لأبرار
لهم غرر تجلى بها ظلم الدجى= ولولا القرى لم تلف في الحي من نار
أطائب ان تعبق بأنفاسها الصبا= تضوع ما أزرى بمسك وأزهار
لهم بيض أحساب لهم زهر أوجه=لهم صدق أقوال لهم حسن أثار
فيا طالما فيها الليالي قد انطوت=بنشر المعالي لا بعود ومزمار
خليلي ما للدهر لم يرع ذمة=لحر أما للدهر شيمة أحرار
خليلي ما للدهر أبلى جديدها= وشتت أهليها بسهل وأوعار
تعالت عن الدنيا همومي فلم أكن=أسر بأقبال وآسى بادبار
فنفسي بآفاق المعالي محلها= وان يك مني الجسم في هذه الدار
ولي همة لو شمر الدهر ذيله=وجمع ما يسطيع في خفض مقداري
لقابلته ثبت الجنان ولم ألن=له جانبا في بطشه الأسد الضاري
وأضحك للايام ان ضحكت وان=تمد يدا بالسوء جردت بتاري
وعن خطة العيش الذميم يطير بي=جناح إباء عن سجية أحرار
وكيف يريع الدهر معتصما بمن=تدير يداه الكون والقدر الجاري
هو القائم المهدي من آل محمد=وخاتم آل الله من حجج الباري
فما لأناس أنكروه تعللا= بأن ليس يبقى المرء عدة أعصار
فكيف بقاء الروح والخضر جوزوا=وابليس والدجال من دون انكار
وهيهات نور الله جل جلاله=بأفواههم يطفى ويخفى بأستار
وكم آية جاءت بتثبيت أمره=من الله ارشادا وقطعا لأعذار
وآياته أجلى من الشمس عند ذي=حجى لم تدنسه شوائب أفكار
وما غاب عن طرف البصائر نوره=وان لم نشاهده برؤية أبصار
ويكفي بقاء الكون للمرء آية=أيبقى ولا من حجة فيه للباري
فيا سيدا قام الوجود بسره= اليك بدت فيه عجائب آثار
ومن نورك الأسنى استمدت ضيائها=المنيرات من شمس وشهب وأقمار
فأعظم به نورا تنزل داعيا= من العالم الأعلى الى هذه الدار
لقد حملته برة قد تقمصت=بثوب نقي حرة بنت أحرار
قد اختارها الجبار علما بأنها=مطهرة من كل عيب ومن عار
و أوحى إليها في المنام كرامة=اليها بما أجرى بسابق أقدار
وقد كان روح الله عيسى وليها=وخاطبها منه الحبيب الى الباري
وكانت بعين الله في السبي لم تكن=تمس بكف أو تراءت لنظار
فأودعها نورا تقدس لم يزل= بطاهر أرحام وأصلاب أطهار
فأشرقت الدنيا بل الكون كله= سماء و أرضا اذ بدا نوره الساري
فأكرم بمولود بيمن وجوده=الورى رزقوا من مؤمنين وكفار
وبورك فجر لاح نجم هداية= به للورى يهدي اذا أمه الساري
تكون من نور به خص أحمدا= وعترته دون الورى المنشىء الباري
له العالم الأعلى الذي كل عالم=كنقطة باء ان نسبت لدوار
فهل في فضاهن اتساع احاطة= بما فيه من فضل وعلم وأسرار
لو البحر ممدودا بسبعة أبحر=مدادا وتفنى ما وفين بمعشار
عليم بما في الكون علم احاطة=بها وتجل لم يكن علم اخبار
تصرف يمناه القضا كيفما يشا=بامداد رب مالك الملك جبار
فلن تستطيع الخلق طرا خلاف ما= يشاء وهل تسطيع نقض قضا الباري
اليه على كل البرية امرة= ولم يك من ناه سواه وأمار
فيابن الوصي المرتضى من لاحمد=يضاهيه في وصف وذات وآثار
شقيق النبي المصطفى ومن اغتدى= قرينا له حتى بعالم أنوار
وأشركه الجبار في كل رتبة=أقيم بها طه وفي كل مضمار
وفي قل تعالوا آية لاقترانه=بطه بأدوار هناك وأكوار
معاني صفات الله اذ جمعت به=وأسماءه الحسنى اغتدى سره الساري
وآثار لاهوت بدت منه حيرت=من الملا الأعلى دقائق أفكار
كرام سجايا الرسل والأوصيا بها=تحلا وكم فضل به خصه الباري
وتلك السجايا فيهم منه والسنا=من الشمس ان أبدى عجائب آثار
لديه علوم الغيب أضحت وان تكن= عن الرسل قد حجبن من دون أستار
وان بحار من ظواهر علمه=لحظهم منها كغمسة منقار
ومن فيه دين المصطفى عز جانبا=تحامي حماة هيبة كل جبار
ببابك قام الدين مستصرخا فقد=تلاعب فيه بعده كل كفار
فيا لزمان ان فيه يستوي=نهار وليل من تلألأ أنوار
فكل منير في الوجود شعاعه=يفيض على كل افاضة مختار
له الأمر في الأكوان طرا فما قضى= جرى والقضا في الكون عن أمره جاري
تحف به الأملاك والنصر طائر=على رأسه والرعب حيث سرى ساري
وأنصار صدق حيث يدعوهم الى=لقاء الأعادي لم تجد غير كرار
ترى أرخص الأشياء في نصرة الهدى=اذا بذلت فيه غوالي أعمار
فيا وارثا أسرار آبائه الألى=قد استخلفوا عن أحمد خير مختار
أحاطوا بما يوحى وان هبطت به= الملائك اذ هم أقرب الخلق للباري
وقد كان عن املائهم كلما جرى= على اللوح من علم ومحتوم أقدار
متى نسمع الروح الأمين منوها=بذكر اسمك العالي بسهل وأوعار
وتبدو هناك الشمس للناس آية=من الغرب ارشادا وقطعا لأعذار
فدونك يا سر الوجود قصيدة= بذكراك أمست في جلابيب أنوار
نحتك بمضمار السابق فخلفت=مدائح قد أمتك قبل بأعصار
عليكم سلام الله يجري بلا انتها= كما لم يزل في الكون فضلكم جاري