أي حزن يحيط بالأنحاء = ومصاب أبكى عيون السماء
أي يوم أبدى الضحاء غروباً = ألبس الكون بردة الظلماء
صفرٌ زاده الحداد إصفراراً = صيفه كالح نظير الشتاء
كم فروعٍ هوت بعيد أصولٍ = ورياض قد أجدبت دون ماءِ
كيف لا يُظهر الوجود إكتئاباً =عند أدهى الخطوب والأرزاء
هو عمر الرسولِ يوم تقضى = فانقضى الطهر راضياً بالقضاء
يوم وافى الردى نمير الهدى أص = ل الدنا ، وهو خاتم الأنبياء
لهف نفسي لفاطم تتلظى = لوعة بعد شمسها اللّألاء
ظهرت زفرة تفيض جراحاً = ودعته بحسرة وبكاء
يا لعين البتول أرسلت الأد = مع عند الرسول كالأنواءِ
يا لدمع أحال ذاك الثرى من = بعد محل لجنة خضراء
خاتم الرسل ، جئتك اليوم طيرا = يشتهي في ذكراك عذب الغناء
أنت لحن الحياة نور البرايا = تستدر السناء في الأرجاء
أنت للكائنات غوثٌ وغيثٌ = تستقي من عينيك حسن الرواء
حسن الخلق سيد الخلق ، صنو ال = حق ، تزهو بهيبة وبهاء
لم تلد مثلك النساء ، فأمسى = وجهك البدر فتنة للرائي
يا لأرض وطأتها فتباهت = وغدت ترتقي على الجوزاء
سيدي نحن في غمار الأسى أس = رى ، غدونا كريشة في الفضاء
وأبتلينا بالقاسطين ، ويا مو = لاي ، ضقنا ذرعاً بهذا البلاءِ
إننا حيث عاجلتنا الرزايا = وغزتنا الوغى بلا إبطاء
هاجنا نحوك الهوى وهتفنا = من فم القلب يا أبا الزهراء
أين بدرٌ تعيد للعدل داراً = هدمته صواعق الأعداء
أين يوم الأحزاب يستل عزماً = يرهب المارقين في الهيجاء
بارك الله في الجنوب رجالاً = بل ليوثاً تمنطقوا بالإباء
لقنوا طغمة اليهود لروس = حاملين اللواء تلو اللواء
هم جنود المهدي ثاروا خفافاً = طهروا عاملاً بأزكى دماء
أحرزوا النصر إذ تولوا علياً = أظهروا بالجهاد صدق الولاء
يا نبي الله المكرم عذراً = إنني قاصرٌ عن الإطراء
هل نذوق العذاب نارا وأنت ال = مرتجى ، والشفيع يوم الجزاء
كيف لا ندرك النجاة وفينا = حب طه وسيد الأوصياء