القصيدة التي القيت بقاعة الامام الرضا (ع) في جامع الرسول الاعظم (ص) بمدينة اتلانتا (الولايات المتحدة الامريكية) على حشد كبير من الاخوة العراقيين, وبعض الاخوة العرب, وذلك بمناسبة عيد الغدير الاغر
بيوم ِ (غدير خمْ) عُرفَ الصوابُ = فما ردُّ الآنامِ, وما الجوابُ؟!
اذا ما اظهروا النكرانَ بغيّاً = وعهدُ اللهِ تحملهُ الرقابُ
أليس نبيّهمْ ولاهُ جهراً = بأمر اللهِ أنزلهُ الكتابُ
وأردفهُ بتأييدٍ ونصرٍ = وباركهُ وبخبخه الصحابُ
أليس الدينُ والدنيا شهوداً = ولا شمساً يعتّمها ضبابُ
فمن مثل الوصيِّ لقد تسامى = بكلِّ فضيلةٍ وله انتسابُ
ومَنْ مثل الوصيِّ على ركوع ٍ = وخاتمهُ لسائلهِ جوابُ
أليس لكل معضلةٍ عليٌّ = فكمْ من قلعةٍ فُتحتْ وبابُ
ويقتلُ في الوغى عَمَراً وأختٌ = تفاخرهم, عليٌّ لا يُعابُ
فمنْ يزهو بقاتلهِ, فلولا = امامٌ حلَ عدلهُ والصوابُ
عليٌّ ليس بعضُ الناس ِ طبعاً = سمواً للرسول ِ, وإنْ تغابوا
هو الانسانُ, اقربُ مَنْ اليهِ = نظيرُ الخَلق ِ, خُلقهُ واللبابُ
وأكثر! يرقبُ الحيوانَ عطفاً = ولو مِنْ بين ِ ما عُقِرتْ كلابُ
وللأشجار ِ منهُ نصيبُ فكر ٍ = اذاما اشتدَ في الغابِ الحرابُ
فأين الحقُّ حقّهُ بعد لأيٍّ = اذا ماجاءَ للناس ِ الحسابُ
ابو الشّهداءِ طرّاً والسبايا = وديعتهُ سكينةُ والربابُ
ومَنْ والاهُ مظلومٌ لدهر ٍ = كأنَّ الدينُ في الدنيا استلابُ
اذا التاريخُ انصفَهمْ بحقٍّ = لهمْ في ذمّةِ الدنيا حسابُ
فهذا الخَلقُ في الاوطان ِ مرحى = وموطننا غنيمتهُ اغترابُ
فكمْ منّا غريبُ الدار ِ بؤساً = ومَنْ في الدار ِ موتٌ واكتئابُ
فكلُّ مصيبةٍ مُزجتْ بطعم ٍ = وطعمُ الموتِ أحلاهُ الثوابُ
تعلمنا الحياةُ على مداها = دروساً ما تضمَّنها كتابُ
فمنْ يكُ ذخره عقلٌ وخلقٌ = تسير به الحياةُ ولا اضطرابُ
ومَنْ يجهلْ حقوقَ الناس ِ غيّاً = فلا ذكرٌ اليهِ ولا صحابُ
فانْ لذّت لبعض ٍ بعضُ نعمى = فكلُّ لذاذةٍ وبها عذابُ
وإنْ عاتبتهم للهِ جمعاً = فيرجعُ خائباً هذا العتابُ
هي الاقدارُ لاشئتم وشئنا = لقدْ ظفرَ القيادَ لهُ انقلابُ
كبعض ِ التّبر ِ صُنّعَ للغواني! = وجُلُّ التّبر ِ موطنهُ التّرابُ
رأيتُ الحفلَ جذلاناً بعيدٍ = من الاعيادِ يجمعهمْ رحابُ
ونورٌ من شعاع ِ الغيبِ يزهو = ونشوتُهم نشيدٌ أو خطابُ
فذكّرني بأيّام ٍ خوال ٍ = ونفسُ المرءِ لذّتُها الشّبابُ
فقلتُ لها ومالي من مُحيدٍ = منارُكِ في الدُّجى تلكَ القِبابُ
عسى الايّام ترجعنا لعهدٍ = دعاء الخير ِ فيه مستجابُ
ومهما كانَ من أمر ٍ فنحنُ = ختامُ القول ِ أقوامٌ صلابُ