غـمـضـت بـغـتـة ً جــفـونُ
الـفـناءِ فــــوق إنــســانِ مـقـلـة
الـعـلـياءِ
ولــــه نــقـبّـت بـغـاشـية
الــحـزن مــحــيّـا الــدنــيـا يـــــدُ
الـنـكـبـاء
حـمّـلت وقــر عـبـئها كـاهلَ الـدهر فــأمـسـى يــرغــو مـــن
الإعــيـاء
نـكـبـة ٌ لـــم تـــدعْ جـلـيـداً عــلـى الــوجـد ولا صـابـراً عـلـى
الــلأواء
لــيـت أمّ الـخـطـوب تـعـقمُ
مــاذا أنــتــجـت بــغــتـة مـــــن الأرزاء؟
ولــدت حـيـن عـنَّـست هـرمـاً
مــا لـــم تــلـدْ مـثـلـه بـوقـت
الـصـباء
فـأصـابت يــداه فــي حـرم
الـمجدِ فــــؤادَ الـعـلـيـا بـسـهـم
الـقـضـاء
فـقـضـت نـحـبـها، وغــيـرُ
عـجـيبٍ قـــد اُصـيـبـت بـــأرأس
الأعــضـاء
يــا صـريـعَ الـحـمام صـلـى
عـلـيك الله مــــن نــــازلِ بــربـع
الـفـنـاء
وســقــى مــنــه تــربـة ً
ضـمـنـت جـسـمَك غـيـث الـغفران
والـنعماء
فـحـقـيرٌ نــوءُ الـجـفون ومــا
قــد رُجـــفــون الــسـحـاب
والأنــــواء
أيـن عـيس الـمنون فـيك
اسـتقلت بــالــحـصـيـف الــمــضــفّـر
الآراء
ذهـبـت فـي مـعرس الـسفرِ
جـوداً وروى حــــوَّم الأمــانــي
الـظـمـاء
نـــعـــم ربُّ الـــنــديِّ حــلــمـاً إذا الـنـكـباءُ طــارت بـحـوبة
الـحـلماء
نـعم ربُّ الـحجى إذا أكـل
الـطيشُ حــجـى الـحـازمـين فـــي
الــلأواء
نـــعــم ربُّ الـــنــدى إذا
كـــســع الــشـولُ بـأغـبارِها عـيـالَ
الـشـتاء
نـعـم ربُّ الـقِـرى إذا هـبَّـت
الـريح شــمــالاً فـــي الـشـتـوة
الـغـبـراء
نـعـم ربُّ الـجـفان لـيـلة َ
يُـمـسى بــضــيـاهـنَّ مــقــمـرُ
الــظـلـمـاء
يـــا عــفـاء الأنــام شـرقـاً
وغـربـاً دونــكـم فـاحـتـبوا بــثـوب
الـعـفاء
واقــصـروا أعـيـنَ الـرجـاء
قـنـوطاً مَــن إلـيـه تـمـتدُّ فــي
الـبـأساء؟؟
وانـحـبوا عــن حـريـق وجــدٍ
لـمن كـــان عـلـيكم أحـنـى مــن
الآبــاء
"يـسـتقلُ الـحـبا لـكـم إن
وفـدتـم ولــو الـمـشرقان بـعـضُ
الـحـباء»
لـــو بـكـتـه عـيـونـكم وأفـضـن
الأ بـحـرُ الـسـبع والـحـيا فــي
الـبـكاء
لــــم تــفــوّه مـعـشـارَ مـــا
قـــد أفـاضـت لـكـم راحُ كـفـه
الـبـيضاء
رحّـلـوا الـعـيسَ قـاصـدين
ضـريحا فـيـه مــا فـيه مـن عـلى َ
وسـخاء
واعــقــروا عــنــده وجــــلَّ
عـــن الـعـقـر قـلـوباً مـطـلولة
الـسـوداء
جــــدثٌ مــــاء عـيـشـكـم
غـــاض فـيـه فـانضحوا فـوقه دمَ
الأحـشاء
حـلَّ فـيه مـن قـد كـفى آدمـاً
فـي غــيــث جــــدواه عــيـلـة
الأبــنــاء
«لـيـت شـعـري أنّــى دنــا
الـموت مـنه وهـو فـي ربـع عزّة ٍ
قعساء»
«هــــل أتــــاه مـسـتـرفداً
حــيـن أعـطـى مــا حـوته يـداه
لـلفقراء»
ودَّت الــمــكـرمـاتُ أن
تــفــتـديـه بــبــيـنـهـا الــمــاجــد
الــكــرمــاء
هــم مـكـانُ الـجـفون مـنها
ولـكن هـــو فـــي عـيـنها مـكـان
الـضـياء
وهــم فــي الـحـياة مـوتـى ولـكـن هـــو مــيـتٌ يــعـدّ فـــي
الأحــيـاء
فــحـبـا نــفـسَـه الـــردى إذ
أتـــاه مـسـتميحاً يـمـشي عـلى
اسـتحياء
بــعـد مــا عـاشـت الـعـفاة
زمـانـاً مـــن نـــداه فــي أسـبـغ
الـنـعماء
عــلــمـت فــقـرَهـا إلــيــه
ولــــم تـعـلم إلـيـه الــردى مــن
الـفقراء
يـاعقيدي عـلى الجوى كبر
الخطبُ فـــاهـــون بــالـدمـعـة
الــبـيـضـاء
أجرِ من ذوب قلبك الدمعة الحمراء حــزنــاً فـــي الـوجـنـة
الـصـفـراء
عـودُ صـبري مـن الـلحا قـد
تـعرّى فـانـبذ الـصـبرَ لـوعـة ً فـي
الـعراء
إن تـلسني عـن ظـلمة الـكون
لـمّا حُــلــن أنـــوارَ أرضـــه
والـسـمـاء
فــهـو أَثـــوابُ لـيـل حــزن
دجــاه طـــبّــق الـخـافـقـيـن
بـالـظـلـماء
قـــد خـفـقن الـنـجوم مـنـه بـجـنحٍ ســــــامَ أنـــوارَهـــن
بــالإطــفـاء
ولــبــدر الــغـبـراء حــــال
أخـــوه بــــدرُ أهـــل الـغـبـاء
والـخـضـراء
وإلــى الـشمس قـد نـعوه
فـماتت جـزعـاً مــن سـمـاع صـوت
الـنعاء
ولــــه غــــصَّ بـالـمـصـاب
ولــمّـا يـتـنفس حـتـى قـضـى ابــن
ذُكــاء
وقـــف الـمـجد نـاشـداً يــومَ
أودى شـاحـبَ الـوجـه كـاسـف
الأضـواء
هـــل تـــرى صـالـحاً عـلـى
الأرض لـما غـاب فـيها الـمهديُّ بـدر
العلاء
قـلـت خـفّـض عـلـيك مــن
عـظـم الأمــر ونـهـنه مــن لـوعة
الـبرحاء
لــيـس إلا مـحـمـدٌ صــالـحٌ
يــوجـد فــــي الأرض مـــن بــنـي
حـــواء
فـــي الـتـقى والـصـلاح والـزهـد
و الخشية والنسك بل وحسن
الرجاء
هــــي فــــي الـعـالـمـين أجــــزاء لــكـن هـــو كـــلٌّ لـهـذه
الأجــزاء
وبـــيــوم الــمــعـاد لـــــو
لــقَــى الـخـلـقَ بـأعـمـاله إلـــهُ
الـسـمـاء
كــــان حــقـاً أن يــعـدم الــنـار
إذ لـيـس نـصـيبٌ لـلـنار فـي
الأتـقياء
لــيــس يــنـفـكّ لـلـجـميل
قـريـبـاً وبـعـيـداً عـــن خــطـة
الـفـحـشاء
ومـهـابـاً لــه عـلـى أعـيـن
الـدهـر قـــضـــى الــكـبـريـاءَ
بــالإغــضـاء
وبـلـيـغـاً قــــد انـتـظـمن
مـعـانـيه بــســلــك الإعـــجـــاز
لــلـبـلـغـاء
وفــصــيـحـاً بــنـطـقـه
يـــخــرس الـدهـرَ فـمـا قــدرُ سـار
الـفصحاء
فــــارسُ الـمـشـكلات إن
نــدبـوه لــبــيــان الــمــقـالـة
الــعــوصـاء
فــهـو مـــن غـــرِّ لـفـظـه
يـطـعن الـثـغـرة َ مــنـه بـالـحـجة
الـبـيضاء
واحـــدُ الـفـضـل مـالـه فـيـه
ثــانِ غـيـر عـبـد الـكـريم غـيـث
الـعطاء
بــعـقـود الــثـنـاء فــخــراً
تـحـلّـى وتــحــلَّـت بـــــه عــقــودُ
الــثـنـاء
الــذكـيُّ الـــذي إذا قـمـتَ أهــلَ
ا لـفـضل فـيـه كـانـوا مــن الأغـبـياء
والـمـصـلّى لـلـمـجد خـلـف
أخـيـه فـــي ســبـاق الأشـبـاه
والـنـظراء
ضـربـا فــي الـعُـلى بـعـرقٍ
كـريـمٍ واحــــــدٍ دون ســـائــر
الأكـــفــاء
يــنـتـمـي كــــلُّ واحــــدٍ
مـنـهـمـا عــنــد انــتـسـاب الأبــنـاء
لــلآبـاء
لـلـكـرام الأكـــفِّ تـحـسب
فـيـهنَّ يـــذوب الـغـمـامُ يـــوم
الـسـخـاء
مـعـشرُ الـمـجد، شـيـعة
الـشـرف الـباذخ، بـيضُ الـوجوه خـضر
الفِناء
قــد حـبـاهم مـحمدٌ بـجميل
الـذكر إذ كـــــــان صــــالـــح
الأنــــبـــاء
يـقظُ الـقلب فـي حـياطة دين
اللّه حـــتــى فـــــي حــالــة
الإغــفــاء
ذو يــمـيـن بــيـضـاء لــــم
تـتـغـيَّرْ بـــأثـــام الــبـيـضـاء
والــصــفـراء
يـــــا عـلـيـمـاً يــصـيـب
شــاكـلـة الــغـيـب بـتـسـديـد أســهـم
الآراء
وكـظـيـماً لـلـحزن يـطـوى
حـشـاه جــلــداً فــــوق زفـــرة ٍ
خــرسـاء
لـــك ذلّــت عـرامـة الـدهـر
حـتـى لــك أمـسـى يُـعـدُّ فــي
الـوصـفاء
مــلـكـت رقّـــه يـمـيـنك
فـالـعـالم مـــــن رقّـــــه مـــــن
الــعـتـقـاء
ولـئـن قــد أســاء فـالعبدُ
لـلمولى مــســيءٌ جــهــلاً بــغـيـر
اهــتـداء
أنــتَ أطـلقت أسـر أعـوامه
الـغبر مـــن الــجـدب بـالـندى
والـسـخاء
فـجـنى مــا جـنـى ، وغـيـر
عـجيبٍ إنــمــا الــســوء عـــادة
الـطـلـقاءِ
ولـئـن كـان مـسخطاً لـك
بـالأمسِ بـــهـــذي الــمـصـيـبـة
الــصّــمـاء
فـلـك الـيـوم فــي مـحـمدٍ
الـنـدب الـرضـا عـنـه فـهـو أعـلـى
الـرضاء
ذو مــحـيّـاً كـالـبـدر يـقـطـر
مــنـه مــثـل طــلّ الأنــداء مــاءُ
الـحـياء
وعـــلاءٍ هـــي الـسـماءُ،
مـسـاعيه نــــجـــومٌ لألاؤهــــــا
بــالــضـيـاء
ومــزايـاً لـــم أرض نـظـميَ
فـيـها ولــو أنَّــي نـظمتُ شـهبَ
الـسماء
أو فــمُ الـدهـر كـنـتُ فـيـه
لـسـاناً نـاطـقـاً مـــا بـلـغتُ بـعـض
الـثـناء
دون أحـصـائـهـا الــكــلامُ
تــنـاهـى فـــغــدت مـسـتـحـيلة
الأحــصــاء
تـيَّـمـت قـلـبـه حــسـانُ
الـمـعالي بــهــواهـنَّ، لا حـــســانُ
الــظـبـاء
وعــلــى الــخـلـقَ خـلـقُـه
فـــاض بـالـبشر فــأزرى بـالـروضة الـغـنّاء
خُــلــقٌ شـــفَّ، فـالـهـواء
كـثـيـفٌ عـــنـــده إن قــرنــتــه
بــالــهـواء
أرضــعـتـه الــعــلاءُ ثــديــاً
وثــديـاً رضِــع الـمـصطفى ابــنُ أمِّ
الـعلاء
فـهـمـا فـــي الــزمـان
يـقـتسمان الـفـخرَ دون الــورى بـحـظٍ
سـواء
ألــفــت نــفـسُـه الـسـمـاحَ
فـتـيّـاً بُـــوركــا مـــــن فــتــوة ٍ
وفــتــاء
وحــــوى الـفـضـلَ يــافـعَ
الــسـنّ لـمّا فـات شـوطَ المشايخ
العظماء
يـــا رحـــابَ الــصـدور فــي
كــل خـطـبٍ وثـقالَ الـحلوم عـند
الـبلاء
لــــن تــضـلـوا الـسـبـيلَ
والــبـدرُ هـــادٍ لــكـم فـــي دجــنَّـة
الـغـمّاء
وأخــــوه مـحـمـدٌ حـلـمـكم
فــيـه حــســيـنَ رأسٍ لـــــدى
الـنـكـبـاء
ولــكـم أوجــهٌ بـكـل مـهـمٍّ
لـيـس مــنـهـا يــحــول حــســنُ
الــثـنـاء
ونــفــوسٌ إذا الــتـقـت
بــالـرزايـا غــيـر مـضـعـوفة الــقـوى بـالـلقاء
وكـمـلـس الـصـفـا قــلـوبٌ
لـــدى الـخـطـب بــهـا رنَّ مـقـطعُ الأرزاء
إن أســمـكـم حــســنَ الأســـى
و لأضـعاف أسـاكم تـضمَّنت
أحشائي
فــلـكـم بـعـضـكم بـبـعـضٍ
عـــزاءٌ ولــنــا فــيـكـم جــمـيـل
الــعــزاء