سـأبـكـي مــثـل شــلاّلٍ
غـزيـرِ سـأبكي قِـبلتي وصـدى ضميري
سـأبـكي سـيّـدي الـمولى
عـليّاً مـدى عـمري إلـى الـيومِ
الأخيرِ
ولــو أنّ الـدمـوعَ تـصـيرُ
بـحـرا فـلـيسَ عـلـى إمـامي بـالكثيرِ
ً
وذاكَ الـيومَ لـو مـا انـفضَّ
زهرٌ و لا عَـبـقـتْ ريـاحـيـنُ
الـزهـورِ
ولا هـبَّ الـنسيمُ عـلى
الـبوادي ولا سُـمـعـتْ تـغـاريـدُ
الـطـيورِ
فـلا تـعجبْ ، أتـعجبُ من
ظلامٍ يــحـلُّ بـغـيـبةِ الـضـوءِ
الـوفـيرِ
ألا يـــا عــيـنُ لا تـبـكـي
بـدمـعٍ ولــكـنْ بـالـدماءِ عـلـى
الأمـيـرِ
وإنّــي لــن أخـطَّ الـشعرَ
حـتّى أرى دمـعـاً بـوجْـناتِ
الـسـطورِ
ولـولا الطفُّ أجرى في
الأماقي سـيـولاً مــن دمــوعٍ مــع
هـديرِ
لـما شـهدتْ عـيون الـحقّ
رُزءاً كـيـومِ غـيـابِ بـدركَ يـا
أمـيري
و يـومُ الـطفِّ يـومك يـا
أميري شـهـدتَ مـصيرَهُ قـبلَ
الـمصير
شـهـدتَ مـآسي الأطـهار
حـتّى غــدا فــردُ الـمـصيبةِ
كـالعشيرِ
تـجّـرعـتَ الـمـصـائبَ
والـبـلايـا صـبرتَ ،وليسَ مثلُكَ مِن
صبورِ
أئـمـتُـنـا الـمـنـايا قـــد
تــوالـتْ عـلـيـكم بـالـصـدور و
بـالـنحورِ
وبـالـهـاماتِ والأحــشـاءِ
سُــمّـاً وبـالـحـزنِ الـمـطـوّلِ
والـمـريرِ
عـجبتُ لـهم وقـد شهدوا
غديراً وهـم أجـرَوا دمـاءَكَ كـالغديرِ
!
فــيـا لـلّـهِ كــم ضـربـوا
قـلـوباً بـضـربـةِ هـامـةِ الـعَـلَمِ
الـمـنيرِ
ويـالـلّـه كـــم حـشـدوا
ظـلامـاً بـقـتـلِ مــنـارةِ الـعِـلْمِ
الـغـزيرِ
دنــا مـنـكَ الـشقيُّ وفـيهِ
حِـقدٌ وفـيـهِ جــرتْ بـراكينُ
الـشرورِ
بـغـدرٍ نــالَ مـنـكَ ولــو
تـجـلّى يــواجـهُ ذا الـفـقارِ بــلا
سـتـورِ
يـواجـهُ مَــن أبــارَ الـكـفرَ
بـوراً لـيُـعليَ شِـرْعةَ الـمولى
الـقديرِ
لــرُوِّيـتِ الـنـواحي مــن
دمــاهُ وخـــرَّ بـخـزيِـهِ نــحـو
الـسـعيرِ
فـكـمْ مِــن فـارسٍ روّتْ
دمـاهُ تـرابَ الـحربِ مـن سـيفٍ
مبيرِ
ولــو عـمـرو بــنُ وُدٍّ قــام
فـينا لـحـدّثـنا عــن الـحَـدَثِ
الـمُـثيرِ
ولـو عـرَفَ الـذي أهـوى
بسيفٍ عـلـى رأس سـما فـوقَ
الـبدورِ
بــأنّ الـسـيفَ لــولا كـانَ
عـبداً لأمــــرٍ خــطّـهُ قــلـمُ
الـخـبـيرِ
لــقـبّـلَ رأسَ مــولانــا
عــلــيٍّ وصــار هـنـاك تـاجـاً مـن
حـريرِ
بـكتكَ الـحربُ والـسيفُ
المثنّى بـكـتكَ الـعـادياتُ عـلى
الـدهورِ
بــكـاكَ الـحـقُّ ظـلُّـكَ
والـفـداءُ وجـفـنُ الـعـدلِ والـزهدِ
الـغفيرِ
سـتـبكيكَ الـدهـور أيــا
إمـامـي ورُزؤكَ سـيّـدي فــوق
الـدهـورِ
وتـبـكيكَ الـفـضائلُ مــا
تـجـلّتْ كـمـسـكٍ أو تــهـادت
كـالـعـبيرِ
بـبـيتِ اللهِ جـئـتَ إلــى
الـحياةِ وفــيـه رحـلـتَ عـنـها
لـلـمصيرِ
ومـثـلُكَ هــل يـليقُ بـه
افـتخاراً سـوى البيتِ المقدّسِ يا
أميري
وبـالسَحَرِ الـمقدّسِ سـالَ
عِرْقٌ كـما سـالَ الـشعاعُ عـلى
الأثيرِ
فـهـزَّ الـكـونَ عـرضاً ثـمّ
طـولاً وحــوّلـهُ إلـــى قــلـبٍ
كـسـيـرِ
وأركـــانُ الـهـدايةِ قــد
تـهـاوتْ بـموتِكَ سـيّدي وضـحى السرورِ
وبـحـرُ الـعلم جـفَّ عـن
الـبرايا وغـابَ عـن الـمدى نجمُ
الحبورِ
وكــادت كــلّ أزهــار
الـروابـي يـفـارقُ حِـضـنَها عـبَقُ
الـعطورِ
إمامي المرتضى ، لو أنّ
شمساً هــوَتْ مـن قـبّةِ الـكون
الـكبيرِ
لـهانَ سـقوطها فـي جـنبِ
بـعدٍ لـكـم عــن عـالـمٍ مـنكم
نـضيرِ
مـضـتْ حِـقَبٌ عـلى رُزْءٍ
تـبدّى كـمثلِ النصلِ في صدرِ
الشعورِ
ويـبقى مـهما قـد طـالَ
الزمانُ كـنـارٍ فــي حـشاشاتِ
الـصدورِ
فــيـا بـــدرٌ تــردّى عـنـد
فـجـرٍ وظـــلّ بـهـاؤُه مــلءَ
الـعـصورِ
بمرقدِكَ الشريفِ تطوفُ روحي إذا بـدنـي تـأخّـرَ فــي
الـمـسيرِ
وتـلـثـمُ مـشـهـداً لـلـعـينِ
نــورٌ و نـــــورٌ لــلــفـؤادِ وأيُّ
نــــورِ