عِندما سارَت قافلةُ السبايا .. و قد اُركبت النِساءُ و الأطفالُ على ظهور النياق .. و هَموا بالرحيل .. شيءٌ ما إستَوقف فَخرَ المُخَدَراتِ زَينَب .. و كأنه صوت الحُسين عليه السلام و هو يقول: (( الله الله في أطفالي، تفقدي الأطفال يا زَينَب )) .. ففعلت .. و إذا بها تفتقد طِفلةً من أطفال الحُسين .. كانت على جَسَد عَمِها العَباس عليه السلام .. فغلبها النُعاس فمضى عنها الركب .. و هُنا راحَت زَينَب عليها السلام تَستوقف الركب .. لتبدأ بذلك أولى فصول مُعاناتها بعد الحُسين ..
إبنةُ الحُسين عليهُما السلام: عَمَه زَينَب .. إلى أين تَمضونَ عَني .. خُذوني مَعكم .. خذوني عَمه زينب .. خذوني
السيدة زينب عليها السلام: رويدك أيُها الحادي .. إننا نفقتد طِفلةً مِن أطفال الحسين
الحادي: دَعيها .. دعيها تأكلُها السباع و الضباع .. لن يتوقف الركُب من أجلِ طِفلَة
السيدة زينب عليها السلام: لعنك الله يا عدو الله .. أتتركُ طِفلةً في هذا البر الموحش .. والله إن لم تتوقَف لألقي بنفسي من على ظهر الناقة .. و أذهب للبحث عنها
الحادي: كفى كفى .. كفي عن الصُراخ .. سأذهب أنا لِجلبها .. أوقفوا النياق قليلاً .. أين يُمكن أن تكون هذه الطِفلة .. أووه إنها هُناك بجانب النهر .. تعالي أيتُها اللعينة .. تعالي هيا .. هيا تعالي
إبنةُ الحُسين عليهُما السلام و الحادي يضربها: عمه زينب أدركيني .. أدركيني يا عمه