كـذا يـلج الـموتُ غـابَ
الأسـودُ وتُـدفـن رضـوى بـبطن
الـلحود
كــذا يُـسـتباح حـريـمُ الـعُلى
و تـهوى بـدور الهدى في
الصعيد
بـنـفسيَ مــن لــم يـرثـه ذووه غــيــر عـــلاءٍ ومــجـدٍ
مـشـيـد
وكُــبَّـت جـفـانُ الـقِـرى
بـعـده ونـيـرانـهـا رُمــيــت
بـالـخـمود
حـلفَ الـندى وشـقيق
الـسماح لـيـومك هــولٌ كـيـوم
الــورود
سُـقيت الحيا لست أنت
الفقيد ولــكـنَّ صـبـريَ عـيـنُ
الـفـقيد
فـلا قـلتُ بـعدك لـلعيش
طـب ولا قـلتُ بعدك للسحب
جودي
لـقد دلَّ مـجدُك هـذا
الـطريفَ عـلـى مـجد قـومك ذاك
الـتليد
بـنـي هـاشمٍ هـم عـقودٌ
وأنـتَ واســطـة ٌ بـيـن تـلـك
الـعـقود
ولــو كـان يُـدفع ريـبُ
الـمنون عـن الـمرء فـي عُـدَّة ٍ أو
عديد
لـقـامت تـقـيك الــردى فـتـية
ٌ تُــــذمُّ إذا شُــبّـهـت
بــالأُسـود
صِــبــاحُ الــوجـوه
وأسـيـافـهم مـن الـموت تُـطبع لا من
حديد
وتــغــدو الـمـنـايـا
بـأرمـاحـهم شــوارعَ مــا بـين حـمرٍ
وسـود
ولـكـنَّه لـمـوتُ لا مـانـعٌ
لـمـن رام مــــن ســــادة ٍ أو
عـبـيـد
عــزاءً أبــا «صـالحٍ» لا
فـجعتَ مـن بـعد هـذا الـمصاب
الكؤود
فـحلمُك أرسـى مـن
الراسيات ولـيـس شـبيهٌ لـه فـي
الـوجود
وجاراك في الفخر أهلُ السباق ولــكـن سـبـقـت لـشـأوٍ
بـعـيد
فـأصـبح شـأنُـهم فــي
انـحـدارٍ وشـأنك عـنهم غـدا فـي
صعود
ومــا مــرَّ يــومٌ جـديـدٌ
عـلـيك إلا ظــهــرت بــفـضـلٍ
جــديـد
لـئن ساءك الدهرُ في
«جعفرٍ» فــإنَّ الإســاءة َ شــأنُ
الـعـبيد