حسام المجد ( في مولد الحجة عج ) محمد الهادي مرتضى الحسيني العاملي
صلى بفجرك دوح العز فانعتقا = وأطلق المجدَ في وجه المدى أُفُقَا
تزاحم النور في إكليل غرته = فيضاً يصب على الدنيا الندى الألقا
يستمطر الوحي سراً فاح مبسمه = في الخافقين بهاءاً طالما وَدَقا
لم يجرؤ الدهر شوقاً أن يبوح به = حتى استثار على آفاقه العَبَقا
والعاديات سرت بالصبح مسرجةً = والبرق جامحةً أن تغزوَ الغَسَقا
كأنما النور في ترتيل غارتها = جبريل يزهو به إذ أنزل العلقا
ويوسع الكون إشراقاً ونافلةً = خضراء تفترش الآيات مُنتسقا
وللجهات نفير حين قلدها = السبع المثاني والكرسي والفلقا
حرزاً لمولدك الأبهى وتذكرة = للظالمين بأن العدل قد خلقا
رعياً ليومك وعداً لا حنوث به = ( بالأرض نورثها ) التنزيل قد نطقا
يوماً يعيد جهاد الأنبياء وما = للآل في ذمة الآتي وما سبقا
يا من لطلعتك اللهفات ما فَتِئَتْ = تصبو وتستبق الأيامَ والطرقا
ما لي إليك سوى قلبٍ أنازعه = نبض الولاء الذي بالروح قد عَلِقا
ومهجة لربيع العهد قد حفظت = عشقاً تشربُ حتى خالط الرَّمَقا
أرنو وتحضرني النجوى يجاهدها = أسر الحنين يسوم القلب والحَدَقا
أقلب الطرف لا ألفيك في أفقٍ = ولا لطلتك الأبهى سناً بَرَقا
وأوغِرُ الروحَ والآهاتُ تعصف بي = صبراً أُجَرِّعه الأوهامَ والعَلَقا
مات التصبر أم عاثت به غِيرٌ = وأحدثت في لهاث الوجد مُفْتَرَقا
أضحى يوالف قيداً لا فكاك له = يكبل الشوق والأحلام والعُنُقا
فالضلع ما زال مكسوراً بخاصرة = تَنُزُّ فينا الإبا والوَجْعَ والأرَقا
دَمُ الحسين عبيطٌ في جوانحنا = يواكب النبضَ والآمالَ والفَلَقا
وخدرُ زينبَ ما كلت ثواكله = لطمَ الخدودِ ولا استكثرْنَ ما انمزقا
وشبه أحمد في أحداقنا لَهَفٌ = نحر الرضيع غدا في أفقنا الشفقا
كفا أبي الفضل كفٌ في نجادكمُ = والآخرَ استلّ نصر الله وامتشقا
في ما انتظارك والآمال قد أزفت = وأينع الحلم عزماً هادراً سَمَقا
قم وازرع الأرض قسطاً والسماء هدىً = قم واطلب الثار ثار الله مُتَّسِقا
يستلك الملأ الأعلى حسام سناً = وكوكباً في ختام العقد مُؤتلقا
يا غرة المجد في أزهى شمائله = وصفوة النور خلقاً كان أو خلقا
أشكو إليك زماناً أنت صاحبه = وأمنياتٍ لها في النفس ما احترقا
فأنت أنت جهات الله ما عدمت = كفاك جوداً وبحراً زاخراً دفقا