أثنت عليك بأسرها الدول
ديوان السيد حيدر الحلي
أثنتْ عليك بأسرها الدولُ=وتشوقتكَ الأعصرُ الأولُ
وأعدتَ للأيام جدَّتها=فاليوم عمر الدهر مقتبل
وأرى الممالك يا ابن بِجدتها=لكَ شكرُها كنداك متصل
أوسعتها وفضلتها كرماً=عنه يضيق السهلُ والجبل
وسبرتَ غور زمانها فغدا=لا جرحَ إلا وهو مندمل
ما في الحياة لخالعٍ أملٌ=أنتَ الحمامُ وسيفك الأجل
مَن ذا يردُّ لعزمتيكَ شباً=وشباكَ يقطع قبلَ ما يصل
إن تنتعلْ قممَ الملوك فقد=توجتهم بالفخر لو عقلوا
وطأتْ لك الدنيا بأخمصها=هممٌ بساطُ نعالها القلل
ولئن أقمتَ بحيث أنت وقد=أمنت بك الأقطار والسبل
فالأرض حيث تجوسها بلدٌ=والناس حيث تسوسها رجل
وإذا الصواهل أرعدتْ وعلى=برق الصوارم أمطر الأسلُ
وعلتْ رياح الموت خافقة ً=بأجش قسطه لها زجل
خضتَ السيوفَ وكلُها لجِجٌ=تحت الرماح وكلُها ظلل
وجنيتَ عزَّ الملك محتكماً من=حيث تنبت في الكلى الذُبل
ولديكَ آراءٌ مثقفة ٌ ما=مسها كمثقفٍ خطل
فإذا طعنتَ بها العدى وصلتْ=منهم لحيث السمرُ لا تصل
وعزائمٌ كالشهب ثاقبة ٌ=في كل ناحية ٍ لها شعل
قلْ للقبائل لا نعدُّكم جمعَ=القبائل كلها رجل
أسدٌ قلوبُ عداه من فرقِ=ذهلٌ ونابلُ فكره ثعل
فاطرحْ أحاديثَ الكرم=له فيه لكلِ منهم مثل
واتركْ تفاصيلَ الملوك=فقد أغنتكَ عنها هذه الجمل
يا ابن الوزارة أنت أوحدُها=لا راعها بفراقك الثكل
ومَن ادّعى للعين ليس=سوى انسانها ابنٌ تشهدُ المقل
فأقم وبدرُك كاملٌ أبداً=والبدر منتقصٌ ومكتمل
في دولة ٍ صلحتْ وزارتها=لكَ فهي تحسدُها بك الدول