شعراء أهل البيت عليهم السلام - ترتيلة عشق عبقرية

عــــدد الأبـيـات
0
عدد المشاهدات
2876
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
06/10/2010
وقـــت الإضــافــة
1:43 مساءً

.:: ترتيلةُ عشقٍ عبقرية ::.



في انبلاجِ النِصفِ

جنحتُ هيامي..

وتطوَّفتُ بأفلاكِ ضياءٍ عَسْجَدِية...

وبِسُبْحانِيةِ الوجْدِ طَرقْتُ المَلَكوتْ...

وتَجاوزتُ حِجاب الجبروتْ...

عارجاً أمْتَشِقُ الأستارَ ..روحي تتدلى..

أستقي نهلاً ..فنهلا...

وبصدري خَفقانٌ الشوقِ صلى...

واسترقتُ السمع للأملاكِ في طقسٍ من التَقْديسٍ

يَنْبَثُّ بِترتِيلةِ عشقٍ عبْقَرِية...

سارباً من جهةِ العرش

كألحانٍ من الفِرْدوسِ

تَهْتَزُ لها السِدْرةُ نشوى...

تَنْثرُ الياقوتَ والفيروزَ والدُّر عناقيدَ جنية...

هاهي اللحظة تَنْشقُّ من الغيبِ السماويِّ

فتنداحُ طيوفاً سُنْدُسِية....

لحظةٌ تَمْتَدُّ في اللاوقت

قبلَ الوقتِ..قبل الأزمِنة...

تَتَشَهاها قلوبُ الأمكِنة...

هيَّأَ اللهُ لها مًتَّكأً في الأزلية...

" لحظةُ المِيلادِ...ميلادُ البَقِيَّة "

لحظةٌ تَهْطلُ في فِكْري فَتَنثالُ الرؤى..

خَطَراتٌ نَيزَكِية...

رَشَقَتْ سِحْرَ خَيالاتي فَهَيَّمتُ أُناجي...

وبِثَغْري عَرْبَدت تَسْبِيحةٌ سَكْرى..

وتَرتِيلةُ عِشقٍ عَبْقَرية...

و تَلَتْ .." سُبْحانَ وجهاً بجلالِ الحقِّ أشرقْ"...

" جاء وجهُ اللهِ كالكوكبِ دريٍّ تألقْ" ...

" جاءَ كفاً كينابيعِ هدايا تتدفقْ"...

وفماً يَسْكبُ فيضاً ...قُبُلاتٍ كَوْثرية...

" جاءَ عيناً باتساعِ الكونِ ضَمتنا بِحُبٍّ"...

وبخديهِ ابتِسامات حقولٍ كَرَزية...

جاء قلباً بِبَياضِ الياسمينْ..جاء يسْتنطِقُ نَبْضَ العاشقين...

جاءَ من خلفِ النُجومْ...

آخر الباقين جاء...

شاهقاً فوق الذُرى..فوق التُخوم...

يتوارى بِغُلالاتِ حريرٍ سُحُبية...

جاء من أقصى الكَمالْ...يَتوشى بالجمالْ...

يَذرعُ الآفاقَ في طَرفةِ عينْ..

ويُديرُ الكونَ في إصبعهِ والخافقينْ...

جاءَ تأويلاً لآي الذكرِ في كلِّ العُصورْ...

منذُ آدم ..قبل آدم...

كنبيِّ الله يسعى...علويِّ الخَطواتْ...

جاء تأويلُ النبؤة..لِيُتِمَّ الكلماتْ...

" قد كتبنا في الزبور"..

قال ربُّ العِزَّةِ الخلاق ..." أن الأرضَ مِيراثُ العِبادِ الصالِحينْ" ..

هو وعدُ اللهِ حقاً...

يُظْهِرُ الدين جلياً ...رُغمَ أنفِ الكافرينْ....

غائبٌ...

لكنهُ يشهدُ حتى لحظاتي...

يقرأُ الأفكارَ حتى خطراتي...

يسمعُ النجوى ...ويستوطنُ ذاتي...

وأُناغيِهِ بِقلبي...كلماتي... نبضاتي...

لُغةٌ ما أنجبتها الأَبْجَدية...

هو آتٍ...

دونَ ريبِ عن قريبْ...

قالَ لي قلبي : " سيأتي " ...

هو حتْمٌ أي وربي...

صاحبُ العصْرِ سيأتي...

في احتضار ِ الأرضِ رباً...

يبعثُ الأنفاس فيها...ينفخُ الروحَ بإشراقهِ نورِ

من شموسٍ مَهْدوية...

كُلما مرَّ على قُطرِ سَيَخْضرُّ ويندى...

وسيُعْشوْشبُ من وطأِ خُطاهُ المطرية....

كربيعٍ يَبْذرُ الوُّدَ ...فتَزْيَنُّ المُروجْ...

وسَتَهْتَزُ البوادي...

ضَحكاتٌ سَوْسَنية...

لَفَتاتٌ زنبقية...

هَمساتٌ ليلكية...

سَيَرشُّ العطرَ ما بين شَهيقٍ و زفير...

عبقاتٍ عنبرية...

وإذا مرَّت على الجرحِ يداه..

كأكاسيرِ حياة...

سَيَطيبُ الجرح من لمسةِ حنوٍ أبوية...

وسيأتي ...

ونرى طلتهُ الغرَّاء

محفوفاً بِجِبريل وميكائيل والروح القُدُسْ...

وبعينِ اللهِ محروساً...

بِتَعويذةِ رُعْبٍ ملكية...

يَحملُ الوَعدَ الإلهي على عاتِقِهِ...

ومواريث النُبُوَّة...

وخّلاص البشرية...

قادمٌ ..زُفت بشارات الإله..

لِيَحيك الوِترَ أكفان المنية ...

لِطَواغيت تمادوا بالعنادْ...

لِيُذيق الكفر زقوم العذاب..

وسيسقِيهم بكاسات حتوفٍ خيبرية...

بمزاجٍ من حميمِ ...

في جحيمِ الأبدية...

أوليس الصُبح يا كُنه حياتي بِقريبْ؟؟؟....

وسنلقاكَ حبيبي...

صلواتُ الله تغشاكَ صباحاً ومسية...

Testing