أطــار بــكَ الـناعي فـؤادَ الـعُلى
ذُعـرا غـداة َ نـعى فـي نـعيك الـمجدَ
والفخرا
دعــا بــك فـابـيضَّت لـنعيكَ عـينُها
مـن الــحـزن وارفــضَّـت مـدامـعُـها
حـمـرا
بـكـتكَ فـجـارت جــود كـفيك إذ
جـرت بـدمعٍ تـعدّى الـقطرَ إذ سـاجل
الـقطرا
ألا إنَّ روضَ الــمــكـرمـات
بــرغـمـهـا ذوي بـعدما قـد كـان غـضَّ الـحيا
نضرا
وتـلك قـناة ُ الـعزِّ طـارت بـكفه
شظايا إلـــــى أن كــلــهـا نـــفــدت
كــســرا
فــيـا مـوحـشـاً نــادى الـنـهى
بـرحـيله ويــا تـاركـاً عـيـن الـنـدى أسـفاً
عـبرى
لـيـومك جــرحٌ فــي حـشـا الـمجد
لـم يـجـد مـعالجهُ طـولَ الـزمان لـه
سـبرا
أصـــاب الـــردى لـمّـا أصـابـك
مـقـتلاً مـن الـحسب الـسامي بـه قتل
الصبرا
وغـــادر أفـــقَ الـمـجـدِ أغــبـر
قـاتـمـا يـحـثو الـثـرى لـمّـا تـوسَّـد فـي
الـغبرا
لــمـن بـعـدك الـفـيحاءُ تـذخـر
دمـعَـها وقــد كـنـت عـنـد الـنائبات لـها
ذخـرا؟
حــرامٌ بــأن يُـهـدي بـهـا عـاطـرُ
الـثـنا فـبـعد عــروس سـائرُ الـدهر لا
عـطرا
بلى فلتكن في النوح «خنساء» عصرها وإن جـلَّ عـن صـخرٍ «سـليمانها»
قدرا
قــفـا نـاشـداهـا أيـــن بـــان
عـمـيدُها وهـــل بـعـده حــامٍ تـسـدُّ بــه
ثـغـرا؟
غـدت بـين ذؤبان الخطوب فريسة ً
بها كـيف شـاءت تـنشب الـناب
والـظفرا؟
مـضى ابـنُ جـلاها لا ومثواه لا ترى
من الـقـوم مــن يـجلو دجـى هـمها الـدهرا
أمـــرَّ لـديـها الـعـيشُ بـعـد افـتـقاده
و كــــان حـــلا فــيـه لأبـنـائـها
عــصـرا؟
فــعـذراً إذاً إن تـشـتـك الـيـتـمَ
بــعـده فـقـد فـقـدتْ مـنـه أبــاً لــم يـزل
بـرّا
بــرغـم أخــيـه الــجـود ودّع
شـخـصَـه وعـــاد إلـــى لـقـيـاه يـنـتظر
الـحـشرا
فـفـي الـقـلب مـنـه كـلـما مـرَّ
خـاطرٌ تــذكّـر مـحـزونـاً وأنـــي لــه
الـذكـرى
فـتـى ً شــدَّ أزرَ الـمـجد فـيـه
أطـايـبٌ عـلـى عـفـة ٍ مـنذ ارتـدوا شـدّوا
الأزرا
كــرامٌ عـلـى أولــي الـزمـان
رحـابُـهم لـمـنتجعى مـعـروفهم لـم تـزل
خُـضرا
لـهـم شــرفُ الـبـيت الـقديم
ووفـدُهم يـحـيّـون فــيـه مـنـهـم الـبـدرَ
فـالـبدرا
ثــلـمـن الـمـنـايـا عــزَّهـم
"بـمـحـمدٍ" فـشـلَّـت يـــدٌ فـيـهـا تـنـاولـنه
قــسـرا
فـتى ً كـان سـيفاً فـاصلاً فـي يد
العُلى يــقـدُّ ولـــو لاقـــى ضـريـيـته
الـدهـرا
وكـان لـها فـي نـحرها عـقد سؤددٍ
فلو شــعـرت يـومـاً بــه بـاهـت
الـشـعرى
تــرى هــل درى نـاعـيه أن نـعـيَّه
مــن الـشـرف الـوضّاح قـد قـصم
الـظهرا؟
وحــرَّ بــه قـلـب الـنهى فـكأنما
سـرى بــيــن أضـــلاع الـنـهـى نـعـيُـه
جــمـرا
فـيا حـامليه هـل عـلمتم بـأنكم
حـملتم عــلــى أعــــواده الـنـهـى َ
والأمـــرا؟
ويــا دافـنـيه فــي الـثـرى هـل
عـلمتمُ بـأنـكـمُ واريــتـمُ فــي الـثـرى
بـحـرا؟
لـقـد كـان إن جـن الـدجى لـيلَ
حـادثٍ يـشـقُّ لـهـا مــن نــور طـلـعته
فـجـرا
أغـــرُّ إذا مـــا قــطـبَّ الــعـامُ
مـجـدباً تــبـسَّـم فــيــه لـلـنـدى وجـــلا
ثــغـرا
وإن قـبـضـت يـمـنـى الــكـرام
بـنـانَـها مـخـافة إعـسـارٍ بــه بـسـط
الـيـسرى
ضـحـوك الـمـحيا بُـوركـت مـنه طـلعة ٌ تـشـعُّ لـو اسـتقطرتها قـطرت
بـشرى
إذا مــا نـشـرنا فــي الـمـجالس
ذكـرَه تـــأرَّج فـــي الـدنـيـا فـطـبّـقها
نـشـرا
لـئن غـاب فـهو الـبدر موفٍ فقد
مضى وأعـقب فـي أفـق الـعُلى أنـجماً
زهـرا
ومــا مـخـدرٌ أخـلـى الـردى مـنه
غـابه إذا مــنـعـت أشـبـالـه بــعـده
الــخـدرا
غــطـارفـة ٌ غـــرُّ الـمـسـاعي
تـقـيّـلوا أبــــاً فــأبــاً كــانـوا غـطـارفـة ً
غـــرّا
إذا فــوخــروا يــومــاً أتــــوا
بـأبـيـهـم وعــدُّوا مـزايـاهم فـقـيل كـفـى
فـخرا
بــحـارٌ ولـكـن فــي يــدي كــل
واحــدٍ نــشـأن لـمـرتاد الـنـهى أبـحـرٌ
عـشـرا
لــقــد عــذبـوا بــيـن الأنـــام
خـلائـقـاً تـرشّـفها حـتـى انـتـشى كـلّـهم
سـكرا
مـناجيبُ قـد أفـنى الـتراثَ على
الندى أبـوهم وأبـقى فـي الـعُلى لهم
الذكرى
مـضـى مَــن نـضت أمُّ الـفخار
حـدادَها عـلـيـه ولــم تـمـسح مـفـارقها
الـغـبرا
وقـــد أودعــت شـطـراً بـلـحد
مـحـمدٍ ولـحـد "سـلـيمانٍ" بـه أودعـت
شـطرا
فـلا يـشمت الـحسّادُ فـي مـوت
مـاجدٍ قـضـى حـين وافـته الـملائكُ
بـالبشرى
فـهـذا عـلـى ُّ الـقـدر قــام مـن
الـعُلى مـقـامَ "سـلـيمانٍ" فـزيـدت بــه
فـخرا
خـضـمُّ نــدى ً مـا الـبحرُ يـطفح
مـوجه بــأغـزر لــجـاً مـــن بـنـانـته
الـصـغرى
وهـضـبة حـلـمٍ لــو وزنــت بــه
الـورى وجــدتـهـم فــــي جــنـبـه كــلَّـهـم
ذرّا
وراءكـــــم يـــــا حــاســديـه
مــكـانـه بــأنـديـة الـعـلـيا فـــإنَّ لـــه
الــصـدرا
وكـــم مــوكـبٍ لـلـفخر ضـمّـكم
مـعـاً فـكـنـتم بـغـاثاً وهــو كــان بــه
صـقـرا
أخــو أخـوة ٍ فـي الـمكرمات
جـميعهم أتـوا شـرَعاً فاستغرقوا الحمد
والشكرا
عـلـيُّـهم فـــي الـمـجد مـحـسنُهم
بــدا ومـحـسـنـهم مـنـسـيُّهم نــائـلاً
غــمـرا
بــنـي الـحـلـم أنــتـم أرســـخ
الـنـاس هـضبة ً وأرحـبهم فـي كل نازلة ٍ
صدرا
نــقـول لــكـم صــبـراً ونـعـلـم
أنــكـم أجـــلُّ ولــكـنْ عـــادة ٌ قـولـنـا
صـبـرا
لـــكــم خـــتــم اللهُ الــرزايــا
بــهــذه فـــلا طـرقـت أبـيـاتكم بـعـدها
أخــرى