ألم يأن للبتار لا يألف الغمدا - في استنهاض الحجة (عج)
الشيخ علي بن محمد بن حسين الصحاف
ألم يأن للبتار لا يألف الغمدا=يروي شباه من دمامهج الاعدا
سراة بني عدنان من لوليهم=حسين بأرض الطف صاروا له جندا
وباعوا على الله العلي نفوسهم=لكي يحفظوه فاشتراها له نقدا
رجال لعمري لا يضام نزيلها=وإن نزلوا يوم الحروب تخل سدا
هم الصادقون الراشدون لانهم=قضوا ما عليهم في سجل القضا رشدا
وحيث اجتباهم ذوالجلال وخصهم=بمن كان خير المرسلين له جدا
قد اتخذوا السمر الرماح معارجا=إلى الله حتى أنهم قارنوا السعدا
وزانوا جنان الخلد حين حوتهم=ونالوا بها الرضوان والفوز والخلدا
فصار حسين يستغيث ولا يرى=مغيثا سوى رن الحسام على الاعدا
يديرهم في دائرات من الردى=دواهي لا تنتجن إلا لهم وردا
أحاط بكل الجيش ظهرا وباطنا=وكيف وكل الجيش قد عده عدا
إلى أن تجلى بين مشكاة صدره=خماسي أركان هوى ملكا فردا
تروح عليه العاديات وتغتدي=ترضض منه الظهر والصدر والزندا
بأهلي وبي من جسمه عطر الثرى=ففاق شذاها (1) المسك والند والوردا
ومن عجب الاشياء أن كريمه=على رأس رمح يكثر الشكر والحمدا
وزينب ما بين النساء من الاسى=تكابد ما أوهى (2)حشاها وما أودى (3)
فلله من خطب دهى قلب زينب=تكاد تخر الشم من عظمه هدا
ألا أيها الساري على كور ضامر=يجوب (4) جيوب (5) الحزن (6) في طيه البيدا
تكفل رعاك الله مني رسالة=تبلغها الكرار من بالهدى أهدى
وقف بالغري واقرا السلام على الولي=أبا الاوليا من بالحرايب قد عدا
وناديه يا غوث الصريخ ألا ترى=بعينك أشبالا لك افترشت وهدا
أبا حسن العلام عالم دعوتي=وسامع ما أخفى الضمير وما أبدى
ألم تريا مولاي ما نال آلكم=بفقد حسين حين أن اسكن الخلدا
بأن بني سفيان قد سلبت لكم=فراقد لما تعرف السلب والفقدا
تجرت عليهن الاعادي جرأة=وقد سلبوها المرط (7) والقرّط (8) والعقدا (9)
وإن تلوعن عين المسلب المت=بضرب سياط اللين في جنبها جلدا
وشبوا بيوت الال من بعد نهبها=وكانت تغيث الخائفين كذا الوفدا
وإن اللواتي قارن الصون حجبها=سبتها العدى من بعد ما انتهبوا الرفدا
على هزل يطوي بها السير لاترى=لهن وطا من قتبهن ولا قتدا