شعراء أهل البيت عليهم السلام - المرء بالسيف يوم الذل ينتصر

عــــدد الأبـيـات
56
عدد المشاهدات
25471
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
06/01/2011
وقـــت الإضــافــة
9:47 صباحاً

المرء بالسيف يوم الذل ينتصر المَرءُ بالسَّيفِ يَومَ الذُلِّ يَنتَصِرُ=و راغِبُ المَجدِ ثَوبَ النَّقعِ يَأْتَزِرُ و لا تُنالُ العُلا إلا بِمُرهَفةٍ=عن شَفرَتَيها قَوامُ الضَّيمِ يَنكَسِرُ فَأْخُذ أبا صالِحٍ عَنْ قَلْبِ مُستَعِرٍ=قَولاً تَكادُ لَهُ الأَسماعُ تَسْتَعِرُ هذا المُحَرَّمُ قد وافاكَ مُنْتَدِباً=يدعو فمالَكَ يا مَوْلايَ تَعتَذِرُ يَدْعوكَ يا ثاَرَهُ فانْهَضْ بِرايَتِهِ=إذ لم يَجِدْ غَيرَكُم لِلثَّأرِ مُنتَصِرُ هذا الحُسَينُ و قد جَدَّ المَسيرُ بهِ=بِمَركَبٍ يَعتَليهِ الصَّوْنُ و الخَفَرُ تُحيطُهُ مِن ذُرى الآسادِ كَوْكَبةٌ=مِنْ بَأْسِها غُرَّةُ الجَوزاءِ تَنكَدِرُ مُعَلِّمونَ الوَغى أسيافُهُم بَرَقَتْ=ساروا و أَضحَت مناياهُم لها صِوَرُ حتى إذا أطنَبوا في كربلا عَلِمَتْ=أعداؤُهم أنَّهُم بالمَوتِ قد حَضَروا هناك سَعَّرَتِ الهَيجاءُ بادِرةً=فسَعَّرَ القَومُ في المَيدانِ ما بَدَروا أُسدٌ أغاروا بِأسيافِ الرَّدى فَلَهُم=أُنسٌ لِرَنَّتِها عن غَيرِها وَقِرُ كلٌّ ترى حاسِراً بالمَوتِ مُدَّرِعاً=مِن دونِ مَقدَمِهِ البَيداءُ تَنفَطِرُ هناك يَومٌ يُريحُ المَوتُ صاحِبَهُ=إذ لا تَقيهِ سِوى الأكفانُ و الحُفَرُ حتى إذا أَوفَوِا العَلْياءَ ما رَغِبَتْ=مِنْهُم ترى أنجُماً في الرَّملِ تَعتَفِرُ كلا إذا وَقَعَتْ في الطَّفِّ واقِعَةٌ=فالأرضُ راجِفةٌ و الطَّودُ مُنتَثِرُ هناك أجهَضَتِ البَوْغاءُ ما حَمَلَتْ=عَن صَيحَةٍ بُرِّزَتْ مِن أجلِها سَقَرُ عباسُ هذا إذا ما كَرَّ مُغتَضِباً=يَحيضُ عَن وَجَلٍ من صَوتِهِ الذَّكَرُ يَسطوا على أدْهَمٍ كالطَّودِ حافِرُهُ=ذو مِرَّةٍ في يَدَيهِ يَربِضُ القَدَرُ لم يَقتَحِم غازِياً إلا تَقَدَّمَهُ جَيْشٌ=مِنَ الرُّعبِ في الأحشاءِ يَنتَشِرُ لَيثُ العَرينِ الَّذي أطرافُهُ غُسِلَتْ=بالدَّمِ إذْ حارِساهُ الرُّعبُ و الخَطَرُ يَكِرُّ عَن مَبسَمٍ كاللَّيثِ مُبتَسِمٍ=عَن لَفظِ مُقْلَتِهِ الأقرانُ تَنقَهِرُ يَهوي عَلَيهِم بِصِلٍّ كالظَّلامِ له=حَدٌّ مِنَ الفَجرِ في الهاماتِ يَنْزَجِرُ لَهُ ذُبالٌ فُؤادُ المَوتِ غارِبُهُ=على نَجائِدِهِ الآجالُ تَنْتَظِرُ و طاعِنٌ تُتَّقى بالمَوْتِ طَعْنَتُهُ=و غامِرٌ في الوَغى في اللهِ مُنغَمِرُ لِسانُ صارِمِهِ آيَ العَذابِ تَلا=وَعظاً لِمَن كانَ في البَأساءِ يَدَّكِرُ و كَيفَ لا يَطْحَنُ الفُرسانَ صارِمُهُ=و زينبٌ خَرَجَتْ بالثَّوبِ تَعتَثِرُ تَدعوهُ يا كافِلي رَوِّ السِّقاءَ لنا=فإنَّ أطفالَكُم لِلْمَوتِ تَحْتَضِرُ فقالَ يا زينبٌ تَشكونَ مِن ظَمَأٍ=و طَوعُ سَيفي عُيونُ الماءِ تَنفَجِرُ و اللهِ لو سّدَّ ذو القَرنَينِ شاطِئَها=و الوَحْشُ مِنْ بَعدِهِ و الجِنُّ و البَشَرُ و ساقَ عِزريلُ ظَعْنَ المَوتِ يَتْبَعُهُ=جَيشٌ لِشَدّادَ دون الماءِ قد أُمِروا لَأحمِلَنَّ عَلَيهِم غَيْرَ مُكتَرِثٍ=و أقرَعَنَّ بِهم حتى و إنْ كَثُروا و أُنزِلُ البأسَ فيهم بَأْسَ مُقتَدِرٍ=حتى يَظُنَّ المَلا بأنَّهُم حُشِروا و أُشبِعَنَّ القنا طَعْناً بِوارِدِهِم=و أسقِيَنَّ الظُّبا فَتكاً إذا صَدَروا و أُسمِعَنَّ صَليلَ السَّيفِ واقِرَهُم=حتى إذا صارَ مَن في الشّامِ يَحتَضِرُ يا زَينبٌ إنَّني شِبلُ الذي ذُعِرَت=مِنْ حَدِّ صارِمِهِ الأَيامُ و العُصُرُ لأجلِبَنَّ فُراتَ الماءِ عِندَكُم=أو أجعَلَنَّ فُراتَ الدَّمِّ يَنهَمِرُ هذا أبا صالِحٍ عَن عَمِّكُم خَبَرٌ=إذْ أنتَ تَعلمُ حقاً ما هُوَ الخَبَرُ فَلَستُ أرثيهِ في حُزنِ القَصيدِ و هَلْ=يُرثى بحالِ الَّذي أفعالُهُ الدُّرَرُ فالقَتلُ عادَتُكُم و الله أكرَمَكُم=شهادةً في سنا الأمجادِ تَزْدَهِرُ لكِنَّهُ سَيِّدي هل أنَّ عادَتَكُم=تُسبى نِساؤُكُم بالكَفِّ تَسْتَتِرُ يَسوقُ ناقَتها العَجفاءَ ضارِبُها=و ذاكَ شاتِمُها مِن حالِها سَخِروا أهَل رَضيتُم لها شمرٌ يُعَنِّفُها=و هل قَبِلْتُم بِسَوطِ الزَّجرِ تَنْزَجِرُ لم أنسَ لا زينباً و هيَ الوَقورُ مَشَت=بينَ العِدا و العِدا لِشَخْصِها نَظَروا تَدعو لُيوثَ الوغى و هم بِمَصرَعِهم=هذا على وجهِهِ و ذاك مُعتَفِرُ و ذاك مِن دونِ رأسٍ غُسْلُهُ دَمُهُ=و ذاك مِن دونِ كَفٍّ رأسَهُ فَطَروا يا صاحِبَ الأمرِ عُذراً فالحَدِثُ جَوىً=و لا تَلُمني إذا ما مَنطِقي وَعِرُ مُصابُكُم قَد بَكَت كُلُّ العُيونِ له=و كلُّ قَلبٍ له بالهَمٍّ يَعتَصِرُ فَحَقَّ أن نَرْتَدي سودَ الثِّيابِ له=و حَقَّ أن يَرتَوي مِن دَمعِنا الحَجَرُ إلى متى الصَّبرُ يا مَولايَ في عَجَلٍ=أقدِم فقد مَسَّنا في بُعدِكَ الضَّررُ إلى متى الصَّبرُ و الإسلامُ مُغتَصَبٌ=و صارَ يَحكُمُهُ الكَذّابُ و الأَشِرُ مَوْلايَ أعلَمُ أنَّ الذَّنبَ ساتِرُنا=عَنكُم فَجِئنا بِكُم للهِ نَعتَذِرُ فاغفر لنا يا رجانا ذَنبَنا فَبِكُم=الفَضلُ و الجودُ و الإحسانُ يَنحَصِرُ بِحَقِّ مَن أسقَطوا في البابِ مُحسِنها=بِحَقِّ مَن ضِلعَها ظُلماً لها كَسَروا عُذراً أبا صالِحٍ أسرَفتُ مجتهِداً=مَقولةً يَحتويها السَّمعُ و البَصرُ و لَعنَةُ اللهِ دَوماً في الزَّمانِ على=مَن أجحدوا حقَّ آلِ البَيْتِ أو نَكروا صلى الإله عَلَيكُم سيدي أبداً=ما لاح نَجمُ السُّهى أو أشرقَ القَمَرُ محمد عبد الرضا الحرزي
Testing