أعلام الهدى
عبد الحميد محسن سليمان
صَلُّواْ عَلَى طَهَ النَّبِيِّ مُحَمَّدِ= وَالسَّادَةِ الأَطْهَارِ آلِ مُحَمَّدِ
صَلُّواْ عَلَيْهِمْ بِالْوَلاَءِ وَسَلِّمُواْ= وَتَبَرَّؤُواْ مِنْ كُلِّ قَالٍ حَاقِدِ
صَلُّواْ عَلَيْهِمْ إِنَّهُمْ خَيْرُ الْوَرَى= قَدْ خَصَّهُمْ رَبِّي بِأَشْرَفِ مَوْلِدِ
أَنْقَى مِنَ النُّورِ النَّقِيِّ نَقَاؤُهُمْ= لَوْلاَهُمُ الظَّلْمَاءُ لَمْ تَتَبَدَّدِ
قَدْ طُهِّرُواْ مِنْ كُلِّ رِجْسٍ عِصْمَةً= وَلآيَةُ التَّطْهيرِ أَعْظَمُ شَاهِدِ
مِنْ فَيْضِ نُورِ الْلَّهِ أُبْدِعَ حُسْنُهُمْ= كَالْلُّؤْلُؤِ الْمَنْثُورِ أَوْ كَزَبَرْجَدِ
كَالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ أَوْ كَزُمُرُّدِ= كَالْفِضَّةِ الْبَيْضَاءِ أَوْ كَالْعَسْجَدِ
مَدَّ الإِلَهُ ظَلاَلَهُمْ في كَوْنِنَا= بِضِيَاءِ نُورٍ مِنْ غَديرٍ سَرْمَدي
يَجْري عَلَيْهِمْ مِنْ مَعينِ فُرَاتِهِ= مِنْ أَعْيُنٍ أَذْهَلْنَ كُلَّ مُشَاهِدِ
يَا حُسْنَهُمْ بَيْنَ الْعِبَادِ كَأَنَّهُمْ= هُمْ أَنْهُرٌ وَالنَّاسُ مِثْلُ فَدَافِدِ
غُرٌ مَيَامينٌ عِظَامٌ سَادَةٌ= صيدٌ بَهَاليلٌ كِرَامُ الْمَحْتِدِ
سَادُواْ عَلَى السَّادَاتِ في آدَابِهِمْ= وَعُلُومِهِمْ جَاءُواْ بِعِلْمٍ مُفْرَدِ
عِلْمٍ لَدُنِّيٍّ غَزيرٍ مُدْهِشٍ= صَعْبٍ عَصِيٍّ لاَ كَعِلْمِ مُقَلِّدِ
قَدْ سَهَّلُواْ الْوَعْرَ الْغَريبَ وَعَالَجُواْ= سَقَمَ الْعُقُولِ بِحَلِّ كُلِّ مُعَقَّدِ
هُمْ مَرْجِعٌ أَعْلَى لِكُلِّ صَغيرَةٍ= وَكَبيرَةٍ هُمْ مَقْصِدٌ لِلْقَاصِدِ
حُجَجُ الإِلَهِ عَلَى الْبَرَايَا كُلِّهِمْ= وَلِوَاءُ دينِ الْلَّهِ يَوْمَ الْمَوْعِدِ
وَهُمُ الْهُدَاةُ إِلَى الإِلَهِ وَإِنَّهُمْ= شُفَعَاؤُنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ في الْغَدِ
خُزَانُ عِلْمِ الْلَّهِ أَعْلاَمُ الْهُدَى= قَدْ ضَلَّ مَنْ بِهُدَاهُمُ لاَ يَهْتَدي
بَلْ ضَلَّ مَنْ حَسِبَ الْهُدَى في غَيْرِهِمْ= قَدْ خَابَ حَقّاً مَنْ بِهِمْ لاَ يَقْتَدي
أَهْلُ الْمَوَدَّةِ وَالتَّعَفُّفِ وَالرِّضَّا= وَذَوُو الْفَضَائِلِ وَالنَّدَى وَالسُّؤْدَدِ
أَهْلُ الأَمَانَةِ وَالنَّزَاهَةِ وَالْوَفَا= في الأَقْرَبينَ وَفي الْبَعيدِ الأَبْعَدِ
في دُورِهِمْ نَزَلَ الْكِتَابُ وَعِنْدَهُمْ= كَانَ السُّجُودُ وَكَانَ أَوَّلُ مَسْجِدِ
هُمْ أَهْلُ بَيْتِ الْلَّهِ آلُ رَسُولِهِ= وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقَى لِكُلِّ مُوَحِّدِ
وَهُمُ الْحَقيقَةُ أَصْلُهَا وَفُرُوعُهَا= وَمَعَادِنُ الأَسْرَارِ عَيْنُ الْمَوْرِدِ
مَنْ لي بِأَقْمَارٍ يُبَدِّدُ نُورُهُمْ= عَتْمَ الْغَيَاهِبِ وَالظَّلاَمِ الأَسْوَدِ
مَنْ لي بِأَطْيَابٍ يُعَطِّرُ ذِكْرُهُمْ= سَمْعي إِذَا سَلَّمْتُ بَعْدَ تَشَهُّدِ
بِسَلاَمِهِمْ عَمَّ السَّلاَمُ وَسَلَّمَتْ= كُلُّ النُّفُوسِ الرَّاكِعَاتِ السُّجَّدِ
وَبِهِمْ غَدَوْنَا مُسْلِمينَ لِرَبِّنَا= رَبِّ الْوُجُودِ الْوَاحِدِ الْمُتَأَحِّدِ
وَبِهِمْ هَدَانَا الْلَّهُ لَيْسَ بِغَيْرِهِمْ= وَبِهِمْ فَتَحْنَا كُلَّ بَابٍ مُوصَدِ
فَهُمُ الْمَحَجَّةُ لاَ يَزُولُ بَريقُهَا= بَيْضَاءُ دَهْراً رَغْمَ أَنْفِ الْحَاسِدِ
مَنْ رَامَ غَيْرَ كِسَائِهِمْ سَتْراً لَهُ= فَلَقَدْ تَعَرَّى كَالصَّعيدِ الأَجْرَدِ
فَلأَجْلِهِمْ خُلِقَ الْوُجُودُ وَإِنَّهُمْ= قَصْدُ السَّبيلِ وَقِبْلَةُ الْمُتَعَبِّدِ
لَهُمُ النَّوَافِلُ في الصَّلاَةِ وَفَرْضُهَا= وَفَوَاتِحُ الذِّكْرِ الْحَكيمِ الأَمْجَدِ
لاَ تَسْتَقيمُ صَلاَتُنَا إِلاَّ بِهِمْ= فَهُمُ الهُدَاةُ إِلَى الصِّرَاطِ الأَوْحَدِ
أَزْكَى الصَّلاَةِ مَعَ السَّلاَمِ مُرَتَّلاً= يُتْلَى عَلَيْهِمْ مِنْ إِلَهِ الْمَعْبَدِ
عَدَدَ الَّذي لاَ يَنْتَهي في عَدِّهِ= أَبَداً بِغَيْرِ تَوَقُّفٍ وَتَجَمُّدِ
عَدَدَ الْعُصُورِ مَعَ الدُّهُورِ وَمَا حَوَى= هَذَا الْوُجُودُ بِكَوْنِهِ الْمُتَجَدِّدِ
عَدَدَ السَّمَاوَاتِ الطِّبَاقِ وَمَا حَوَتْ= مِنْ أَنْجُمٍ وَكَوَاكِبٍ وَفَرَاقِدِ
عَدَدَ الْوَرَى مِنْ بَدْءِ خَلْقِ وُجُودِهِمْ= آلاَفَ ضِعْفٍ مِنْ مُضَافٍ زَائِدِ
مِنْ عَهْدِ آدَمَ مِنْ أَوَانِ ظُهُورِهِ= حَتَّى ظُهُورِ وَكَشْفِ غَيْبٍ مُغْمَدِ
يَا رَبَّ صَلِّ عَلَى الْحَبيبِ مُحَمَّدِ= وَأَئِمَّةِ التَّوْحيدِ آلِ مُحَمَّدِ
وَاقْبَلْ دُعَائِيَ بِالصَّلاَةِ عَلَيْهِمُ= فَبِذِكْرِهِمْ يُرْجَى رِضَاؤُكَ سَيِّدي
مَوْلاَيَ هَذي بَيْعَتي لِلْمُصْطَفَى= وَوَلاَءِ أَهْلِ الْبَيْتِ دُونَ تَرَدُّدِ
فَاحْفَظْ يَمينِيَ بِالْيَقينِ فَإِنَّهَا = وَالْلَّهِ لَوْلاَ فَضْلُهُمْ لَمْ تُعْقَدِ