كواكب في الظّلام
عبد الحميد محسن سليمان
أَتَسْأَلُ عَنْ كَوَاكِبَ في الظَّلاَمِ= وَأَنْوَارٍ تَشُعُّ عَلَى الدَّوَامِ
وَأَرْوَاحٍ مُطَهَّرَةٍ وَقَاهَا= وَبَرَّأَهَا الإِلَهُ مِنَ السَّقَامِ
وَأَعْظَمِ عِتْرَةٍ كَانَتْ وَدَامَتْ= وَأَوْثَقِ عُرْوَةٍ دُونَ انْفِصَامِ
وَأَكْرَمِ سَادَةٍ في الْكَوْنِ طُرّاً= وَسَادَةِ خَيْرِ سَادَاتٍ كِرَامِ
أُولَئِكَ أَهْلُ بَيْتِ الْلَّهِ حَقّاً= بِعَقْدِ وَلاَئِهِمْ كَانَ اعْتِصَامي
زِمَامُ الْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَدَيْهِمْ= وَلَيْسَ لِغَيْرِهِمْ عَقْدُ الزِّمَامِ
فَدَعْني أَيُّهَا الْلاَّحي وَذَرْني= وَخَلِّ الْلَّوْمَ مَا نَفْعُ الْمَلاَمِ
مَدَاسُ نِعَالِهِمْ مِنَّا سَمَاءٌ= حَبَاهُمْ رَبُّهُمْ أَعْلَى مَقَامِ
سَمَاءُ بَلاَغَتي أَرْضٌ لَدَيْهِمْ= وَأَدْنَى مِنْ حَصىً تَحْتَ الرَّغَامِ
يَرَاعِيَ مُلْجَمٌ وَكَذَا لِسَاني= وَفَاهِيَ في الْمَحَابِسِ مِنْ لِجَامِ
فَلَيْسَ كَذِكْرِهِمْ في الأَرْضِ ذِكْرٌ= تَعَدَّى ذِكْرُهُمْ كُلَّ احْتِرَامِ
وَقَدْ فَاقُواْ الْمَلاَ الأَعْلَى مَقَاماً= وَقَبْلَ ظُهُورِ آدَمَ وَالأَنَامِ
فَهَلْ يَسْمُو مَديحٌ في سِوَاهُمْ= مَعَاذَ الْلَّهِ مَا بَلَغَ التَّسَامي
بِهِمْ يَسْمُو الْمَديحُ إِذَا تَسَمُّواْ= وَلاَ تَسْمُو بِغَيْرِهِمُ الأَسَامي
هُمُ أَسْبَابُ مَنْ رَامَ ارْتِقَاءً= وَهُمْ غَايَاتُ أَسْبَابِ الْغَرَامِ
هُمُ أَنْوَارُ نُورِ الْلَّهِ رَبِّي= وَسِدْرَةُ مُنْتَهَى الْبَيْتِ الْحَرَامِ
هُمُ الآيَاتُ تَظْهَرُ كُلَّ عَصْرٍ= وَمِنْ آيَاتِهِمْ بَدْرُ التَّمَامِ
هُمُ الأَشْرَافُ وَالأَعْرَافُ دَهْراً = وَأَهْلُ الذِّكْرِ عَاماً بَعْدَ عَامِ
وَهُمْ أَهْلُ الْفَصَاحَةِ لاَ سِوَاهُمْ= لَدَيْهِمْ سِرُّ أَسْرَارِ الْكَلاَمِ
وَهُمْ في الْعِلْمِ أَرْبَابٌ وَرَبِّي= إِمَاماً عَنْ إِمَامٍ عَنْ إِمَامِ
وَهُمْ سِرُّ الْوُجُودِ وَمُبْتَدَاهُ= وَسِرُّ الْكَوْنِ أَسْرَارُ النِّظَامِ
سَأُحْيي ذِكْرَهُمْ عيداً وَفِطْراً= لَعَلَّ بِفِطْرِهِمْ أُنْهي صِيَامي
وَأَدْعُو الْلَّهَ أَنْ يُحْيي دُعَائي= كَمَا يُحْيي الرَّميمَ مِنَ الْعِظَامِ
أَلاَ لِلَّهِ نَشْري بَعْدَ بَعْثي= أَلاَ لِقِيَامِ قَائِمِهِمْ قِيَامي
سَلاَمُ الْلَّهِ مَوْلاَنَا عَلَيْهِمْ= وَخَيْرُ صَلاَتِهِ بَعْدَ السَّلاَمِ
عَلَيْهِمْ أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ تُتْلَى = وَتُهْدَى في الْبِدَايَةِ وَالْخِتَامِ