للصبر آيات و...قصة!!!
حسن آل حطيط العاملي
1
آية البشرى
بشراك يا حب الإله
بشراك يا نور الحياه
بشراك "إنا أعطيناك"
من تزهو به الأملاك!
بشراك "إنا أعطيناك"
من تجثو له الأفلاك!
"فصلّ لربّك و انحر"
و باهل الكون و افخر!
فاليوم عيد الأنبياء
و اليوم مجد الأوصياء
و اليوم ينطلق الضياء
ليسمو و يتبختر!
بشراك يا نفس الرسول
بشراك هاك الوصي..ّ
بشراك يا زوج البتول
بشراك هاك الولي..ّ
سمّاه جبريل الحسن..
ليكون من ربّ المنن
نوراً
و حُسناً... للسُنن!
2
آية المودة
و يضم الرضيع بين يديه
يرويه من فمه..ومن عينيهِ
يرخيه حيناً.. ليضمّه حينًا
و يغازل النور..في مقلتيهِ
و يشبّ الصبي بين يديهِ
يرويه من قلبه..و من رئتيهِ
يعطيه حب الأبوة..يسقيه عطر النبوة
و يدغدغ الأسرار..في محجريهِ
"هذا السيدُ..هذا الإمام
هذي الهدية للأنام
أحبّ الله من أحبّه
أجلّ الله من أجلّه
فمحبتي و جلالتي..على خدّيه!ِ
هذا الوصي و الوديعه
هذا الولي و الشريعه
حربي لمن كان حربه
سلمي لمن كان سلمه
فحجّتي و مقالتي..على شفتيهِ "!.
3
آية العزّة
سألوا الشموس: هل من بهاءٍ أبهى من بهاك؟ِ
قالت: بربي إنه حُسن الحسن!
سألوا النجوم: هل من سناءٍ أسنى سناكِ؟
قالت: بربي إنه وجه الحسن!
سألوا الثريا: هل من علوٍ أعلى من علاكِ؟
قالت: بربي إنه مجد الحسن!
يحوم النور من حوله
هو قبلة الأنوار
يدور الحق من حوله
هوكعبة الأحرار!
يجول الوجد فيهِ
يتيه العزُّ فيهِ
كلما اغتسل بطهره
..هو نجمة الأطهار!
يا بن النبي و الله سّماك ابنه
يا بن الوصيّ و الله طهّر صلبه
لتكون من صلب الولايه
و تنطلق من بيت الهدايه
نوراً و طهراً للبرايا!!.
4
آية الحزن
يكتب الصبر آياته الغرّاء فيك
ينسج الحزن المآسي عن مآسيك
يئنّ النور من ظَُلم ظلّت تعاديك
يصيح الحقّ: أين الحقُّ!
وكل الحق فيك
و كل ما خلفك باطل
و كل ما دونك زائل
..حبكته أعاديك!
أيها الناس..إنها الوديعة ضيّعتموها
و ضيّعتمو أمر النبي!
أيها الناس. إنها الوصية مزّقتموها
و مزّقتمو قلب الوصيّ!
و نقضتمو سرّ الإله
و نسيتمو حقّ الإله
و نسيتمو وعد الإله:
..لن يحكم الأرض باسم العدل طاغيه
لن يملك الناس باسم الحق باغيه
فالأرض لله يرثها الصالحون
و الملك لله يرثه الطاهرون
و الحاكم الله و ليس "معاويه"!!..
5
آية الناس
يتحرّق القلب و يُخمد حرقته
يتأوّه الدمع و يخنق آهته
يتلوع الصدر و يخفي لوعته
ليظلّ في العين قذىً
و يظلّ في الحلق شجىً:
ألناس عبيد الدنيا
ألناس عبّاد الحجر
يتباعدون..يتجذابون
حيث ما نصب الحجر!
ألناس عبيد الدنيا
ألناس عبّاد المطر
يتسابقون..يتنازعون
حيث ما هطل المطر!
ألناس همّهم الدنيا
وما همّهم إن كانوا خرافاً للأدعياء!
ألناس حسبهم الدنيا
و ما حسبهم إن صلّوا الجمعة في الأربعاء!
ألناس شأنهم الدنيا
و ما شأنهم إن بدّلوا الأطهر بالأشقياء!
و أُعدم الحق و فاضت دماء!
و ُنصّب الباطل باسم الشقاء!
فوق جثامين الأتقياء!
6
آية القهر
يهدّ القلب مئذنته: أيقتل الميت في نعشه!؟
يشق الليل حنجرته: أيحرم الميت من قبره!؟
أيعقل أن يلاحق بالسهام
و يؤمر غصباً بأن لا ينام
و يهنأ بالنوم دون اللئام
فاللؤم لم يهنأ بموته!؟..
أيحرم من ملاقاة الكرام
و يلقى السلام بروض السلام
في كنف أمّه و جدّه!؟..
لينعم بالخلد بعد الهموم
و حقد الأعادي و خبث السموم
فالسمّ لم يشبع بقتله!..
أيخنق النور و يبقى الظلام
يسود يعربد بين الأنام
أيقتل الحق و تبقى القلوب
بإمرة الباطل فوق الدروب
أيفنى الطاهرون
و يبقى الفاسدون
يقيمون الفساد فوق المنابر!
أيموت الطيبون
و يبقى الماكرون
يصيحون بالمكر فوق المنائر!
يلوّثوا بالمكر صفو المدى..
يجففوا بالإفك عين الندى..
و يلقوا بالسمّ في فاه الضمائر!!
أيقضي الصالحون
و يبقى الطالحون
يغنّون الحياة بحضن الكبائر:
أولئك السذج سكنى القبور
و نحن الراقصون فوق المقابر!!!
7
للصبر قصة!!
إني سمعت العين تحكي للدموع:
طوبى لمن نصر الحسن!
إني رأيت القلب يكتب للضلوع:
طوبى لمن تبع الحسن
إني لقيت الليل يهمس للشموع:
طوبى لمن عشق الحسن!
هو النورُ و مصباح التقاة
و كل الدروب تصبو إليه!
هو الفُلكُ و مرساة النجاة
و كل البحار تهفو إليه
للصبر قصة
حكتها عيون الحسن!
للقهر قصة
رواها جبين الحسن!
للعمر غصّة
و كل العمر غصّة
تجرّعها الحقّ
من قلب الحسن!!