نحر الرضيع
حسن آل حطيط العاملي
1
إن قيل لك!
أي الفواجع أفجعتك!
أو قيل لك!
أي المهالك أهلكتك!
أو قيل لك!
أي الثواكل أثكلتك!
فقل: خطب الرضيع
ألمّ بي
و أحاط بي
من كل حدب!
و قل: خطب الرضيع
أنابني
و أصابني
في كل جنب!
خطبٌ جليلٌ
عظيم ٌ
مهولٌ
ليس كمثله خطب!
خطبٌ
زلزلت الجبال لهوله
و تبعثرت
له الطرقاتُ
في كل درب!
خطبٌ
تفتّتت الصخور لثقله
و انفضّت
له النبضاتُ
من كل قلب!
خطبٌ
تاه الزمان بسرّه
و ثارت
له الأسرار
من كل صوب!
2
ماذا اقول
بمهجة حملتها الملائك... وانتشت!
ماذا أقول
ببهجة رفعتها النجوم... وارتقت!
ماذا أقول
ببضعةٍ من قلب النبوةِ
أزهقت!
باسم النبوة
عُذبت!
باسم الديانة
أعدمت!
باسم الحضارة
قطّعت!
ماذا أقول
بأمّة نسيت
ما جناه جبينها
المسودّ
ممّا فعلت!
ماذا أقول
بأمّة غارت
يداها بالدماء
و أوغلت....
ونكّلت..
و أنكرت!!...
3
إن جاءك الزمن الجريح يوماً
و انتحر!
إن زارك النجم الحزين يوماً
و انفطر!
إن ناحت الأنهار جزعاً
إن شاخت الأشجار أسفاً
و جفت الأحلام
في عين المطر!
إن فاضت الآلام
إن سالت الأشجان
من قلب الحجر!
فاعلم
أن النجيع
يفيض
من نحر الزهر
و اعلم
أن الدموع
تسيل
من روح المدر
و اعلم
أن الرضيع
أصابه
السهمُ
الوضيع..
و اعتذر!
4
أنى الرمال تقوم
من قلب البطاح!
لتزيح الحزن
عن وجه الصباح!
و تشدو لطفلك يا حسين...!
أنى النجوم تعود
مع وجع الرياح!
لتشقّ الأرض
من تحت الجراح!
و تروي رضيعك يا حسين...!
أنى الشفاه تثور
من تحت الرماح!
لتنوح خلف
قافلة النياح!
و تنعى حبيبك يا حسين...!
أنى الدهور تعود
سرًّا
لأغمر بصدري
الجسم الصريع!
أنى العيون تنام
أبداً
لأحضن بنحري
النحر القطيع!
أنى الظلام يحلّ
دهراً
ليضيع الشرّ
ويتيه القهر
و يغفل الكفر
عن الأمرِ
الفظيع!
أنى الزمان يعود
يوماً
لأصدّ
السهمَ
عن نحر الرضيع!