من غيمةٍ في سماء الحبِ قد هطلوا=موتى فموتى، وكم جادوا وما بخلوا وحينما شاخ وجهُ الشمسِ ما أفلوا=وأسرجوا دمهم للناسِ واشتعلوا ستائرُ الحزنِ بالأوجاعِ تنسدلُ=على شبابيكِ من بالضوءِ قد ثُكلوا أوحى ليَ الماءُ، أنّ الشمس ذات ضحىً=كانت على زفرات الأرض تنجدلُ ودمعةٌ طفلةٌ شاخت وما فتأت=وكلّما مرّ ذكر الطفّ تنهملُ ها قد أتيتكَ مفجوعاً .. يحاصرني=حزني ، وتمشي على أقداميَ السبلُ معي مدامع قلبٍ موجعٍ، ومعي=حزنٌ غزيرٌ، وجرحٌ ليس يندملُ مواسمي كلّها قحطٌ، وها أنذا=وحدي على شرفات الغيم أبتهلُ الماء يرسم شكل الموت ملتظياً=أعدو إليه سريعاً .. ثم لا أصلُ ! ياسيّدي .. يا نبي الماءِ .. ظامئةٌ=كل الغيومٍ، وما قد مسّها بللُ فجاء صوتٌ من المجهول يهتف _ يا=هذا _ بأنك أنت الوابلُ الهَطِلُ دعني أعلّق عيني في سمائك غي=مةً حسينيةً أمطارها الخجلُ أوحى ليَ الماءُ ، أن الموت مرّ على=أرضٍ، فأورق في أنحائها الأملُ وأنّ كل ظلامٍ كنت تحرثه=ضوءً، أراه صباحا منك ينهدلُ بأيّ شمس أضأت الكون في زمنٍ=به الدياجيرُ ضوءَ الشمس تنتحلُ هنا بذاكرة الرمل الح زينِ دمٌ=يظل بين سنين الدهر ينتقلُ ما زلت دولة حق تنتشي ألقاً=للثائرين إذا ما جارت الدولُ مازلت تنزف أحلاماً وتعزف في=صمت المساء لحوناً، والمدى جذلُ يا سيّدي .. كل شيءٍ فيك يُبهرني=الرأسُ والكفُ والأخلاقُ والمُثُلُ أعدو وتتبعني الأشواق، مرتدياً=حبّا فريداً، فقلبي في الهوى ثملُ أشدو .. وأنظر في المرآة عن كثبٍ=فلا أرى غير وجهٍ ملؤهُ الوجلُ ! متيمٌ بك حدّ الموت .. ها جسدي=درعٌ، وأوردتي الأسيافُ والأسلُ فتشت كلّ جراحِ الأرض قاطبةً=فكان جرحُكَ جرحاً ليس يُحتملُ أكنت تحمله ورداً، وبوصلةً=للعابرين، وكان الموتُ ينذهلُ؟ أكنت تهزأ بالريح التي عصفت؟=وكيف كنتَ بوجه الريحِ تنشتلُ؟! علّقت أسئلتي الحيرى على شفتي=فجاوبتني بدمع الحسرة المُقلُ وشاب رأسيَ وابيضتْ بيَ المُقلُ=وكلّما مرّ ذكر الطف أكتهلُ هبني قميصك، إنّ الماء أنبئني=أني بقمصانك الحمراء أكتحلُ وأنني والمسافاتُ التي نزفت=موتاً، بأنهارك الحمراء نغتسلُ ما أوسع الدرب .. من مثواكَ نبدأه=فكربلاء بعرش الله تتصلُ وكربلاءُ التي كنت انشتلتَ بها=نخلاً، ستبقى لأمر الله تمتثلُ فيالذي كانت الأحلام تشبهه=والأمنيات على كفيه تبتهلُ تمر بي كاخضرار الروح فوق فمي=كالأغنيات، وكم يحلو بك الزجلُ أشعلتُ نار حروف الشعر في خلدي=حتى تضرّمت الأبياتُ والجملُ وجّ هتُ وجهي نحو الطف قافيةً=فإنني نصفُ بيتٍ، فيك أكتملُ