حتام قلبي يلقى في الهوى نصبا - في رثاء سيد الشهداء (ع)
الشيخ محمد الملا
حتام قلبي يلقى في الهوى نصبا=ولم ينل بلقى أحبابه إربا
ظنوا فيا ليت لا ظنوا بقربهم=لما سرت لا سرى أجمالها خببا
لم تنبعث سحب عيني في مدامعها=إلا وقلبي في نار الأسى التهبا
قد كان غصن شبابي يانعاً فذوى=والانس بعد شروق بدره غربا
ياجيرة الحيّ حيا الغيث معهدكم=فليس ينفك فيه وأكفا سربا
إن تسألوا الحب لا تلفوه منتسبا=إلا إليّ ، إذا حققتم النسبا
قلبتموني على جمر العباد وما=رأيت قلبي إلى السلوان منقلبا
في كل آنٍ إليّ الدهر مقتحما=من الخطوب يقود الجحفل اللجبا
فكيف اوليه حمداً في إسائته=لأحمد وبنيه السادة النجبا
رماهم بسهام الحتف عن حنق=وكلهن بقلب الدين قد نشبا
قاسى محمد من أعدائه كربا=معشارهن شجاه ينسف الهضبا
فبالوصية للكرار بلّغ في=خمٍّ وأسمع كل الناس مذ خطبا
فارتاب فيه الذي في قلبه مرض=وفيه آمن مَن لا يعرف الريبا
حتى إذا صادف الهادي منيّته=ونحو أكرم دار مسرعاً ذهبا
صدّت بنو قيلة عن نهجه حسداً=والكل منهم لغصب الآل قد وثبا
أضحت تقود عليا وهو سيدها=كرهاً لبيعة من غير الضلال أبى
ماذا الذي استسهلوا مما جنوه على=مَن بالمناقب ساد العجم والعربا
إسقاطهم لجنين الطهر فاطمة=أم وضعهم حول باب المنزل الحطبا
أم ضرب رأس علي بالحسام ومن=دمائه شيبه قد راح مختضبا
أم شربة السم إذ دسّت إلى حسن=منها ومن شربها كأس الردى شربا
قد جلّ رزء الزكي المجتبى حسن=لكن رزء حسين قد سمى رتبا
إن قطّع السم منه في حرارته=أحشاه والقلب منه كابد الوصبا
فإن حرّ الظما من صنوه قطع=الأحشاء من حيث قد أذكى بها لهبا
وإن اصيب له في خنجر فخذ=فالسبط بالباترات البيض قد ضُربا
أو صيّرت نعشه حرب لأسهمها=مرمىً ولم يرعووا أو يرعوا النسبا
فإن جسم حسين يوم مصرعه=درية لسهام القوم قد نُصبا
أو أنهم سلبوا منه عمامته=فبعد قتل حسين جسمه سلبا
وإن قضى حسن تلقاء اسرته=فالسبط بات بأرض الطف مغتربا
ومذ قضى حسن ألفت جنازته=التشييع والندبَ حتى أودع التربا
والسبط لما قضى لم يلف من أحد=سوى نساه تصوب الدمع منسكبا
أو دفنه القوم تلقا جدّه منعوا=وغيره جاور المختار مغتصبا
فالسبط عن دفنه أعداءه منعوا=حتى أقام ثلاثاً بالعرى تربا
وإن رآه حسين في الفراش لقىً=وحوله معشر من قومه نجبا
فقد رأى السبط زين العابدين لقى=وآله حوله صرعى بحرّ ربى