الفقرة الأولى - مسجد الزهراء هذا
سر الله
الفقرة الأولى
من مسجد الزهراء=نبكي على الزهراء
و القلب المجروح=نفديهِ بالروح
مسجد الزهراء هذا=و لها حقٌ عليهِ
ليس يُطوى اليوم إلا=تُذكر الزهراء فيهِ
فهي سِر اللهِ فينا=ذِكرها ذِكرٌ إليهِ
بين كفيها كأنا=خُشّعٌ بين يديهِ
كيف و الذكرى إليها=أي حزنٍ يحتويهِ
أي شعرٍ و خيالٍ=سيجاري ما لديهِ
و هنا أنقلكم من=قلبهِ يا حاضريهِ
فإسمحوا للشعر يجري=أدمعاً من مقلتيهِ
اغمضوا الأعين شيئاً=بحنينٍ و الذِكارٍ
ثم هيموا بأساها=و رفيف الدمع جاري
ها هنا مسجد طه=و عليٌ بإفتكارٍ
و إذا الحيطان تعلوا=بأنينٍ في الجوارِ
أنةٌ لم يسمعوها=قلعت قلب الجدارِ
يا عليَ الثار عُد لي=هجم القوم بداري
روّع القوم بنيها=سلب القوم قراري
و بنار الباب إني=أحتمي من حر ناري
نكسوا أرؤسكم و ارفعوا الآهَ ..
و اخجلوا من حيدرٍ بل و من طه ..
هذه فاطمةٌ بين أبناها ..
مسجد الزهراء قُم و تلقاها ..
بدت شمساً خفاءٌ في طلوعِ=و كالغيمة من نسف الدموعِ
يدٌ مُدت على العين ستاراً=و أخرى فوق شهقات الضلوعِ
لو على مسجدنا تدخل الزهراء ..
و عليٌ بيننا يكتم العبرة ..
كم أبي ذرٍ تُرى بيننا يُفرى ..
و تُرى كم ميثمٍ يلطم الصدرَ ..
هنا المحراب يبكي لبكاها=و في قِبتنا نار أساها
و تمتد المنارات كفوفاً=لكي تلطم بالصدر فِداها
يا جداراً .. قد تعالى=عندما مرت عليهِ أنّة الزهراء
أنتَ قلباً .. و شعوراً=فقلوب الناس قد صارت بهم صخرَ
أي قلبٍ روحهُ بالصبر معمورة=و ابنة المختار خلف الباب معصوره
ما الذي لم يكسر الأعين دمعاتٍ=و ضلوع البضعة الزهراء مكسوره
ليتنا كنا قلوباً مثل جدران المدينة ..
نحمل الإحساس شيئاً و لنا روحٌ حزينه..
ليتنا كنا صخوراً خرجت منها السكينة ..
و جهشنا ببكاءٍ مثل نوحٍ في السفينة ..
أيها الصخر الملبي=و ليت الصخر قلبي
لكي يبدأ نحبي=على الزهراء
ليتني كنت الجدارا=و دمعي قد تجارى
مساءاً و نهارا=على الزهراء
إذا كان ضمير الناس دخانا ..
فمن يطمع أن يكون إنسانا ..
ما الإنسان إلا=لما يتجلى
إحساساً و نبلاً=في طهرٍ و في إيمانٍ و تحنانِ
و الفارغ قلباً=من أيَة حسٍ
لا ليس بإنسِ=هذا حجرٌ في شكل إنسان
أنا دمعةٍ .. بمصابها=أنا أنةُ من ضمير الحجر
أنا صخرةٌ .. بجداراها=و بغيرة الدين قلبي إنفجر
أنا حبة رمل المنزل العالي ..
روَتني قطرةٌ من دمعها الغالي ..
لو كنت رحاها=أجري في ضحاها
خبزاً نبوياً=كي أطعم مأثوراً و مسكينا
أدمنت هواها=و القلب فداها
في ممشى خطاها=يمتد على الدرب رياحينا
قمرٌ أنا .. بسمائك=و جدائل النور ملتطمة
بنياحكِ .. بجراحكِ=أنا غارقٌ فيكِ يا فاطمة