نور - ميلاد الامام الحجة المنتظر (عج)
الشيخ علي بن حسن الجشي
تم الهنا واستبشر الأمجاد= وحق أن تتخذ الأعياد
فقائم الأطهار من قد شادوا= ربع الهدى كان له ميلاد
بشرى فان ناصر الهدى ولد= بشرى بمن يوضح منهاج الرشد
بشرى بمن يقيم بالسيف الأود= ومن له أملاكها أجناد
بشرى بحجة الآله في الورى= وسيد قرت بيمينه الثرى
ومن به قال الهدى مستبشرا=قد آن لانتصاري الميعاد
بشرى بمن قد ختمت به الحجج= ومن يزيل عن هدى الهادي العوج
ومن به المؤمن يدرك الفرج= لا ظلم يعروه ولا استبعاد
بورك مولود بخير ليله= كليلة القدر بكل خصله
آن أنزل الذكر بتلك الليله=فمن هداه يحصل الارشاد
فآن أن نعقد مجلس الهنا= فقد أقر الله منا الأعينا
بسيد نلنا بيمنه المنى=هذا هو العيد فما الأعياد
مولى به قام الوجود وانتظم= وفيه أسديت على الورى النعم
حتى عداه لم تعاجل بالنقم=وقد طغوا وأين منهم عاد
بقية الله من الأمجاد=ومن هم العلة في الايجاد
جلوا عن الأنداد والأضداد=فما لهم ضد ولا أنداد
وكم له من مكرمات لا تعد=ولو تمد البحر سبعة نفد
أهل ترى الأعداد تنتهي لحد= ودون مكرماته الأعداد
ان غاب عن أعينا فالقلب= لا يعتريه بالحجاب الريب
فالشمس لا تخفي سناها السحب=وفي القلوب نوره وقاد
هل يوجد التأثير والنور بلا=مؤثر ونير فلو خلا
وجه الثرى من حجة على الملا=ساخت وما قرت بها الأطواد
وهذه أشياعه بين الورى=مظلومة وفضلها لن ينكرا
حجتها عالية لن تقهرا= ولم يزل علوها يزداد
هل ذاك الا لوجود مرشد=يمدها من نوره فتهتدي
لدفع ما يورد كل ملحد= حيث عليه للهدى الانجاد
لو لم يكن عندهم من يصرف= كيد العدى عنهم لكانت تتلف
وما بقى ذكر اليهم يعرف= لا سيف والورى لهم أضداد
طوبى لقوم آمنوا بالغيب= ولم يثب ايمانهم بالريب
قد كشف الله حجاب القلب= فاستوت الغيبة والأشهاد
قد آمنوا بالله فيما وعدا=فهم يقولون وان طال المدى
واشتدت البلوى وجارت العدى= صدقت ربنا متى الميعاد
يارب ان طال المدى لم نتهم= وعدك بالخلف كمن لك اتهم
فاكشف به اللهم هذه الغمم= عنا بنا قد شمت الحساد
وسفهوا مقالنا بالمولد= وبانتظار الغائب المؤيد
ولن يضر من يضل المهتدي= فنحن ممن بالهداة سادوا
متى نرى ذاك المحيا الأنوارا= بين الورى بلا حجاب مزهرا
وأشرقت بنور ربها الثرى= منه وعم الرشد والارشاد
فقد حوى علوم جده النبي=حاوي علوم الأنبيا والكتب
وكل سر عنهم محتجب= ووارثوا الآبا هم الأولاد
لذا اذا قام وعد الأنبيا= من آدم للمصطفى والأوصيا
حيث حوى ما قد حوته الأصفيا= قال أنا أولئك الأمجاد
فعصره لا تشبهه الأعصار= من حين دار الفلك الدوار
مبارك ماشبنه أكدار= أيامه جميعها أعياد
لايعبد الطاغوت والجبت ولا=بالحق يستخفى مخافة الملا
حيث به الدين الحنيف قد علا= بين الورى وصغر الالحاد
عصر به الله العظيم أقسما=في سورة العصر له معظما
حيث على الأعصار طرا قد سما=للدين والدنيا له استعداد
حيث اليه تنتهي الرياسه=والحكم في العالم والسياسة
وتختشي الملوك رعبا بأسه= وطيعا لأمره تنقاد
أوقاته لدى المحب زاهره=كأنما الدنيا بهن آخره
في جنة بها الأماني حاضره=والمن دائما بها يزداد
ومن سنا غرته الكون زها= وشابه الليل النهار في البها
بحر المحيط ماؤه ازدها= منه استمدت وبه الامداد
يا سيدا له انتهى كل شرف= فالمصطفى وآله له سلف
فبوركوا من سلف ومن خلف= حيكت من الفخر لهم أبراد
يا خلف الأبرار من أهل الرتب= وخير قوم لهم المرء انتسب
للمصطفى أب نماك بعد أب= جميعهم أئمه أمجاد
عجل فها كل ولي ينتظر= بأن يرى لواك بالنصر نشر
عمهم الجور ولا من منتصر= من عصبة دينهم الالحاد
فقم نهني المصطفى والأنبيا= والملة الغرا وكل الأوصيا
واتل مديحه بنادي الأوليا= فقد حلا الانشآء والانشاد
وليهد كل ما استطاع من ثنا=فهو أمين الله وابن الأمنا
عليهم الصلاة ما نال المني= راج نداهم دائما تزداد