شعراء أهل البيت عليهم السلام - غمضت بغتة جفون الفناء

عــــدد الأبـيـات
99
عدد المشاهدات
2234
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
27/12/2010
وقـــت الإضــافــة
2:03 صباحاً

غمضت بغتة ً جفونُ الفناءِ=فوق إنسانِ مقلة العلياءِ وله نقبّت بغاشية الحزن=محيّا الدنيا يدُ النكباء حمّلت وقر عبئها كاهلَ الدهر=فأمسى يرغو من الإعياء نكبة ٌ لم تدعْ جليداً على=الوجد ولا صابراً على اللأواء ليت أمّ الخطوب تعقمُ ماذا=أنتجت بغتة من الأرزاء؟‍ ولدت حين عنَّست هرماً ما=لم تلدْ مثله بوقت الصباء فأصابت يداه في حرم المجدِ=فؤادَ العليا بسهم القضاء فقضت نحبها، وغيرُ عجيبٍ=قد اُصيبت بأرأس الأعضاء يا صريعَ الحمام صلى عليك=الله من نازلِ بربع الفناء وسقى منه تربة ً ضمنت=جسمَك غيث الغفران والنعماء فحقيرٌ نوءُ الجفون وما قد=رُجفون السحاب والأنواء أين عيس المنون فيك استقلت=بالحصيف المضفّر الآراء ذهبت في معرس السفرِ جوداً=وروى حوَّم الأماني الظماء نعم ربُّ النديِّ حلماً إذا=النكباءُ طارت بحوبة الحلماء نعم ربُّ الحجى إذا أكل الطيشُ=حجى الحازمين في اللأواء نعم ربُّ الندى إذا كسع=الشولُ بأغبارِها عيالَ الشتاء نعم ربُّ القِرى إذا هبَّت الريح=شمالاً في الشتوة الغبراء نعم ربُّ الجفان ليلة َ يُمسى=بضياهنَّ مقمرُ الظلماء يا عفاء الأنام شرقاً وغرباً=دونكم فاحتبوا بثوب العفاء واقصروا أعينَ الرجاء قنوطاً=مَن إليه تمتدُّ في البأساء؟؟ وانحبوا عن حريق وجدٍ لمن=كان عليكم أحنى من الآباء "يستقلُ الحبا لكم إن وفدتم=ولو المشرقان بعضُ الحباء» لو بكته عيونكم وأفضن الأ=بحرُ السبع والحيا في البكاء لم تفوّه معشارَ ما قد=أفاضت لكم راحُ كفه البيضاء رحّلوا العيسَ قاصدين ضريحا=فيه ما فيه من على َ وسخاء واعقروا عنده وجلَّ عن=العقر قلوباً مطلولة السوداء جدثٌ ماء عيشكم غاض=فيه فانضحوا فوقه دمَ الأحشاء حلَّ فيه من قد كفى آدماً في=غيث جدواه عيلة الأبناء «ليت شعري أنّى دنا الموت=منه وهو في ربع عزّة ٍ قعساء» «هل أتاه مسترفداً حين=أعطى ما حوته يداه للفقراء» ودَّت المكرماتُ أن تفتديه=ببينها الماجد الكرماء هم مكانُ الجفون منها ولكن=هو في عينها مكان الضياء وهم في الحياة موتى ولكن=هو ميتٌ يعدّ في الأحياء فحبا نفسَه الردى إذ أتاه=مستميحاً يمشي على استحياء بعد ما عاشت العفاة زماناً=من نداه في أسبغ النعماء علمت فقرَها إليه ولم=تعلم إليه الردى من الفقراء ياعقيدي على الجوى كبر الخطبُ=فاهون بالدمعة البيضاء أجرِ من ذوب قلبك الدمعة الحمراء=حزناً في الوجنة الصفراء عودُ صبري من اللحا قد تعرّى=فانبذ الصبرَ لوعة ً في العراء إن تلسني عن ظلمة الكون لمّا=حُلن أنوارَ أرضه والسماء فهو أَثوابُ ليل حزن دجاه=طبّق الخافقين بالظلماء قد خفقن النجوم منه بجنحٍ=سامَ أنوارَهن بالإطفاء ولبدر الغبراء حال أخوه=بدرُ أهل الغباء والخضراء وإلى الشمس قد نعوه فماتت=جزعاً من سماع صوت النعاء وله غصَّ بالمصاب ولمّا=يتنفس حتى قضى ابن ذُكاء وقف المجد ناشداً يومَ أودى=شاحبَ الوجه كاسف الأضواء هل ترى صالحاً على الأرض=لما غاب فيها المهديُّ بدر العلاء قلت خفّض عليك من عظم=الأمر ونهنه من لوعة البرحاء ليس إلا محمدٌ صالحٌ يوجد=في الأرض من بني حواء في التقى والصلاح والزهد و=الخشية والنسك بل وحسن الرجاء هي في العالمين أجزاء=لكن هو كلٌّ لهذه الأجزاء وبيوم المعاد لو لقَى=الخلقَ بأعماله إلهُ السماء كان حقاً أن يعدم النار إذ=ليس نصيبٌ للنار في الأتقياء ليس ينفكّ للجميل قريباً=وبعيداً عن خطة الفحشاء ومهاباً له على أعين الدهر=قضى الكبرياءَ بالإغضاء وبليغاً قد انتظمن معانيه=بسلك الإعجاز للبلغاء وفصيحاً بنطقه يخرس=الدهرَ فما قدرُ سار الفصحاء فارسُ المشكلات إن ندبوه=لبيان المقالة العوصاء فهو من غرِّ لفظه يطعن=الثغرة َ منه بالحجة البيضاء واحدُ الفضل ماله فيه ثانِ=غير عبد الكريم غيث العطاء بعقود الثناء فخراً تحلّى=وتحلَّت به عقودُ الثناء الذكيُّ الذي إذا قمتَ أهلَ ا=لفضل فيه كانوا من الأغبياء والمصلّى للمجد خلف أخيه=في سباق الأشباه والنظراء ضربا في العُلى بعرقٍ كريمٍ=واحدٍ دون سائر الأكفاء ينتمي كلُّ واحدٍ منهما=عند انتساب الأبناء للآباء للكرام الأكفِّ تحسب فيهنَّ=يذوب الغمامُ يوم السخاء معشرُ المجد، شيعة الشرف=الباذخ، بيضُ الوجوه خضر الفِناء قد حباهم محمدٌ بجميل الذكر=إذ كان صالح الأنباء يقظُ القلب في حياطة دين اللّه=حتى في حالة الإغفاء ذو يمين بيضاء لم تتغيَّرْ=بأثام البيضاء والصفراء يا عليماً يصيب شاكلة=الغيب بتسديد أسهم الآراء وكظيماً للحزن يطوى حشاه=جلداً فوق زفرة ٍ خرساء لك ذلّت عرامة الدهر حتى=لك أمسى يُعدُّ في الوصفاء ملكت رقّه يمينك فالعالم=من رقّه من العتقاء ولئن قد أساء فالعبدُ للمولى=مسيءٌ جهلاً بغير اهتداء أنتَ أطلقت أسر أعوامه الغبر=من الجدب بالندى والسخاء فجنى ما جنى ، وغير عجيبٍ=إنما السوء عادة الطلقاءِ ولئن كان مسخطاً لك بالأمسِ=بهذي المصيبة الصّماء فلك اليوم في محمدٍ الندب=الرضا عنه فهو أعلى الرضاء ذو محيّاً كالبدر يقطر منه=مثل طلّ الأنداء ماءُ الحياء وعلاءٍ هي السماءُ، مساعيه=نجومٌ لألاؤها بالضياء ومزاياً لم أرض نظميَ فيها=ولو أنَّي نظمتُ شهبَ السماء أو فمُ الدهر كنتُ فيه لساناً=ناطقاً ما بلغتُ بعض الثناء دون أحصائها الكلامُ تناهى=فغدت مستحيلة الأحصاء تيَّمت قلبه حسانُ المعالي=بهواهنَّ، لا حسانُ الظباء وعلى الخلقَ خلقُه فاض=بالبشر فأزرى بالروضة الغنّاء خُلقٌ شفَّ، فالهواء كثيفٌ=عنده إن قرنته بالهواء أرضعته العلاءُ ثدياً وثدياً=رضِع المصطفى ابنُ أمِّ العلاء فهما في الزمان يقتسمان=الفخرَ دون الورى بحظٍ سواء ألفت نفسُه السماحَ فتيّاً=بُوركا من فتوة ٍ وفتاء وحوى الفضلَ يافعَ السنّ=لمّا فات شوطَ المشايخ العظماء يا رحابَ الصدور في كل=خطبٍ وثقالَ الحلوم عند البلاء لن تضلوا السبيلَ والبدرُ=هادٍ لكم في دجنَّة الغمّاء وأخوه محمدٌ حلمكم فيه=حسينَ رأسٍ لدى النكباء ولكم أوجهٌ بكل مهمٍّ ليس=منها يحول حسنُ الثناء ونفوسٌ إذا التقت بالرزايا=غير مضعوفة القوى باللقاء وكملس الصفا قلوبٌ لدى=الخطب بها رنَّ مقطعُ الأرزاء إن أسمكم حسنَ الأسى و=لأضعاف أساكم تضمَّنت أحشائي فلكم بعضكم ببعضٍ عزاءٌ=ولنا فيكم جميل العزاء
Testing