الفقرة الخامسة - إليك اشتقت يا طه مليّا
أما والله لن ننسى علياً
اما والله لن ننسا علياً ..
فقد كان من الله ولياً ..
وبعد المصطفى المرسل=شهدنا انه الاول
إليكَ اشتقتُ يا طه مَليِّا=ما أردتُ الخلقَ والدنيا
حبيبَ اللهِ أبكيتَ عَليا=نلتقي في الجنة العليا
منك انشقَ نُوري مُشرقا يَزهَر=يا خير الورى والسيد الأكبر
الله اصطفانا خيرَ من سوى=سرا بخفايا علمه استأثر
سقانا رحمة منه وحبا=وأضاءَ الروح والقلبا
كِراما خصنا فَضَلا ًوقُربَا=وحبانا العِلمَ والكُتْبَا
أسمانا بساق العرش محفورة=في التوراة والإنجيل مذكورة
ممزوجانِ روحاً سالَ مَعناهَا=آياتٍ على الأزمانِ منثورة
في الدنيا مَعَاً شملٌ مُوحَد=يا مُحمَد لا يمَّزَق
عِشنا واحداً والدهر يشهد=كيف نُبعَد أو نُفَرَّق
حَنَّ القلبُ تِحنانا ..
مشتاقا وظَمآنا ..
يوري العين نيرانا .. حَيرانا
قبلَ الخَلقِ سوانا ..
روحا واحد كانا ..
فاستشرف أبدانا .. أحيانا
ماءٌ قبل تكوين الوجودِ=للخلودِ يتجارى
كنا فوق أرباب الشُهُودِ=والسُعُودِ لا نُجَارَى
والآنَ لَتُؤذيني ..
نارُ الشوق تكويني ..
تسعى في شراييني .. تدميني
يا دمعة ياسينِ ..
إبكيني وضميني ..
فالاحزان تحويني .. تشجيني
آه يا مولى البرايا=يا حكاياتِ الجلالِ
يا حبيب القلب هذي=عبرتي تروي الليالي
كل ليل مَرَّ تنمو=فيه آلام السؤالِ
فمتى تلقاكَ روحي=عَجِز الصَّبرُ حِيَالي
طيفك البدر أمامي=كلما سافر بالي
يا شريكي في وجودي=واكتمالي في خيالي
يا أبا الزهراء قلبي=ذاب فلتنظر لحالي
أنت من يشفي همومي=وجراحي واعتلالي
مذ غبتَ عني .. ضُعت مِني ..
يا رسول الله أوصيتَ بحيدر=من سقيتَ العلمَ والحُبَّ المطهر
ثم تمضي عنه والأحقاد تسعر=إذ عليه القوم مالوا فتصبر
جاهدتُ إلى الله اصطبارا ..
غضي عن دِمَا جرحي مرارا ..
كي أحفظ للدين القرار ..
إذ لاذ بصبري واستجارا ..
يدنو مماتي .. من صلاتي ..
ها أنا أقرأ أحزان النجوم=يتراءى الصبح ذا شأنٍ عَظِيمِ
تُخْضَبُ السجدة من سيف اللئيمِ=فَتَمَنَّى الأرضُ ساخت بالحميمِ
كان الأمرُ والآن رحيلي ..
شكواي إلى الرب الجَليلِ ..
والبُشر لقائي بالرَّسولِ ..
والشوقُ إلى الطُهرِ البَتولِ ..
حمداً للذي يحيي ويفني=والإذعان والتسليم مني
حمداً للذي أهوى حبيبا=رب البعث والإنشاء أعني
حمداً للذي شاء لقائي=في المحراب هذا خير ركن
حمداً للذي يمحو المآسي=أشكوه معاناتي وحزني
حمداً للذي أخرج قلبي=من دار ابتلاءات وسجن
حمداً للذي فيه رجائي=ما خاب بربِّ البيتِ ظني
للهِ في اللهِ أتركُ الدنيا ..
ياربي ذا قُربي أطلبُ اللقيا ..
ذا عُمري ياذخري جاءَ مدميَّا ..
مقتولاً محمولاً أسعى سعيا ..
مشتاقاً للجناتِ=ياربي جرحاً آتي .. علي
قد فزتُ حتماً فزتُ=آمالي في مأساتي .. علي