مـــن ذاك يـعـذرنـي مـــن الأيــام فـيـها طـغى وجـدي وزاد
سـقامي
أنـــا كـلـما حـاولـتُ مـنـها
مـهـرباً جــارت عـلـيَّ بـجـيشها
الـمـقدامِ
والــدهـر يـسـعفها عـلـيَّ
فـتـنثني تــعـدو عــلـيَّ كـعـدوةِ
الـضـرغامِ
مــــا لـلـزمـانِ بــجـورهِ
وعــنـادهِ كـالـذئـب إذ يـعـدو عـلـى الأغـنـامِ
يـقـسـو عــلـيَّ قــسـاوةً
فـتـخالهُ ديــنـا يـطـالـبني مـــدى
الأعــوامِ
ألأنــنــي أرخـــي إلــيـه
جـوانـبـي وألــيــنُ مــثـل تــلايـن
الآجـــام؟
أم أن دهـــــري تـــابــع
أبـــنــاءه يـجـزون بـالـسوأى عـلى
الإنـعامِ؟
هـيهات لا تـعجب لـدهرك إن
قسا فــالـدهـر شـيـمـته طــبـاع
لــئـامِ
فـالـدهر لا تـأمـنه مــن خــدع فـلا يــرعـى إلــيـك الـدهـر أيَّ
ذمــامِ
أومــا رأيــت فـعـاله بـبني
الـهدى آل الــنــبـيِّ وصـــفــوة
الـــعــلّام
ولـقـد رمــى قـلب الـبتولة فـاطمٍ بــمـصـائـب ونــوايــب
كــسـهـامِ
فــقـدت أبـاهـا والـشـجاءُ
أمـضـها والــهـمُّ عـاجـلَ جـسـمَها
بـسـقامِ
فــإذا بـهـا مـما عـراها مـن
أسـىً وشـجـى تـنـوحُ لــه كـنـوح
حـمامِ
فـترى الـمنازلَ وحـشة مـن
بـعدهِ ومــقــامـه مــسـتـبـدلا
بـــظــلامِ
بــعـد الـضـياءِ وبـعـد نــور
جـبـينهِ وإذا بـــه يـبـكـي بــطـرفٍ
دامــي
لـــم أنـسـها إذ أقـبـلت
لـضـريحه ولـقـبـره ذاك الـضـريـح
الـسـامي
أخـذت تـرابَ الـقبر تـنشق
عطرَهُ والـدمع فـي الـوجنات سيلٌ
هامي
يـــا والــدي ضـيـعتني
أوحـشـتني أثـكـلـتـني يــــا صــفــوة
الــعـلامِ
يـــا والـــدي انـظـر إلــيَّ
حـزيـنةً أصــمــت فــــؤادي لــوعـة
الآلامِ
مـكسورة الأضـلاع جـسمي
نـاحلٌ ومـدامـعي حـمـر تـسـيل
دوامــي
مـلـطـومـة عـيـنـي أحـــنُّ
تـألـمـاً مـنعت شـجوني سـلوتي
ومـنامي
يـــا والــدي أمـنـن عـلـي
بـنـظرةٍ تـشـفي بـهـا قـلـبي مـن
الأسـقامِ
يـا والـدي جـد بـالجواب على
التي ربـيـتـهـا فــــي الــعـز
والإكـــرامِ
يـا والـدي يـا خـيرَ ذخـرٍ كـنتَ
لـي يـــا والـــدي أنـظـر إلــى أيـتـامي
أنـظـر طـفـالي أنــت قــد ربـيتهم فــي حـجـرك الـمـيمونِ
بـالإنـعامِ
عـادوا يـتامى بـعد فـقدك
دمـعهم يـجـري عـلى الـخدين مـثل
غـمامِ
الله مـــا أدهــى مـصـابك
فـاطـمٌ يـنـهـد مـنـه شـمـام كــل
شـمـامِ
ثم الصلاةُ عليكِ ما شمسُ الضحى قـــد بــددت بـالـنور وجــهَ
ظــلامِ