قـد هـد ركـن الـضحى فـالليل مقتحم
قـد هُـدَّ رُكـنُ الـضُّحى فـالليلُ
مُقتَحِمُ و بِــالأَسـى سِـيـقَـتِ الأيــامُ و
الأُمــمُ
و الـحـادِثـاتُ بِــرَكـبِ الـنّـائِـباتِ
مَـعـاً و كُـلَّـمـا أَفْـصَـحَتْ عَــنْ حـالِـها
بُـهَـمُ
و كــلُّ عَـيْـنٍ تَـرى قَـد أَبـصَرَتْ
عَـدَماً و كُــلُّ سَـمْـعٍ بِــهِ قَــد حُـكِّمَ
الـصَّممُ
و الـنـاسُ مـا إِنْ تَـرى أَشـكالُهُمْ
بَـشَرٌ و هُـــمْ بِـواقِـعِـهِمْ الــذِّئـبُ و
الـغَـنَـمُ
أحـكامُهُم عَـنْ هَـوَى أَحـلامِهِمْ
نَـطَقَتْ و دِيـنُـهـم عَــنْ هــوى دُنـيـاهُمُ
حَـكَـمُ
و شَــهـوَةٌ كُـــلُّ مـــا بِـالأَمـرِ
غـايَـتُهُمْ و مَـوْتُـهم أَفـضَـلُ الأَعـمالِ لَـو
عَـلِموا
أرزاقُــهُـمْ قَـصُـرَتْ خَـيْـراتُهُمْ
نَـفَـدَتْ أَشْـكـالُهُمْ حَـسُنَتْ و الـقُبْحَ مـا
كَـتَموا
أَعْـرافُـهُمْ نُـكِـرَتْ أَرحـامُـهُم
قُـطِـعَتْ أَلْـبـابُهُم فَـهِـمَتْ و الـجَـهْلَ مـا
فَـهِمُوا
فــمـا تَـعَـلُّـلُ قَـلـبِـي و هــو ذو
كَـمَـدٍ و مـــا تَـعَـلُّلُ دَمـعِـي و هــو
يَـنْـسَجِمُ
ومــا تـواتُـرُ شِـعـري غَـيْـرَ فــي
خَـلَجٍ تُـحـيـي لَـواعِـجَـهُ الأهـــوالُ و
الألَـــمُ
قــد يَـصبِرُ الـمَرءُ عـن بَـلْواهُ
مُـحتَسِباً و الـصَّـخرُ يَـبـكيهِ حُـزْنـاً و هـو
يَـبتَسِمُ
و رُبَّـــمــا غَـــــرَّدَ الــقُـمـرِيُّ
أُغــنِـيَـةً و قَـلـبُـهُ بِــالأَسـى و الـشَّـجْوِ
يـكـتَدِمُ
و رُبَّــمــا ظــاهِــرٌ لـلـشِّـعـرِ
مُـتَّـسِـقٌ قـــد كـــان بـاطِـنُـهُ كـالـنارِ
يَـضْـطَرِمُ
مَــنْ مِـنْـكُمُ آخِــذٌ شَـكـوَى أبُــثُّ
بِـها لِـصَـاحِبِ الأَمْــرِ قَـلْـباً شَـفَّـهُ
الـسَّقَمُ
و مُـقـلَـةً قَـــدْ عَـــلا إِنـسـانَـها
رَمَـــدٌ و مَـدمَـعاً قــد جــرى فــي ذابِـلَيهِ
دَمُ
و نَـفـثةً مِــن لَـهـيبِ الـقَـلبِ
أطـلَـقَها حـــالٌ تَـسـاوى بِــهِ الإيـمـاءُ و
الـكَـلِمُ
يــا أيُّـهـا الـوِتـرُ فـيـنا الـنّـائِباتُ
غَـدَت شَـفـعـاً عــلـى عِــدَّةِ الأَيــامِ
تَـقـتَسِمُ
و ضــاقَ مِـنّا فَـسِيحُ الـمَشرِقَينِ
وكَـمْ مِــنّـا غَـــدا صـــارِمُ الـطُّـغيانِ
يَـنـتَقِمُ
و الأَرْضُ قَـدْ فَـسَدَتْ حَـقاً بِما
كَسَبَتْ أكُــفُّ قَــوْمٍ عـلـى الـعِـصْيَانِ
تَـعـتَزِمُ
بــلـى مَـدَدْنـا لَــكَ الأَيــدي فَـمُـدَّ
يَــداً فَـمَـنْ سِــواكَ لَـنـا مَـنْـجاً و
مُـعْـتَصَمُ
و فَــــرِّجِ الــهَـمَّ يـــا فَـــرّاجَ
كُـربَـتِـها بِـهِـمَّـةٍ تُـسـتَـقى مِــنْ نَـبْـعِها
الـهِـمَمُ
و لـتَـمْـلَإِ الأرْضَ عَــدْلاً بَـعْـدَما
مُـلِـئَتْ ظُلْماً و جَوْراً و شَتِّت شَمْلَ مَنْ
ظَلَمُوا
يـــا مَـــنْ لِـقَـبْـضَتِهِ الأَكْــوانُ
طـائِـعَةٌ يُــذْرِي و يُـبْقِي ومـا قَـدْ شَـاءَ
يَـسْتَلِمُ
و مَـنْ لَـهُ الـدَّهرُ عَبْدٌ و الزَّمانُ لَهُ
قِنٌّ و كُـــلُّ الـــوَرى فـــي أَمْـــرِهِ
خَـــدَمُ
مِــنْ مَـعْـشَرٍ خَـيْـرُ خَـلْـقِ اللهِ
جَـدُّهُمُ و خَـيْـرُ فـاطِـمَةٍ فــي الـنـاسِ
أمُّـهُـمُ
هُــمْ مَـعْـشَرٌ مِــنْ ضِـيـاءِ اللهِ
نـورُهُم و خَـلـقُـهُم قَــبْـلَ خَــلْـقِ اللهِ
كُـلِّـهُـمُ
فـالـمُـرتَـضى لا فَــتــى إلاهُ
والِــدُهُـم و الـفـخرُ يَـومَ ارتِـقاءِ الـفخر
فـخرُهمُ
و أمُّــهُــم فــاطِـمٌ لا شَـــكَّ
فـاطِـمَـةٌ عَـــنِ الـجَـحِـيمِ أُنـاسـاً حُـبَّـها
لَـزمـوا
و كــلُّ شَــيءٍ سِـواهُـم خـاضِـعٌ
لَـهُـمُ و كُـــلُّ هـــذا الــبَـرى لَـوْلاهُـمُ
عَــدَمُ
هُــمْ مَـعْـشَرٌ بـالـفِدى تَـحْـيَى
حَـياتُهُم و دونَ نَـيْـلِ الـمَـعالِي مَـوْتُـهم
شَـمَـمُ
هُــمْ مَـعْـشَرٌ ضَـيْفُهُمْ مَـلْكٌ و
ضَـيْفُهُم فـي يَـوْمِ عِيدِ الوَغَى الوَحْشُ و
الرُّخَمُ
مِـــن كـــلِّ مُـتَّـخِـذٍ لـلـحَـربِ
أُهـبَـتَها بـالـقـلـبِ مــــدَّرِعٌ بــالـبـأسِ
مُـلـتَـثِمُ
يَـجـري عـلـى وَجـهِهِ مـاءُ الـحياءِ
كـما يَـجري عـلى سَـيفِهِ فـي الجَحفَلَينِ
دَمُ
مــا خـالَـطَ الـضَّـيمُ أجـفـاناً لــه
أبــداً كَـريـمُ نَـفـسٍ و مِــن أخـلاقِـهِ
الـكَرَمُ
تــــرى نــواديَّـهُـم بِــالـجُـودِ
بـاسِـمـةً كـمـا مَـواضِـيهمُ فــي الـحَرْبِ
تَـبْتَسِمُ
يـــا شِــبـلَ هـاشِـمَ لـلـهَيْجاءِ
بَـأْسُـكُمُ و لـلـقَـنا و الـصِّـفـاحِ الـبـيـضِ
كَـفُّـكُمُ
قــد أُشـهِدَت عـنكُم الـبطحاءُ
مُـعترَكاً و عــن جَـزيـلِ الـثَّنى تَـحكيكُمُ
الـرُّجَمُ
أنــتــم مـطـاعِـنُـها أنــتُـم
مـطـاعِـمُها أنــتُـم ركـائـزُهـا و الــطَّـودُ و
الـقِـممُ
أنــتُــم ضـراغِـمُـهـا أنــتُــم
بـواسِـلُـها أنــتُـم أصـايِـدُهـا بــل سَـيـلُها
الـعَـرِمُ
قــد مــلَّ سَـيفُكَ غَـيظاً أنـتَ
كـاظِمُهُ كــمــا بِـقَـلـبِك صـــدرٌ مـــلَّ
يَـحـتـدِمُ
لـــم تـبـقِ أسـيـافُكُم قِـدمـاً
عَـدُوَّكُـم و لـــم يَــدَع ذِكـرُكـم ذكــراً
لِـغَـيرِكُمُ
فَــمَـن لِــدُهـمِ الـجِـيادِ الـسّـابِقاتِ
إذا تَـغِـيـبُ عَـنْـها و مَــنْ لـلـهَوجِ
يَـقـتَحِمُ
و مَــن لِـحَـدِّ الـضُّـبى تَـبـكِي
قَـوائِمَها و مَــن لِـسُـمرِ الـقَنى بـالبُؤسِ
تـتَّسِمُ
أســرِجْ جــواداً لِـجـامُ الـفَـتكِ
صَـولَتُهُ لِـتَـجعَلَ الـخَـيلَ فَــوقَ الـخَـيلِ
تـرتَكِمُ
و أنـجِـعِ الـسَّـيفَ مــن أعـنـاقِ
بـاقِـيةٍ لآلِ حَـــرْبٍ فَــقَـدْ أَجْـــرَتْ
دِمــاءَكُـمُ
و اطْـعَنْ بِـحيثُ اِلْـتَقى مِـنْكُم
بوادِرَها و أنـهِضِ الـبَأْسَ حَـيْثُ الـقَوْمُ قَدْ
جَثَمُ
و لـتُـلبِسِ الـدّيـنَ ثَـوْبـاً سِــردُهُ
عَـلَـقٌ و كَـفُّـهُ الـبَـطشُ و الأَشـفَارُ فـيهِ
فَـمُ
لا بـأسَ قَـتلُ الـرِّجالِ الـصّيدِ في
وَغَلٍ فـالـلَّـيثُ شـيـمَتُهُ الإقــدامُ و
الـشَـمَمُ
فــمـا الـتَّـصَبُّرُ هــذا يــا ابْــنَ
حَـيْـدَرَةٍ و الـقَـوْمُ مــا صَـبَـرُوا كَــلا ولا
حَـلَمُوا
و مــا اعـتِـذارُكَ يــا عِـرنـينَ
هـاشِمِها إذا سَـمِعتَ بِـأَرْضِ الـطَّفِ مـا
هَشَمُوا
يــومٌ بِـهِ قَـدْ بَـكى وَجْـهُ الـسَّماءِ
دَمـاً و أَنْـجَـبَ الـدَّهْـرُ خَـطْباً لَـيْسَ
يَـنْصَرِمُ
قُــمْ فـي ثَـرى كَـربلا و انـشُدْ
مَـآثِرَها عَــنْ بُـلْـغَةٍ كَــلَّ فــي تَـبـلِيغِها
الـكَلِمُ
و لَــوحَـةً مــن مِــدادِ الــدمِّ
يَـرسِـمُها سَـيـفٌ عـلـى حَــدِّهِ الأَعْـنـاقُ
تَـرتَسِمُ
تــرى لُـيـوثاً غَــداتَ الـمَـوْتِ
آنـسَـهُم حَـتْـفٌ فَـمِـنْ دونِــهِ الأجـسَادُ
تَـنْحَطِمُ
نَـيْـفٌ و كُــلَّ الـهُدى قـد كـان
فِـعلُهم فــفـردُهُـم أمَّــــةٌ و جَـمـعُـهُـم
أُمَـــمُ
مـشَوا إلـى مَـضجَعٍ رَغدٍ بِهِ
اضطَجَعوا و خَــلَّـفـوا مَــدمَــعَ الأيــــامِ
يَـلْـتَـطِمُ
بـاتوا بِـظِلِّ الـقَنى عـطشى
مـوارِدُهم فــيـه دِمــاءُهُـم ريـــاً لــمـا
قَـسَـمـوا
فـيَـشهَدُ الـمَـوتُ فـيـهِم حـيـنما
قُـتِلوا أن لــم تَـمُـتْ فـيهِمُ الأخـلاقُ
والـذِّمَمُ
فـانظُر إلـى قَـمَرٍ عِـندَ الـفُراتِ
قَضى و كــم بَـكَت بَـعدَهُ الأسـحارُ و
الـظُّلَمُ
تُـبـرى يَــداهُ بِـحَـدِّ الـمُـرهَفاتِ و
كــم قـد بـاتَ فـي راحَـتيها الـبأسُ و
الكَرَمُ
و انظُر إلى الرَّأسِ رأسِ الدينِ
مُرتَفِعاً إذ حــقَ أن يَـرتَـفِع فــي كَـفِّـكَ
الـعَلَمُ
و انـظُـر إلــى جَـسَـدٍ أكـفانُهُ
نُـسِجَت مــن حـافِرِ الـخَيلِ عـدواً فـهي
تـلتَحِمُ
و انظر إلى خِدر مَن مِن خِدرِها سُلِبَت لِــجَـدِّهـا شَــتَـمـوا لِـرُكـنِـهـا
هَــدَمـوا
ألَـــم تـــرى مَـتـنَـها فـالـزَّجـرُ
آلَـمَـها حـتـى إذا مــا نـبـا فــي مَـتـنِها
الـوَرَمُ
أذاكَ صَــبـرٌ و مـــلَّ الـصَّـبـرَ
صـابِـرُهُ و الـقَومُ قِدماً على الزَّهراءِ قد
هَجَموا
يــا صـاحِبَ الأمـرِ هـذا شَـجوُ
شـاجِرةٍ فــي الـقَلبِ تـنثُرُ جـمراً و هـو
يَـنتَظِمُ
نـظـمٌ هَـتَـكتُ بــه سِـتـرَ الـبَيانِ
عـلى يَـــومٍ بـــه تُـهـتَكُ الأسـتـارُ و
الـحُـرَمُ
نــظـمٌ بِــروحِ الـدُّجـى قَـهـراً
أكـابِـدُهُ فـلم يـجدني سـوى فـي نـجمه
الـكَلِمُ
فـاقـبل سَـجِـيَّةَ مَـفـؤودِ الـفُؤادِ
فـفي سِــواك لــم تَـنـطقِ الآيـاتُ و
الـحِكَمُ
صـلـى الإلــه عَـلـيكُم كـلَّـما
سَـجَـعَت ورقــاءُ أو خــطَّ فــي أفـضـالِكُم
قَـلَمُ
مــحــمـد عـــبــد رضـــــا الــحــرزي