آياتُ ذكرك لم تزل تتكررُ *** نغماً على شفة الزمان وتُذكرُ
آياتُ ذكرك لم تزل تتكررُ=نغماً على شفة الزمان وتُذكرُ
ورنين صوتك في مسامع اهلهِ=وعي ولكن أين من يتفكّرُ
آنست من وادي الحمى أنشودة=والقلب ينجد للغرام ويصحرُ
رقصت لها الأطيار فوق غصونها=ولكم شدا عودُ ورجع مزهرُ
وبراعمّ هبت بها ريح الصبا=والكل من تلك البراعم يقطرُ
وتفتح الورد الجميل فأعقبت=من نفثه طيباً ولكن أذفرُ
وتغيرت صور الحياة وإنها=صور الجمال تريك كيف تصورُ
والراقصات تبخرت في إفقها=طرباً وكانت قبل لا تتبخّرُ
حدّث بروح عن نفوس أولى النهى=يرويه من لم يكذبوا ويزورا
تاريخه يوم الغدير فإنه=يوم به ساد البرية حيدرُ
يومً أطل على الرسول بدربه=والمسلمين المهتدين فكبروا
وتباشرت تلك النفوس بما جرى=ولقد رأيت بأن ذلك يجدرُ
نزل الأمين لأحمد برسالةٍ=والأرض قفر والهجيرةُ تصهرُ
ملأ السراب فجاجها فكأنها=طبقات في الخيال وأبحرُ
ما مر فيها العيس الا وانثى=وارى اللهى والآل بحر يزخر
تلك الاماني للفتى يجعلنه=ملكاً ولكن نيلها يتعسرُ
لا يبلغ المجد الفتى بخياله=إن الخيال لفكرة تتبخرُ
ويضيع عمر المرء حتى أنه=يحيا على ذاك الخيال ويُقبرُ
بلغ رسالته وإلا لم تكن=بلغت في علم الهدى ما تؤمرُ
قل للبرية يومك إنهم=فلك يدور وأمر حيدر محور
وأشاع في دنيا الحجيج بأنه=أمر وتنفيذ الأوامر أجدرُ
حطوا ولكن لم يكن من ملجأ=فالصخر جمر والرمال تسعرُ
وجرى خفوق في القلوب لأنها=قد اضمرت حقداً به تتفجرُ
ورنت له تلك العيون فليتها=من بعد ما بصرت لا تبصرُ
لكنما تعمى القلوب وانما=في القلب نور منه عينك تنظرُ
كتل من البشر الذين تجمعوا=حول الرسول وعدهم لا يُحصرُ
كل تناسى ماله قد أوقفوا=بالله قل لي كيف ذلك يُغدرُ
الشمس يحجبها السحاب لفترةِ=فتمزق السحب الكثيف وتظهرُ
(أمر كما قال البداهة قائل=النور نور) ليس ذلك يُنكر
ومن الشذوذ بأن تكون مكابراً=فيه فيومُ غدير خُم أكبر
ورقى من الأحداج احمدُ منيراً=قد كان رمز الدين ذاك المنبرُ
فتخالُه طه فوقه=ناراً على علم أشم تنورُ
بل شمس قدس يستضاء بنورها=والعين إن قذيت به تقهرُ
بل نور رب عين البصيرة غفوة=بدت النواظر في عمى لا تشعرُ
وكذلك الحق المشين لأهله=يعدو ويقتل أهله ويدمرُ
ونتائج العقل السليم صحيحة=ان أتقن الانسانُ كيف يفكرُ
هل تطرب الصب المتيم بومة=والعندليبُ بصوته هل يُنكرُ ؟
وأطل في الجمع الغفير وكفه=شُفعت بكف بعد ذاك ستوتر
لم يخلق الرحمنُ أجمل منظراً=من حيدر في جنب طه يخطرُ
يا منظراً سلب القلوب بسحره=لم يبدُ للرائين مثللك منظرُ
منن من الرحمن يعسر عدها=لكنما نكرانها لا يعسرُ
سبحانك اللهم قد أكرمتنا ***بمحمد فهو البشر المنذرُ
نادى فكان نداؤه في نبرة=منها لتنتعش القلوب وتسكرُ
من كنت مولاه فهذا حيدر مولاه=هذا امر ربي فاذكروا
لا تحسدوه فانه هو خيركم=وحذار من أن تغدروه فتكفروا
فخذل الهي من بحيدر يغدرُ=وانصر الهي من لحيدر ينصرُ
واشهد عليهم انني بلغتهم=في شأن حيدر واجباً فتدبروا
أوضحت للحق الصراح طريقكم=وجعلتُ حيدر للطريق يؤشرُ
قم سائل النفر الأولى قد بخبخوا=وتجاهلوا الحق المبين وأنكروا
كيف استطاعوا نكر كل حقيبقة=وهي الغزالة في الضحى بل أنورُ
كيف استطاعوا جحد كل فضيلة=من دونها أم الفضائل تقصرُ
حتى الغدير رأوه وهو حقيقة=حلماً يطوف على العقول ويعبرُ
لله حق قد أضيع وانه=قبس يضيىء به القلوب وتزهرُ
ياباني الأسلام صرحاً شامخاً=ومبيد آساد الوغى اذ تزأرُ
ومكسر الاصنام حيث تجمعت=فكم استغاث يغوث وهو يزمجرُ
بك يستغيث الدين من فعل الأُلى=قد نافقوا في قولهم وتأمروا
فارحم صريحاً ضج محترق الحشى=عبثاً يجبل الطرف وهو محيرُ
واحفظ بقيته التي قد أصبحت=لو لا بقيتكم محمدُ – تهجرُ
يا صاحب الفتح المبين وانما=بجهاد مثلك يبتنى ويعمرُ
قم وانظر الدرب الذي عبدته=بمعارك ناجاك فيها الأبترُ
نعب الغراب ويالشؤم نعيبه=ببني الهدى فتراجعوا وتقهقروا
ساروا على الدرب الطويل وما دروا=فالدرب فيه تعرج وتعثرُ
ومشا على ذاك التعرج ولهاً=فتشتتوا فاستضعفوا فتحيروا
Testing
ومشا على ذاك التعرج ولهاً *** فتشتتوا فاستضعفوا فتحيروا