شعراء أهل البيت عليهم السلام - أطار بك الناعي فؤاد العلى ذعرا

عــــدد الأبـيـات
54
عدد المشاهدات
1798
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
27/12/2010
وقـــت الإضــافــة
1:52 صباحاً

أطار بكَ الناعي فؤادَ العُلى ذُعرا=غداة َ نعى في نعيك المجدَ والفخرا دعا بك فابيضَّت لنعيكَ عينُها من=الحزن وارفضَّت مدامعُها حمرا بكتكَ فجارت جود كفيك إذ جرت=بدمعٍ تعدّى القطرَ إذ ساجل القطرا ألا إنَّ روضَ المكرمات برغمها=ذوي بعدما قد كان غضَّ الحيا نضرا وتلك قناة ُ العزِّ طارت بكفه شظايا=إلى أن كلها نفدت كسرا فيا موحشاً نادى النهى برحيله=ويا تاركاً عين الندى أسفاً عبرى ليومك جرحٌ في حشا المجد لم=يجد معالجهُ طولَ الزمان له سبرا أصاب الردى لمّا أصابك مقتلاً=من الحسب السامي به قتل الصبرا وغادر أفقَ المجدِ أغبر قاتما=يحثو الثرى لمّا توسَّد في الغبرا لمن بعدك الفيحاءُ تذخر دمعَها=وقد كنت عند النائبات لها ذخرا؟ حرامٌ بأن يُهدي بها عاطرُ الثنا=فبعد عروس سائرُ الدهر لا عطرا بلى فلتكن في النوح «خنساء» عصرها=وإن جلَّ عن صخرٍ «سليمانها» قدرا قفا ناشداها أين بان عميدُها=وهل بعده حامٍ تسدُّ به ثغرا؟ غدت بين ذؤبان الخطوب فريسة ً بها=كيف شاءت تنشب الناب والظفرا؟ مضى ابنُ جلاها لا ومثواه لا ترى من=القوم من يجلو دجى همها الدهرا أمرَّ لديها العيشُ بعد افتقاده و=كان حلا فيه لأبنائها عصرا؟ فعذراً إذاً إن تشتك اليتمَ بعده=فقد فقدتْ منه أباً لم يزل برّا برغم أخيه الجود ودّع شخصَه=وعاد إلى لقياه ينتظر الحشرا ففي القلب منه كلما مرَّ خاطرٌ=تذكّر محزوناً وأني له الذكرى فتى ً شدَّ أزرَ المجد فيه أطايبٌ=على عفة ٍ منذ ارتدوا شدّوا الأزرا كرامٌ على أولي الزمان رحابُهم=لمنتجعى معروفهم لم تزل خُضرا لهم شرفُ البيت القديم ووفدُهم=يحيّون فيه منهم البدرَ فالبدرا ثلمن المنايا عزَّهم "بمحمدٍ"=فشلَّت يدٌ فيها تناولنه قسرا فتى ً كان سيفاً فاصلاً في يد العُلى=يقدُّ ولو لاقى ضرييته الدهرا وكان لها في نحرها عقد سؤددٍ فلو=شعرت يوماً به باهت الشعرى ترى هل درى ناعيه أن نعيَّه من=الشرف الوضّاح قد قصم الظهرا؟ وحرَّ به قلب النهى فكأنما سرى=بين أضلاع النهى نعيُه جمرا فيا حامليه هل علمتم بأنكم حملتم=على أعواده النهى َ والأمرا؟ ويا دافنيه في الثرى هل علمتمُ=بأنكمُ واريتمُ في الثرى بحرا؟ لقد كان إن جن الدجى ليلَ حادثٍ=يشقُّ لها من نور طلعته فجرا أغرُّ إذا ما قطبَّ العامُ مجدباً=تبسَّم فيه للندى وجلا ثغرا وإن قبضت يمنى الكرام بنانَها=مخافة إعسارٍ به بسط اليسرى ضحوك المحيا بُوركت منه طلعة ٌ=تشعُّ لو استقطرتها قطرت بشرى إذا ما نشرنا في المجالس ذكرَه=تأرَّج في الدنيا فطبّقها نشرا لئن غاب فهو البدر موفٍ فقد مضى=وأعقب في أفق العُلى أنجماً زهرا وما مخدرٌ أخلى الردى منه غابه=إذا منعت أشباله بعده الخدرا غطارفة ٌ غرُّ المساعي تقيّلوا=أباً فأباً كانوا غطارفة ً غرّا إذا فوخروا يوماً أتوا بأبيهم=وعدُّوا مزاياهم فقيل كفى فخرا بحارٌ ولكن في يدي كل واحدٍ=نشأن لمرتاد النهى أبحرٌ عشرا لقد عذبوا بين الأنام خلائقاً=ترشّفها حتى انتشى كلّهم سكرا مناجيبُ قد أفنى التراثَ على الندى=أبوهم وأبقى في العُلى لهم الذكرى مضى مَن نضت أمُّ الفخار حدادَها=عليه ولم تمسح مفارقها الغبرا وقد أودعت شطراً بلحد محمدٍ=ولحد "سليمانٍ" به أودعت شطرا فلا يشمت الحسّادُ في موت ماجدٍ=قضى حين وافته الملائكُ بالبشرى فهذا على ُّ القدر قام من العُلى=مقامَ "سليمانٍ" فزيدت به فخرا خضمُّ ندى ً ما البحرُ يطفح موجه=بأغزر لجاً من بنانته الصغرى وهضبة حلمٍ لو وزنت به الورى=وجدتهم في جنبه كلَّهم ذرّا وراءكم يا حاسديه مكانه=بأندية العليا فإنَّ له الصدرا وكم موكبٍ للفخر ضمّكم معاً=فكنتم بغاثاً وهو كان به صقرا أخو أخوة ٍ في المكرمات جميعهم=أتوا شرَعاً فاستغرقوا الحمد والشكرا عليُّهم في المجد محسنُهم بدا=ومحسنهم منسيُّهم نائلاً غمرا بني الحلم أنتم أرسخ الناس=هضبة ً وأرحبهم في كل نازلة ٍ صدرا نقول لكم صبراً ونعلم أنكم=أجلُّ ولكنْ عادة ٌ قولنا صبرا لكم ختم اللهُ الرزايا بهذه=فلا طرقت أبياتكم بعدها أخرى
Testing