خليليّ ماذا بالعشي ترجل=إزاء رسومٍ دارسات وجندل
وماذا سلوّي هتن عارضها وما=بموحشها أنسي وماذا مؤملي
أيحسب وجدي أن وجدي دالهٌ=بواكف أطلالٍ و بارق هوجل
أيحسب إذ يسلوا بشاهد ما عفا=أيحسب أن هذا سؤالي وسؤللي
فلا أبلغ الله الأماني إذا صبا=فؤادي بها عن ندب ماضٍ بما يلي
ولا أعذرت عيني إذا كلّت البكا=ولا أرتفعت كفي لشكوى تمللي
ولا زلت مفؤود الفؤاد ولم يزل=على كل مفؤود فؤادي يصطلي
إلى أن يرِق الصخر والوحش بالفلا=لحالي ويدوي عند جن تعللي
وتذهل عما أرضعت كل مرضع=وتغفل عما أفطمت كل مطفل
وحاشى بذا أسلوا ولكنما الهوى=متى جد بي الشكوى خليليّ يهزل
عليّ بلأواء النوى كل موقف=يراع به قتلي و يعظم مقتلي
ونذرٌ علي الدمع في كل مشهدٍ=تمثلت طيفاً ثم خاب تمثلي
أيا لائما ذلي يعز بأن يرى=عزيز إزاء البين لم يتذلل
قفا نبكي لا ذكرى حبيبٍ ومنزل=و لا باللوى بين الدَخول فحومل
و لكنما نبكي لفاطم كيف لا=نحارُ لها رسماً يلوح لمجتلي
ونقصد في بث الشجون معاهداً=تعَاهدها بالدمع كل معوّل
معاهد قد مر الزمان وما قضى=بها عابرٌ وطراً و لم تتبدل
بها من عظيم الشأن فاضلُ موردٍ=لخير نساء العالمين وأفضل
ولحدٌ بها دون الأنام تخالفت=ملائكة تسعاه من كل معقل
تبارك عنه الحي والرَبع دونه=وتلٌ لجيران ودار لمسهل
بأرض لما تحوي تتيه بتربها=على سفحِ ثهلان وشاهق يذبل
تعطر عن ذكر الصلاة بمُعرجٍ=وتزكوا بهاو بالسلام محمل
على الصفوة المأثور من بعدها الهدى=على الخيرة المنقاةِ من قبل تمثل
على ابنة مبعوث الإله وأمه=وكوثره المعطى وزوج الموَّكل
يحار بها الإيفاء موجز مدحها=ويعيى بها الإيحاط كل مطول
ويقصي علاها كل دان يرومها=فأنّى تعالى في مداها تسفل
على طاهر الأرحام ضلّت منوطَة=ومن صالح تذرى إلى صلب مرسل
وذريةٌ بالحق عنها أئمة=وحبلٌ من المولى وعِدلٌ لمنزل
يصان حياها بالجلال فما تعي=أتغْضي حياها أم تغض لمجدل
ودون كمال الخلق عنها خلائق=تزانُ بدينٍ بالتفقه مكمل
طوَت في رحاب المجد كل صحيفة=وسادت على تالي الزمان وأول
وبات التباهي بالنساء بها فمن=لها كان منسوبَ السلالة يعتلي
بها الله يرضى حين ترضى فكيفما= تكنْ فهي عن حال عليه تُدَلِلِ
وفي ودها أجر النبي فحيثما=جرى بغضها حق النبي يعطّل
فيا قائماً قد دثرته يد القضى=أما لك من نجوى لقبرٍ مزمل
فتبعث بالشكوى هَوان ودائع=يعز على الإسلام ما لم تبجّل
أطلت وقوفي بالبقيع لعرصة=عثاها صفيرٌ من جنوب وشمأل
وقوفاً به يعيى مكاني زمانه=تولى له يومي وأمسي ومحولي
على أضلع بانت وما بان لحدها=ومن أعظُمٍ زالت ولم تتزلزل
أحن حناياها كأن نسيجها=إلى نسج أضلاعي يشدّ بموصل
وأبلى لباليها كأن رميمها=تواراه جثماني فضمّن هيكلي
بنفسي من بالنفس لاذت بخدرها=فما ارتد عنها الباب إلا بمثكل
غداةَ مع الشيطان خفت محاشد=لإحراق بيت بالملائك مثقل
يجرؤها في الظلم خذلان ناصر=ويدفعها للبغي صبرٌ لمبتلي
ويحملها ألا توانى بجهلها=على الدين مهمومٌ سمى بالتعقل
فراحت وما وارى الترابُ محمد=تولي مواليها ولاة على الولي
تحاجج في وأد السقيفة فتنة=وقد أسقطوا فيها على الشر من عُلي
وفي فدك لما أجازوا إغتصابها=بتحريمِ ميراث السليل لمرسَل
قضوا بعد أخذ الحكم رد شهادة=على كونها بالأصل نحلاً لمنحل
وأنى لذي ملك ببينة على=أحقية المملوك من زعم أعزل
وهذا كتاب الله فينا وهذه=بنا سنة المختار لما تُبَدّل
بشرع به الأرحام أولى ببعضهم=وعهد لحظ الأنثيين مفصل
فما خصص التعميم لفظ بنصه= ولا قيّد الإطلاق فيه بمنزل
وذا إرث داوودٍ سليمان حازه=وذا زكريا قال هبْ لي من يلي
ولو خبر الآحاد ينسخ آية=لساغ لنا طعن الصحيح بمرسل
ولكنما الأهواء بالنفس إن قضت=على الشيء لم تعدم له من مُعَلِلِ
تناظرت الأيام حتى كأنما=تلبّس ماضيها ثياباً لمقبل
فطه بنا موسى بأمس وطوره=غدى اليوم في لحدٍ وهارونه علي
فما غاب حتى أُشربوا العجل بعده=وفي سامري ضل كل مضلل
وألواحه فينا هُمُ آله فما=تعاهد في حفظ الأمانة من ولي
فلله أحداثاً جرت بعد نحبه=بها أحدث الأصحاب من بعد معقل
ومن تَبِعات لازمتها ولم تزل=بها أشكل الأتباع بعد التأول
سألت بها ربي ثباتاً على الهدى=ثباتاً به فعلي يثبت مقولي
ينال بها الآباء عني ثوابهم=ويُخلَق في ولدي ويجري بمنسلي
على درب من والى النبي وآله=وميثاق من يُعزى لهم في التبتل
فهم عدتي في الحشر في سد فاقتي=وذخري في الدنيا وسيفي ومعولي
بهم لإتباع الحق غايتي التي=وسيلتها عنهم وفيهم توسلي
فيا أيها اللاحي علي بحبهم=وهيهات إكراهي بما قال عذّلي
إليك من المنظوم عني مقالة=تفصّل في تبيانها كل مجمل
على مثلها ظل الزمان مردداً=وفيها تغنى كل راوٍ بمحفل