لهثات حرّى...في غار حراء
حسن آل حطيط العاملي
1
ها هو اسودّ الفضاء..
و أناخ في الأرض البلاء
و ترامت الأزمان ُمثقلة الخطى
خلف قافلة الدماء
ها هو اسودّ الهواء..
و تمادى في الغيّ الشقاء
و توارت الأحزان ُمترعة الأسى
تقتحم أقانيم السماء..
تحتضن أهازيج المدى..
تردد في الأفق النداء..:
هاتيك قلبي يا أبا النجباء
صار بلا دماء!
هاتيك قلبي يا أبا الضعفاء
ظمآن إلى الضياء
هاتيك قلبي
ِسر به..إلى مسرى السناء
ليغسل الهمََّ
و يعلن اليتم
في غار حِراء!
هاتيك جرحي يا أبا الأحرار
صار بلا حدود
هاتيك جرحي يا أبا الثوار
يئنّ من القيود
هاتيك جرحي
ضُمَّه إلى ذاك "الكساء"
لينزع الرِّجس
و يعتق النفس
في غار حراء !
2
ها هي الأيام تسير خبط عشواء
لتجثو لديك
ها هي الكلمات تخرج من دون انتماء
لتأتي إليك
ها هي الظلمات تزحف من دون اهتداء
لترنو لديك
فيا أيها التاريخ أحرق الأهواء
التي حَبلت بالغوى فصارت غواية!
أيها التاريخ أطلق الأزمان
التي جُبلت بالوغى فسالت خطايا!
أيها التاريخ أطرق!
و اسمع الصوت الذي سكب السكون
على البرايا
و اسكن حِراءَ
فإنك في غيرِهِ
من دون غاية!
3
جئتنا و اليأس يقرع في صدور الناس
أجراس العناء!
جئتنا و الوأد ينصب في جراح الترب
أصنام البلاء!
جئتنا و الحق تهتكه المآثم غيلةً
على ظهر العراء!
جئتنا و الباطل يجهض
كل عرق ينبضُ
كل عزم ينهضُ
كل ابتداءٍ
وانتهاء!
جئتنا و النار ُتعبدُ
و الصخر ُيعبدُ
و البغي يُعبدُ
و العقل هباء!
فيا أيها الإنسان إعلم
بغير مجيئه لم تحلم
و يا أيها الإنسان إجهر
بغير حسامه لم تثأر
فالكون كل الكون يتهادى
ليستجدي لديه
و المجد كل المجد يتفانى
لينتسب إليه!.