شعراء أهل البيت عليهم السلام - أمّ البنين

عــــدد الأبـيـات
41
عدد المشاهدات
10248
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
06/01/2011
وقـــت الإضــافــة
10:01 صباحاً

أمُّ البَنين بُكاءُ العَينِ من كَرَمِ الخِصالِ=و حُزنُ القلبِ من خيرِ الفِعالِ و بَعضُ المرءِ ماءٌ في السَّجايا=و بَعضُ طِباعِهِ صِرفُ الرِّمالِ و أمرُ تداوُلِ الأيامِ فينا=يُغَيِّرُ أصْلَ بَيضاءِ الزُّلالِ و إنَّ العَقلَ لا يُجدي إذا ما=أماتَ العِلمُ عاطِفةَ الرِّجالِ كذاكَ البدرُ مَشحوبُ الثَّنايا=إذا غابَت عنِ الأفقِ اللَّياليِ تُعاتِبُك الصُّروفُ وربَّ عَتبٍ=عَليْكَ أشدُّ مِن وَقعِ النِّصالِ و تطلُبُكَ المَنونُ و أنت منها=كَمَن رام العِناق مِن الظِّلالِ و تبدو ضاحِكاً حتى ضَننّا=بأنَّك من جَميعِ الحُزنِ خالِ كمِثلِ الشَّمسِ ضاحِكَةَ المُحيا=تَراءَتْ وهي دوماً في اشتِعالِ و مَن ذاق الهوى كَتَبَت عليه=مقاتِلُهُ المماتَ بلا قِتالِ بِنَفسي أيَّ كارِثةٍ أبالي=و أي مَخوفَةٍ أزْرَت بِحالي و أيُّ ديارِ مَن أهوى طلولٌ=عليها واكِفاً أضحى مُذالي و قَفتُ بها و ما وقَفَت دُموعي=أُسائِلُها فيُشجيها سُؤالي دِيارٌ قد خَلَت من كلِّ ذِمرٍ=يُذَمَّمُ يومَ إهراقِ النَّوالِ عَليهِ من خَيالِ المَجدِ ثَوْبٌ=فلَستَ تراه إلا في الخَيالِ فَريدُ الجدِّ يومَ الجدِّ طِرفٌ=تَحدَّرَ في الكمالِ مِن الكمالِ تَفرَّدَ في الخِصالِ فلا شَريكٌ=يُشارِكُهُ و ليس بذي مثالِ و مَن مِثلُ الحُسَينِ مِنَ البَرايا=إذا عُدَّ الأواخِرُ و الأوالِ و مَن مِثلُ الحُسينِ بَكَتهُ عَينٌ=كعَينِ اللهِ دامِيةَ الجلالِ بِعَقلي من أخلَّ ثُباتَ عَقلي=و شطَّ به عن القلبِ احتمالي و لَم أكُ قَبلَ يومِ الطَّفِّ أدري=بِأنَّ الصَّخرَ من دَمعِ الجِبالِ و لَم أُبدِ قُبَيلَ العَشرِ حُزني=بِدامِيةِ الرَّوِيَّةِ و النِّضالِ أيا ابنَ الخَيرِ من فِهرٍ سَحابٌ=لِحاظي و الرَّواعِدُ مِن مَقالي فإنْ بَكَتِ الأنامُ عليك دَمعاً=فإنّي ذارِفٌ دَمعَ النِّبالِ و إن ذَكِروا عزاك ذكرتُ فيهم=شجا أمِّ البنينِ ولستُ سالي و لو أنَّ الأنامَ جفَتكَ طُراًّ=كفاك نحيبُها مِن كلِّ غالِ فَدَتك بأربَعٍ كالمُزنِ جوداً=و أمثالِ الصَّواعِقِ في النِّزالِ تَخالُ بِهِم عَلِياًّ يومَ أُحْدٍ=و حَمزةَ يومَ تقصيفِ العوالي غَطارِفُ هاشِمٍ و حِمى لُوَيٍّ=ونجدَةُ غالِبٍ عِندَ السُّؤالِ بِهم فَخَر التُّرابُ على الثُّريا=وكلُّ ملاصِقِ العَلياءِ عالِ فذاك إذا اعتَزى للأُمِّ فَضْلٌ=و فضلُ النَّجمِ مِن فَضلِ الهلالِ بَكَتهُم أدمُعاً و بَكتكَ روحاً=تردَّدُ بينَ تيارِ المجالِ و قالت لا أظلَّ اللهُ عُمري=وأنتَ بغيرِ بارِدةِ الظِّلالِ و لا ضلَّت عن العَبَراتِ عَيني=و أنت قَتيلُ أبناءِ الضلالِ و لا ذُقتُ الزُّلالَ و أنت مُلقىً=على الرمضاءِ مَحرومَ الزُّلالِ أذلنا فيك أنفاساً عليها=من العبراتِ جارِيةُ الدَّلالِ و رُمنا أن نموت فما أمتنا=سِوى حُلوِ القَرابةِ و الوِصالِ سأبكيك الحياةَ و بعد موتي=ولو أُلحِدتُ في كَنَفِ الرِمالِ فِداك أبا الطفوفِ نَفيسُ نَفسي=و أولادي و حامِيتي ومالي هَواك بِمُهجَتي و سوادِ عَيني=وكلِّ جوارحي فلك امتِثالي عَلَيكَ الله صلى ما تَناهت=بِقَلبِ الحُزنِ عصماءُ السِّجالِ محمد عبد الرضا الحرزي
Testing