خطيب بالأسنّة والمواضي
الحاج هاشم حردان الكعبي
اهاج حشاك للشادي الطروبِ = قرير العين في الغصن الرطيبِ
فكم للقلب من وجد وحزن = وكم للطرف من دمع سكوبِ
ونفس حشو احشاها هموم = يشيب لها الفتى قبل المشيبِ
تريد من الليالي طيب عيش = وهل بعد الطفوف رجاء طيبِ
سقى الله الطفوف وان تناءت = سجال السحب مترعة الذنوبِ
فكم لي عندها فرط ووجد = وحر جوى لاحشائي مذيبِ
أسلوان لقلبي وابن طه = على الرمضاء ذو خد تريبِ
عديم النصر الا من قليل = من الأنصار والرحم القريبِ
تفانوا دونه والرمح عاط = لناظره إلى ثمر القلوبِ
يرون الموت أحلى من حبيب = أباح الوصل خلواً من رقيبِ
فتلك جسومهم في الترب صرعى = عليها الطير تهتف بالنعيبِ
تكفنها الرماح السمر حتى = كأن سليبها غير السليبِ
تخوفه المنون جنود حرب = وهل يخشى المنون ابن الحروبِ
أبي الضيم حامل كل ثقل = عن العلياء كشاف الكروبِ
ابو الأشبال في يوم التعادي = أبو الأيتام في يوم السغوبِ
يدافع عن مكارمه ويحمي = بصارمه عن الحسب الحسيبِ
خطيب بالأسنة والمواضي = وقرت ثم شقشقة الخطيبِ
فأحمد حين تلقاه خطيباً = وحيدرة تراه لدى الخطوبِ
وظل مجاهدا بالنفس حتى = أتى فعل ابن منجبة النجيبِ
وولى مهره ينعاه حزناً = بمقلة ثاكل وحشى كئيبِ
ونادت زينب منها بصوت = يصدع جانب الطود الصليبِ
أخي يا ساحباً فوق الثريا = ذيول علا نقيات الجيوبِ
ويا متجمعاً لنعوت فضل = سليم النقص معدوم العيوبِ
وياسر المهيمن في البرايا = وشاهده على غيب الغيوبِ
ويا شمسا بها تجلى الدياجى = رماها الدهر عنا بالمغيبِ
ويا قمرا أحال على غروب = وعاقبة البدور إلى الغروبِ
فمن نرجو لصعب الخطب يوماً = ومن ندعوه لليوم العصيبِ
فيا ابن القوم حبهم نجاة = لمعتصم وحطة كل حوبِ
مدحتك راجياً غفران ذنبي = ومدحك فيه غفران الذنوبِ